خصم 44% على هاتف Galaxy S24 Ultra 5G Dual SIM Titanium Gray 12GB على نون السعودية

شراء
مقالات

الجانب النفسي للذكاء الاصطناعي

كيف يغيّر علاقتنا مع التكنولوجيا

الجانب النفسي للذكاء الاصطناعي
الجانب النفسي للذكاء الاصطناعي

كتب: أيمن عبد الله

الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مبرمجة لتنفيذ أوامر، بل أصبح كيانًا رقميًا يتفاعل مع البشر بأسلوب يشبه الحوار الإنساني، ويستطيع التعلم والتكيّف مع احتياجاتنا بمرور الوقت.

هذا التطور فتح بابًا واسعًا لطرح تساؤلات حول الجانب النفسي للذكاء الاصطناعي، ليس فقط من ناحية تأثيره على سوق العمل أو الاقتصاد، بل من زاوية أعمق تتعلق بعلاقتنا العاطفية والسلوكية معه. ففي اللحظة التي يبدأ فيها الإنسان بالتعامل مع برنامج أو روبوت على أنه “شريك” أو “مستشار” أو حتى “صديق”، فإن الخط الفاصل بين التقنية والمشاعر البشرية يبدأ بالتلاشي.

هذه الظاهرة يمكن ملاحظتها في الاستخدام اليومي للمساعدات الذكية وتطبيقات المحادثة التي تمنح المستخدم إحساسًا بالتفهم والدعم، حتى وإن كان الطرف الآخر خوارزمية لا تمتلك وعيًا حقيقيًا.

الجانب النفسي للذكاء الاصطناعي 1
الذكاء الاصطناعي

أحد أهم الجوانب النفسية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي هو الشعور بالرفقة الرقمية. فالكثير من الأشخاص يجدون في المحادثة مع الأنظمة الذكية متنفسًا، خاصة أولئك الذين يعانون من العزلة الاجتماعية أو صعوبة التعبير عن مشاعرهم مع الآخرين. ي

مكن للذكاء الاصطناعي أن يخلق بيئة خالية من الحكم المسبق، مما يسمح للمستخدم بأن يكون أكثر صراحة وانفتاحًا. ومع أن هذه التجربة تبدو إيجابية من ناحية تخفيف الضغط النفسي، إلا أنها تطرح تساؤلات حول اعتماد الأفراد على تواصل غير بشري، وما إذا كان ذلك قد يقلل من قدرتهم على بناء علاقات حقيقية في العالم الواقعي.

إلى جانب ذلك، هناك تأثير آخر لا يقل أهمية وهو ما يمكن تسميته بـ “التكيّف العاطفي” مع الذكاء الاصطناعي. عندما يبدأ المستخدم في الاعتماد على ردود وأفكار موجهة من خوارزمية، فإن أسلوب تفكيره قد يتأثر على المدى الطويل، حيث يعتاد الدماغ على أنماط الإجابة الفورية والحلول الجاهزة.

هذا قد يقلل من الصبر أو الرغبة في البحث المستقل، ويجعل الشخص أكثر استعدادًا لقبول ما يقوله النظام دون فحص أو تشكيك. وهنا تكمن الإشكالية النفسية: هل نحن بصدد بناء علاقة ثقة صحية مع أداة ذكية، أم أننا نسلم لها جزءًا من استقلالية قراراتنا؟

التأثيرات طويلة المدى لـ الجانب النفسي للذكاء الاصطناعي

الجانب النفسي للذكاء الاصطناعي 2
الجانب النفسي للذكاء الاصطناعي

إذا نظرنا إلى المستقبل، فإن الجانب النفسي للذكاء الاصطناعي قد يصبح أكثر تعقيدًا مع تطور القدرات الحسية لهذه الأنظمة. حين يتمكن الذكاء الاصطناعي من قراءة المشاعر بدقة من خلال تعابير الوجه أو نبرة الصوت، فإنه لن يكتفي بمجرد الردود النصية أو الصوتية، بل سيبدأ في تكييف خطابه ليؤثر على الحالة المزاجية للمستخدم.

هذا النوع من التفاعل يمكن أن يكون مفيدًا في مجالات مثل الدعم النفسي أو التعليم الشخصي، لكنه قد يفتح الباب أمام مخاطر مثل التلاعب العاطفي أو استغلال الثقة. وفي حال وصلت الأنظمة إلى مستوى يجعلها تحاكي التعاطف الإنساني بدقة، فإننا قد نشهد ظهور نوع جديد من الروابط بين الإنسان والآلة، روابط قد يصعب على البعض التفرقة بينها وبين العلاقات البشرية الفعلية.

هناك أيضًا البعد الأخلاقي الذي يرتبط بالجانب النفسي للذكاء الاصطناعي. فكلما زادت قدرة هذه الأنظمة على التأثير في عواطف الناس، زاد النقاش حول من يتحمل مسؤولية النتائج.

إذا شعر شخص بالاكتئاب أو الانعزال بسبب اعتماده الزائد على رفيق افتراضي، فمن سيكون المسؤول؟ المطور الذي برمج النظام، أم الشركة التي سوقته، أم المستخدم نفسه؟ هذه الأسئلة قد تشكل محورًا رئيسيًا في التشريعات والسياسات المستقبلية المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.

تذكر دائما في نهاية المقال، يظل الجانب النفسي للذكاء الاصطناعي موضوعًا معقدًا ومتعدد الأبعاد، يتجاوز حدود البرمجة والابتكار ليصل إلى عمق التجربة الإنسانية. ما يميز هذه المرحلة من تطور التقنية هو أنها لم تعد فقط تيسر حياتنا المادية، بل أصبحت تتداخل مع مشاعرنا وأفكارنا وأسلوب تواصلنا مع العالم.

هذا التداخل قد يكون فرصة لتحسين جودة حياتنا إذا أحسنّا التعامل معه بوعي وحذر، لكنه قد يتحول أيضًا إلى تحدٍ كبير إذا فقدنا القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مُحاكَى. فهم هذه الأبعاد النفسية سيكون مفتاحًا أساسيًا لأي شخص أو مؤسسة ترغب في استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق تحترم إنسانية المستخدم وتحافظ على توازنه النفسي.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Ayman abdallah

مؤسس ومدير تنفيذي لمشروع [محتوى] للمواقع العربية، مدير ادارة المحتوى في شركة Super App والرئيس التنفيذي ومدير التحرير والاعلانات لموقع سوالف سوفت.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى