في دنيا التقنية، هناك اختراعات نسمع عنها فنظنها مزحة. ثم نكتشف أنها حقيقية، ومسجلة رسميًا كـ أغرب براءات اختراع تقنية في العالم. بعضها يضحكك، وبعضها يجعلك تتوقف لتفكر: هل هذا جنون أم عبقرية سابقة لزمانها؟
اليوم بصحبة سوالف سوفت نأخذك في جولة داخل ملفات أغرب براءات الاختراع التقنية، حيث لا قوانين للمنطق، ولا حدود للخيال.
أغرب براءات اختراع تقنية في العالم
1. الفأرة ذات العطر (Scent-emitting Mouse)
هل تخيلت أن تستخدم الفأرة لتشم رائحة؟
شركة أمريكية سجلت براءة اختراع لفأرة كمبيوتر تصدر روائح أثناء الاستخدام. الفكرة كانت: عند تشغيل لعبة أو مشاهدة إعلان، تنبعث رائحة متوافقة (قهوة، عطر، دخان…).
السؤال هنا:
من قرر أن استنشاق دخان انفجار في لعبة FPS هو فكرة جيدة؟
2. خوذة العزلة الرقمية
تخيل خوذة تشبه كرة زجاجية تغطي رأسك بالكامل، تعزل الصوت، وتعرض شاشة داخلية مباشرة أمام عينيك.
هذه ليست من فيلم خيال علمي، بل اختراع حقيقي سجلته IBM في التسعينيات.
الهدف؟
“تجربة عمل خالية من المشتتات”، لكنها بدت أشبه بتجربة سجن فردي بصيغة تقنية.
3. حامل رأس محمول للعمل المكتبي
هذه البراءة مصممة للأشخاص الذين يشعرون بالتعب عند الجلوس طويلاً.
عبارة عن دعامة تُثبّت على الطاولة وتدعم رأسك من الجبهة حتى لا تسقط أثناء الكتابة أو القراءة.
الغريب أن التصميم أخذ بعين الاعتبار ميل الرأس الطبيعي، وكأن الإنسان تحول إلى دمية يجب تثبيتها.
4. الحذاء الذي يرشدك بالاهتزاز
براءة اختراع مسجلة لنايك، لحذاء ذكي يهتز لإعطائك الاتجاهات بدل النظر للهاتف.
تخيل: تهتز قدمك اليمنى، هذا يعني انعطف يمينًا. تهتز اليسرى؟ يسار. كلا القدمين؟ استدر للخلف.
فكرة جميلة على الورق، لكن…
ماذا عن من يرتجفون طبيعيًا؟ أو من يلبسون الحذاء بالعكس؟
5. براءة “التحكم بالعقل” في الأجهزة
شركة سوني سجلت براءة اختراع تتيح التحكم بجهاز عبر موجات دماغية.
لم تكن جهازًا فعليًا، بل وصف تقني لتقنية تقرأ الإشارات العصبية وتترجمها إلى أوامر.
الناس اعتقدوا أنها خرافة، لكنها كانت خطوة أولى باتجاه ما نراه اليوم في نظارات الواقع المعزز أو أجهزة “نيورالينك”.
لماذا تسجل الشركات براءات اختراع غريبة؟
لحماية الفكرة حتى لو لم تُنفذ
الشركات الكبرى تسجل آلاف البراءات سنويًا، فقط لتأمين الأفكار ضد المنافسين. حتى لو لم تُنفّذ، يبقى الحق محفوظًا.
أحيانًا الفكرة تسبق التكنولوجيا
ما يبدو مستحيلًا اليوم قد يصبح عاديًا غدًا. الهواتف القابلة للطي، الذكاء الاصطناعي، السيارات ذاتية القيادة… كلها بدأت كأفكار مجنونة.
وفي بعض الأحيان: مجرد استعراض
بعض الشركات تسجل براءات لإظهار قدرتها على الابتكار، حتى لو لم تكن تنوي تنفيذها. الأمر أشبه برفع العلم على قمة جبل، حتى لو لم تبنِ هناك مدينة.
ماذا نتعلم من كل هذا؟
أن الابتكار لا يبدأ دائمًا من أفكار عملية. أحيانًا يولد من أسئلة غريبة:
- ماذا لو شممت رائحة الإنترنت؟
- ماذا لو ارتديت شاشة؟
- ماذا لو اهتزت قدماك بدلًا من سماع صوت؟
الذين يجرؤون على طرح هذه الأسئلة هم غالبًا من يصنعون الفرق لاحقًا. حتى لو ضحك الناس عليهم في البداية.
هل تملك فكرة تبدو “غبية” تقنيًا؟
ربما هي الخطوة الأولى لبراءة اختراع ستُدهش بها العالم.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
