
أخطاء تقنية كارثية لم ينتبه لها أحد، تخيل أنك تقود سيارتك بسرعة على الطريق، وفجأة يتوقف نظام الفرامل عن الاستجابة! السبب؟ خطأ برمجي صغير في شريحة إلكترونية لم يلتفت إليه أحد. هذا ليس مشهدًا من فيلم خيال علمي، بل واقعًا حدث بالفعل في أكثر من مكان.
في عالم التكنولوجيا، ليست كل الأخطاء واضحة أو صاخبة. بعضها يزحف بهدوء مثل ثعبان بين العشب، ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض. والأخطر من ذلك؟ أن أحدًا لم ينتبه له حتى فوات الأوان.
أخطاء تقنية كارثية لم ينتبه لها أحد
في هذا المقال من مقالات سوالف سوفت، سنكشف عن بعض الأخطاء التقنية التي مرت دون أن يلحظها الكثيرون، لكن عواقبها كانت أشبه بقنبلة موقوتة. هل أنت مستعد للتعرف على هذه الكوارث الخفية؟ لنبدأ الرحلة.

1. الخطأ البرمجي الذي جعل طائرات “بوينج” تسقط من السماء
في عامي 2018 و2019، شهد العالم حادثتي تحطم لطائرتي “بوينج 737 ماكس”، راح ضحيتهما المئات. التحقيقات كشفت أن السبب كان نظامًا آليًا يُدعى MCAS، صُمم لضمان استقرار الطائرة، لكنه تحول إلى قاتل صامت.
المشكلة؟ برمجة النظام لم تأخذ في الاعتبار سيناريوهات فشل أجهزة الاستشعار! بمعنى آخر، إذا أعطى مستشعر واحد بيانات خاطئة (وهذا يحدث أحيانًا)، كان النظام يدفن أنف الطائرة نحو الأرض بقوة، ويُعطل قدرة الطيَّار على السيطرة.
الغريب أن المهندسين كانوا على علم بهذا الخلل، لكنه تم التغاضي عنه تحت ضغوط التسريع والإنتاج! النتيجة؟ كوارث بشرية وكلفة مادية تجاوزت المليارات.
2. الشيفرة المنسية التي كادت تُفجر صواريخ نووية
في ذروة الحرب الباردة، كاد خطأ برمجي بسيط أن يشعل حربًا نووية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. في عام 1983، أظهرت أنظمة الإنذار المبكر السوفيتية أن 5 صواريخ أمريكية قد أُطلقت نحوهم!
ضابط اسمه ستانيسلاف بيتروف كان عليه أن يتخذ قرارًا مصيريًا: هل يرد بالضربة النووية أم ينتظر؟ لحسن الحظ، شك في البيانات وقرر عدم الرد. لاحقًا، اكتشفوا أن النظام أخطأ بسبب انعكاس أشعة الشمس على السحب!
لكن القصة لا تنتهي هنا. في عام 2006، كشفت وثائق أن برنامج الإنذار الأمريكي نفسه كان به خطأ مشابهًا، حيث كان يُظهر أحيانًا هجمات وهمية بسبب أعطال في معالجة البيانات. تخيل لو أن أحدًا لم يتريث تلك الليلة!

3. عندما حوَّل “جوجل” الإنترنت إلى فوضى عارمة في دقائق
في أغسطس 2020، اختفت أجزاء كبيرة من الإنترنت فجأة! مواقع مثل “سبوتيفاي” و”ديسكورد” و”باي بال” توقفت عن العمل لمدة ساعة. السبب؟ خطأ في تحديث نظام “جوجل كلاود“.
ما حدث كان أشبه بسحب سجادة من تحت أقدام الجميع. جوجل– التي تدعم ثلث حركة الإنترنت – أرسلت تحديثًا خاطئًا لأحد بروتوكولات التوجيه، فظنت أجهزة الإنترنت أن الطرق المؤدية إلى هذه المواقع لم تعد موجودة!
الدرس المستفاد؟ حتى العمالقة التقنيين يمكن أن يرتكبوا أخطاءً صغيرة تُحدث زلزالًا رقميًا.
4. الفيروس الذي اختبأ في ذاكرة الكمبيوتر لمدة 6 سنوات!
نستكمل حكايات أخطاء تقنية كارثية، ففي عام 2016، اكتشف باحثون أمنيون فيروسًا غامضًا اسمه “جويمين” (جو = الذاكرة، مين = الشبح بالصينية). هذا الفيروس لم يكن يُخزن نفسه على القرص الصلب، بل في ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)!
ما يعني أنه كان يختفي بمجرد إطفاء الجهاز، لكنه يعود إذا أعيد تشغيله عبر شبكة مصابة. ظل يعمل بهدوء لست سنوات، يسرق بيانات حساسة من مؤسسات ودول دون أن يترك أثرًا!
السؤال الأهم: كم فيروسًا آخر لا نعرفه يتجول في أجهزتنا الآن؟
5. عندما حوَّل “فيسبوك” الإنترنت إلى صحراء لساعات
استكمال لمسلسل أخطاء تقنية كارثية، في أكتوبر 2021، اختفت جميع منصات “فيسبوك” و”واتساب” و”إنستغرام” من الإنترنت لمدة 6 ساعات. السبب؟ خطأ في إعدادات “BGP” – وهو بروتوكول يُخبر الإنترنت بكيفية الوصول إلى الخوادم.
ببساطة، “فيسبوك” حذفت نفسها من خريطة الإنترنت عن طريق الخطأ! والمضحك أن موظفيها لم يستطيعوا حتى التواصل لإصلاح المشكلة لأنهم كانوا يعتمدون على بريدهم الداخلي على… فيسبوك!
في النهاية: هل نحن في مأمن من الأخطاء الخفية؟
في حتام مقال أخطاء تقنية كارثية، عليك معرفة ان التكنولوجيا تُبنى بأيدي بشر، والبشر يخطئون. المشكلة ليست في الأخطاء نفسها، بل في تجاهلها أو الاستهانة بها. بعض هذه الكوارث كُتب عنها، لكن الكثير منها ما زال مخفيًا في زوايا الأنظمة التي نستخدمها يوميًا.
السؤال الآن: ما الخطأ التالي الذي لم نكتشفه بعد؟ ربما يكون كامنًا في هاتفك، أو في سيارتك، أو حتى في نظام المستشفى الذي تعتمد عليه حياتك.
الحل؟ المزيد من المراجعة، والمزيد من الشفافية، والأهم: عدم الوثوق العمياء بالتكنولوجيا. لأن بعض الأخطاء لا تظهر نتائجها إلا عندما يكون الوقت قد فات.
هل تعرف أخطاءً تقنية أخرى مرت دون أن ينتبه لها أحد؟ شاركها في التعليقات، فلنكن مستعدين قبل أن تفاجئنا! 🚨
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر