
كتب: أيمن عبد الله
عندما بدأت مسيرتي في العمل الحر قبل 18 عامًا، كنت أظن أن الحرية المطلقة هي مفتاح النجاح. لم أكن أدرك حينها أن هذه الحرية تحمل في طياتها تحديات كبيرة، أهمها وأخطرها هو إدارة الوقت. خلال هذه الرحلة الطويلة، تعلمت دروسًا قاسية وبنيت استراتيجيات صلبة، واليوم سأشارككم خلاصة تجربتي الشخصية.
كيف تدير وقتك بمهارة في العمل الحر؟
المرحلة الأولى: الفوضى المطلقة
أتذكر جيداً أيامي الأولى. كنت أستيقظ متى شئت، وأعمل في أوقات متفرقة، وأؤجل المهام بحجة “ليس هناك من يراقبني”. كان هذا التفكير كارثياً. سرعان ما وجدت نفسي غارقاً في المواعيد النهائية المتأخرة، والضغط العصبي، والإحساس الدائم بالتقصير. كانت إنتاجيتي في الحضيض، وعلاقاتي مع العملاء مهددة. أدركت حينها أن العمل الحر ليس هروباً من الالتزام، بل هو التزام ذاتي من نوع آخر.
المرحلة الثانية: بناء النظام الشخصي
كانت نقطة التحول عندما قررت أن أعامل عملي الحر كأنه وظيفة تقليدية، لكن بمرونة أكبر. بدأت بوضع روتين يومي صارم. أستيقظ في وقت محدد، أخصص ساعات عمل ثابتة، وأقسم يومي إلى كتل زمنية محددة. لم يعد الأمر مجرد “أعمل عندما أشعر بالإلهام”، بل أصبح “أعمل لأن هذا هو وقت العمل”.
لقد كانت قاعدة الـ 80/20 (مبدأ باريتو) هي بوصلتي. تعلمت أن 20% من مهامي تنتج 80% من نتائجي. بدأت أركز على هذه المهام الحيوية، وأتجاهل أو أقلل من المهام التي تستهلك وقتاً وجهداً دون عائد يذكر. هذا المبدأ غيّر نظرتي تماماً، وجعلني أكثر تركيزاً وفعالية.

المرحلة الثالثة: إتقان الأدوات والتقنيات
لا يمكنك إدارة وقتك بفعالية دون استخدام الأدوات المناسبة. على مر السنين، جربت العديد منها. أدوات تتبع الوقت، وتطبيقات إدارة المشاريع، وبرامج تنظيم المهام. لكني لم أعتمد على أي منها بشكل أعمى، بل كنت أختار ما يتناسب مع طبيعة عملي وشخصيتي، حتى أطلقت موقع (محتوى) الذي خدم مئات من صناع المحتوى في الوطن العربي.

أحد أهم الدروس التي تعلمتها هو تحديد أولويات المهام بشكل يومي. كنت أستخدم قاعدة بسيطة للغاية:
جدول يوضح كيف تدير وقتك بمهارة في العمل الحر
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر