لم يعد واتساب مجرد تطبيق لتبادل الرسائل مع الأصدقاء والعائلة، بل تحول إلى منصة أساسية للشركات الناشئة والصغيرة. مع انتشار أكثر من ملياري مستخدم حول العالم، أصبح واتساب بيزنس أداة لا غنى عنها للتواصل مع العملاء، إذ يُستخدم من قِبَل أكثر من 50 مليون شركة حول العالم، وفقًا لإحصائيات ميتا. فكيف يساعد هذا التطبيق الشركات الصغيرة على النمو وتحسين تجربة عملائها؟
بدايةً، يوفر واتساب بيزنس ميزة الملف التعريفي للشركة، والذي يعطي مصداقية أكبر للعلامة التجارية. يمكن للشركات إضافة معلومات مثل العنوان، ساعات العمل، الرابط الإلكتروني، وحتى وصف مختصر للنشاط التجاري. هذه التفاصيل البسيطة تُحدث فرقًا كبيرًا في ثقة العميل، خاصةً عندما يبحث عن خدمة أو منتج محلي. فبدلًا من التواصل عبر رقم شخصي غير معروف، يجد العميل صفحة رسمية تحتوي على كل ما يحتاجه، مما يزيد من احتمالية إتمام الصفقة.
واتساب بيزنس: كيف يساعد الشركات الصغيرة
أما الميزة الأكثر تأثيرًا فهي الردود التلقائية، التي تتيح للشركات إرسال رسائل ترحيبية أو إجابات مبرمجة مسبقًا على الأسئلة الشائعة. تخيل متجرًا صغيرًا لبيع الملابس يتلقى عشرات الاستفسارات يوميًا عن الأسعار والمقاسات. بدلًا من إضاعة الوقت في الرد على كل رسالة يدويًا، يمكن إعداد ردود تلقائية توفر الوقت وتضمن عدم فقدان أي عميل بسبب التأخر في الرد. هذه الأتمتة البسيطة تُحسّن كفاءة العمل وتقلل الأخطاء البشرية، وهو ما تحتاجه أي شركة ناشئة تعمل بموارد محدودة.
ولا يمكن تجاهل دور الفئات والعلامات في تنظيم المحادثات مع العملاء. تسمح هذه الأداة للشركات بتصنيف العملاء حسب مرحلة الشراء (مثل “عملاء جدد”، “طلبات قيد التجهيز”، أو “متابعة لاحقة”)، مما يُسهّل متابعة كل عميل بشكل منظم. بعض المتاجر الصغيرة التي تستخدم هذه الميزة تذكر أن معدل تحويل العملاء إلى مشترين زاد بنسبة تصل إلى 30%، لأنها تتيح متابعة دقيقة وتذكيرًا في الوقت المناسب.
أما إذا تحدثنا عن الدفع عبر واتساب، فبالرغم من أن الخدمة لا تزال متاحة في عدد محدود من الدول مثل الهند والبرازيل، إلا أنها تُحدث ثورة في طريقة بيع السلع والخدمات. في الهند وحدها، يُستخدم واتساب بيزنس من قِبَل أكثر من 15 مليون متجر صغير، والكثير منهم يعتمد على ميزة الدفع المباشر داخل المحادثة لتسريع عملية الشراء. بدلًا من توجيه العميل إلى موقع إلكتروني أو تطبيق خارجي، يمكنه إتمام الشراء في خطوات بسيطة دون مغادرة المحادثة، مما يقلل من معدلات التخلي عن السلة الشرائية.
لكن الفائدة الأكبر قد تكون في التكلفة المنخفضة مقارنة بوسائل التسويق التقليدية. فبينما تتطلب الحملات الإعلانية على فيسبوك أو جوجل ميزانيات قد لا تناسب الشركات المبتدئة، يوفر واتساب بيزنس وصولًا مباشرًا إلى العملاء بتكلفة شبه معدومة. بعض التقارير تشير إلى أن 60% من الشركات الصغيرة في الأسواق الناشئة تعتمد بشكل أساسي على واتساب للتسويق والبيع، لأنه لا يحتاج إلى خبرة تقنية معقدة أو استثمار كبير.
بالطبع، هناك تحديات مثل محدودية بعض الميزات في إصدارات معينة، أو صعوبة إدارة المحادثات عند زيادة عدد العملاء. لكن مع إضافة أدوات مثل واجهة واتساب بيزنس API للمتاجر الأكبر، أصبح بالإمكان دمج التطبيق مع أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM) وحتى أتمتة الردود بشكل متقدم.
ختامًا، واتساب بيزنس ليس مجرد تطبيق مراسلة، بل بوابة تسمح للشركات الصغيرة بالمنافسة في سوق يعتمد على السرعة والبساطة. من متجر صغير في القاهرة إلى مشغل منزلي في جاكرتا، أصبح بإمكان هذه الشركات الوصول إلى عملائها بلمسة واحدة، وهو ما يجعل واتساب بيزنس خيارًا استراتيجيًا في عصر الاقتصاد الرقمي.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
