أرسلت جوجل خلال الفترة الماضية تحديث جديد يتيح ربط NotebookLM بـ YouTube، كنا قد نوهنا عنه في سوالف سوفت، لكن اليوم قررت أن أجرّب الميزة بنفسي لأرى ما إذا كانت فعلاً تحدث فرقًا في سرعة التعلم والفهم، خصوصًا عند التعامل مع محتوى فيديو تعليمي طويل أو تقني.
التجربة كانت شخصية، وخرجت منها بعدد من الانطباعات التي أظن أنها مفيدة لأي مستخدم يفكر في استخدام هذه الخاصية.
مراجعة تجربة ربط NotebookLM بـ YouTube
في البداية، كان تركيزي على فكرة بسيطة: هل يمكن أن يساعدني NotebookLM في استيعاب محتوى فيديو طويل على YouTube بشكل أسرع وأكثر تنظيمًا؟ عادةً عند مشاهدتي لمقاطع فيديو تعليمية تستغرق أكثر من 20 أو 30 دقيقة، أجد نفسي أعود للفيديو مرات متعددة لأفهم نقطة معينة أو لألخص الفكرة الرئيسية. لكن عندما ربطت NotebookLM بـ YouTube، لاحظت أن النموذج لم يعد يتعامل مع النص فقط، بل بدأ يفهم السياق الزمني للمحتوى المرئي، ما ساعدني في الحصول على ملخصات أكثر تركيزًا.
أول ما فعلته هو إدراج رابط فيديو تعليمي في NotebookLM بعد تفعيل الربط مع YouTube، ثم طلبت ملخصًا عامًّا لما جاء في الفيديو. المفاجأة كانت في مدى السرعة التي ظهر بها الملخص، مع تركيز واضح على الفقرات الأكثر أهمية. بدل أن أضطر لتفقد الفيديو بأكمله، قدم لي النموذج النقاط الجوهرية مباشرة — وهذه نقطة قوة في تجربة ربط NotebookLM بـ YouTube.
لم أتوقف عند ذلك، بل طلبت منه أن ينشئ قائمة أسئلة وأجوبة بناءً على محتوى الفيديو. النتيجة كانت مفيدة بشكل لم أتوقعه، حيث استطعت التركيز على النقاط التي قد تكون مربكة أو تحتاج تأكيدًا بدون الرجوع للفيديو الأصلي. هذه الخاصية على وجه الخصوص جعلتني أشعر أن النموذج أصبح ليس مجرد مساعد في تلخيص المحتوى، بل أداة فعّالة في عملية التثبيت الذهني والمعرفة العميقة.
تجربتي مع ربط NotebookLM بـ YouTube لم تقتصر على مجرد استخراج نص، بل وجدت أن النموذج قادر على فهم التسلسل المنطقي للمحتوى، مما مكّنني من طرح أسئلة متقدمة عن أجزاء محددة من الفيديو، والحصول على إجابات دقيقة مع مراجع زمنية تقريبية من داخل الفيديو نفسه. هذا النوع من الاستفادة يجعل استخدامي للفيديوهات التعليمية أكثر فاعلية ويختصر عليّ وقتًا كبيرًا.
من الجانب العملي، اكتشفت أن الأداء يعتمد بشكل واضح على وضوح المحتوى المرئي نفسه؛ فالفيديوهات التي تحتوي على شرح صوتي واضح وعناوين فرعية كانت نتائجها أكثر دقة مقارنة بتلك التي تعتمد على موسيقى خلفية أو نصوص غير مرتبة. لكن على العموم، حتى في الحالات المعقدة، كانت الملخصات مفيدة بدرجة كافية لتكوين فهم عام سريع قبل العودة للفيديو الأصلي.
في النهاية، أستطيع القول إن تجربة ربط NotebookLM بـ YouTube كانت تجربة معزّزة للتعلّم. لم تجعلني أتوقف عن مشاهدة الفيديوهات التعليمية، لكنها بكل تأكيد جعلتني أتعامل معها بذكاء أكثر، أستخرج المعلومات المهمة منها أسرع، وأنظم عملية التعلم بطرق لم أكن أستخدمها من قبل. إذا كنت تستهلك محتوى تعليمي طويل بانتظام، فإن هذه الميزة تستحق التجربة، لأنها قد تغيّر طريقة تفاعلك مع مصادر المعلومات الرقمية بشكل جذري.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
