اضغط هنا للحصول على العضوية الذهبية في منتدى سوالف سوفت

مقالات

جرائم تقنية هزت العالم

جانب مظلم من العصر الرقمي

جرائم تقنية هزت العالم
جرائم تقنية هزت العالم

جرائم تقنية هزت العالم – كتب أيمن عبد الله

لم يعد العالم كما كان قبل عصر الإنترنت. لقد جلب التقدم التكنولوجي فوائد لا تحصى، لكنه فتح أيضًا الباب أمام نوع جديد من الإجرام، أكثر تعقيدًا وخطورة.

لم تعد الجريمة تقتصر على السطو المسلح أو القتل، بل تحولت إلى هجمات إلكترونية تُنهب فيها المليارات، وتُسرق أسرار الدول، ويهتز فيها أمان الملايين.

جرائم تقنية هزت العالم

بعض هذه الجرائم كانت ضربات استثنائية، غيرت الطريقة التي ننظر بها إلى الأمن السيبراني، وكشفت عن هشاشة الأنظمة التي نعتمد عليها.

اختراق سوني بيكتشرز: الحرب السيبرانية التي كشفت أسرار هوليوود

جرائم تقنية هزت العالم 1
جرائم تقنية هزت العالم

في نوفمبر 2014، تعرضت شركة سوني بيكتشرز لهجوم إلكتروني مدمر، نُسب إلى مجموعة “Guardians of Peace”، التي يعتقد أن لها صلات بكوريا الشمالية. الهدف كان فيلم “ذا إنترفيو”، الذي يسخر من الزعيم الكوري كيم جونغ أون.

الهاكرز سرقوا كميات هائلة من البيانات، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني للمديرين التنفيذيين، وأفلام لم تُطلق بعد، ومعلومات الموظفين الشخصية. لكن الأكثر إحراجًا كان تسريب المحادثات المسيئة بين المنتجين والممثلين، مما كشف عن الجانب القبيح لصناعة السينما.

ردت سوني بسحب الفيلم من العرض، مما أثار جدلًا حول حرية التعبير والرقابة. العملية كشفت كيف يمكن للجرائم الإلكترونية أن تُستخدم كأداة للضغط السياسي، ليس فقط للتسبب في خسائر مادية، بل لتدمير السمعة أيضًا.

هجوم واناكراي: الفدية التي شلت العالم

في مايو 2017، ضرب فيروس الفدية “واناكراي” أكثر من 200 ألف جهاز في 150 دولة، متسببًا في خسائر تقدر بمليارات الدولارات. الفيروس استغل ثغرة في أنظمة ويندوز، قامت وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) باكتشافها لكنها لم تُبلغ مايكروسوفت، مما سمح للمخترقين باستغلالها.

البرنامج الخبيث كان يشفر ملفات الضحايا ويطلب فدية بالبتكوين مقابل فك التشفير. بين عشية وضحاها، توقفت المستشفيات عن العمل، وتعطلت أنظمة النقل، وتوقف الإنتاج في مصانع كبرى. أبرز الضحايا كان خدمة الصحة البريطانية (NHS)، حيث أُلغيت آلاف العمليات الجراحية.

المفارقة أن الهجوم أوقفه باحث أمني اكتشف “مفتاح القتل” داخل الكود، لكن الأضرار كانت قد وقعت. الحادثة كشفت عن مدى اعتماد العالم على أنظمة غير آمنة، وكيف يمكن لبرنامج صغير أن يشل دولًا بأكملها.

فضيحة كامبريدج أناليتيكا: كيف سُرقت انتخابات أمريكا

جرائم تقنية هزت العالم 2
جرائم تقنية هزت العالم

لم تكن كامبريدج أناليتيكا مجرد شركة تحليل بيانات، بل كانت واجهة لأكبر عملية تلاعب سياسي في العصر الحديث. باستغلال ثغرة في فيسبوك، جمعت الشركة بيانات ملايين المستخدمين دون إذنهم، ثم استخدمتها لإنشاء حملات دعائية مُوجَّهة خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 واستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

الفضيحة انكشفت في 2018، عندما كشف المبلغ عن المخالفات كريستوفر ويلي كيف استُخدمت البيانات النفسية للناخبين للتأثير على آرائهم. النتيجة كانت صادمة: فيسبوك سمح بتسريب معلومات 87 مليون مستخدم، وساعد في تغيير مسار التاريخ.

القضية أظهرت أن الجرائم التقنية لا تحتاج دائمًا إلى اختراق أنظمة، بل يمكن أن تكون استغلالًا شريرًا للبيانات التي نقدمها طوعًا.

اختراق إكويفكس: سرقة هوية نصف سكان أمريكا

جرائم تقنية هزت العالم
جرائم تقنية هزت العالم

في 2017، كُشف عن أن إكويفكس، واحدة من أكبر شركات التقييم الائتماني في العالم، تعرضت لاختراق كشف بيانات 147 مليون أمريكي، أي نحو نصف السكان. المعلومات المسروقة شملت الأسماء، أرقام الضمان الاجتماعي، تواريخ الميلاد، وحتى أرقام الرخص.

الأسوأ أن الشركة اكتشفت الاختراق في يوليو، لكنها أخفت الأمر حتى سبتمبر، مما زاد من تعريض الضحايا للخطر. الاختراق لم يكن معقدًا تقنيًا؛ فقد استغل الهاكرز ثغرة في موقع إلكتروني قديم تابع للشركة.

الحدث كشف عن كارثة الخصوصية في العصر الرقمي، حيث تُخزن معلوماتنا الحساسة في قواعد بيانات غير محمية، بينما لا نعرف حتى من يملكها.

هل نحن مستعدون للمستقبل؟

ما عرضناه من جرائم تقنية مؤثرة ليست سوى غيض من فيض. مع تطور التكنولوجيا، ستزداد الهجمات تعقيدًا، وربما أكثر عنفًا. السؤال ليس هل سنتعرض للاختراق، بل متى. ما حدث في الماضي يثبت أن الأنظمة معرضة للاختراق، والبيانات الشخصية أصبحت سلعة تباع وتُشترى.

الحل لا يكمن فقط في تحسين الأمن السيبراني، بل في تغيير الثقافة العامة حول حماية البيانات. لأن في عالم متصل دائمًا، الجريمة التقنية ليست خطرًا على الشركات أو الحكومات، بل على كل فرد يستخدم هاتفًا أو حاسوبًا.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Ayman abdallah

مؤسس ومدير تنفيذي لمشروع [محتوى] للمواقع العربية، مدير ادارة المحتوى في شركة Super App والرئيس التنفيذي ومدير التحرير والاعلانات لموقع سوالف سوفت.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى