اضغط هنا للحصول على العضوية الذهبية في منتدى سوالف سوفت

أعمالاتصالاتمقالاتهواتف نقاله

وسط الكثير من علامات الإستفهام: بالم تواجه الإنهيار السريع من جديد

jon-rubinstein

عانت Palm لفترة طويلة في الماضي القريب مع بداية ثورة الجيل الجديد من الهواتف الذكية و استمرت هذة المعاناة طويلا بتراجع أرقام المبيعات و العديد من الخسائر الهائلة المتتالية و غياب أي تجديد أو ابتكار عن خط منتجات الشركة و في هذا الوقت تصور الجميع أن الشركة ستواجه خيارين أحلاهما مر, فإما أن تعثر على مشتري يقوم بالإستحواذ على الشركة كاملة معولا في ذلك على استغلال عراقة إسم الشركة أو بينتها التحتية في إطلاق جيل جديد من الأجهزة و إما أن تنهار الشركة كليا و تشهر إفلاسها إذا لم تعثر على هذة الصفقة التي قد تنقذها. و لكن المستقبل حمل في طياته تسلسلا أفضل للأحداث لم يكن يخطر على بال أكثر المتفائلين و جاء هذا التسلسل المثالي للأحداث في صورة هذا الرجل جون روبنشتاين و الذي حمل على عاتقه من داخل الكواليس مهمة إعادة إحياء الشركة من حالة الإعياء الشديدة التي كانت تعيشها و على الرغم من أن روبنشتاين لم يكن في ذلك الوقت هو الرئيس التنفيذي للشركة إلا أنه قضى عامين متواصلين يقود فريق من المطورين و أصحاب العقول المستنيرة داخل بالم ليأتي هذا العمل بكل ما حمله من جد و إجتهاد بثماره في صورة نظام التشغيل Web OS و الذي وصفه الكثيرون و من بينهم محدثكم بأنه واحد من أفضل النماذج الإبتكارية في مجال أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة.

النظام الوليد الجديد Web OS قدم نموذجا يحتذى به في تطبيق مفهوم تعدد المهام و تقديم واجهة استخدام نظيفة و منسقة الى مدى بعيد مع التركيز على سهولة الإستخدام و أن يقوم النظام بالعناية بالكثير من المهمات التي لا يجب أن يشغل المستخدم باله بها, كما جاء هذا النظام الجديد بأحد أفضل التطبيقات كذلك في حينها لمفهوم الترابط بين الهواتف و الحوسبة السحابية و التزامن المستمر بين الهاتف و الخدمات الإجتماعية بمختلف أشكالها و التي أصبحت ثمة مميزة لهذا العصر اتجه الجميع الى إستغلالها لاحقا. و لكن شيئا واحدا لم ينجح هذا النظام – و الذي أتى بجون روبنشتاين بشكل مستحق ليصبح الرئيس التنفيذي لبالم خلفا لإد كوليجان –  في تحقيقه و هو إجتذاب المبرمجين و المطورين و شركات إنتاج برمجيات الطرف الثالث اليه, لسبب ما لم يقع هؤلاء في حب ذلك النظام, ربما يكون ذلك السبب هو بيئة التطوير المعتمدة على الويب و التي على الرغم من تقديمها لغة بسيطة للبرمجة إلا أنها تحد من الوظائف التي يمكن للمبرمج تقديمها, ربما يكون ذلك بسبب إساءة التصرف من بالم نفسها و التي تأخرت كثيرا في تقديم حزمة التطوير و البرمجة و إتاحة الفرصة للمبرمجين و المطورين لإستكشاف هذا النظام في الوقت الذي كان محط أنظار العالم أجمع هذا التأخير الذي أدى الى خفوت هذة الضجة التي صنعها النظام بهواتفه الجديدة, ربما يكون ذلك لأسباب أخرى تتعلق باختيارات المبرمجين أنفسهم و السوق الذي أتيح أمامهم من قبل الشركات المنافسة و الذي لم يكن يقارن من حيث الحجم بسوق ناشئ متمثل في نظام بالم الجديد و إن كان هذا الإحتمال الأخير أراه الأبعد الى التصديق و الدليل على ذلك نظام أندرويد و الذي و وصل عدد البرامج المتاحة له اليوم فقط الى 50 ألف برنامج على الرغم من حداثة سوق البرامج الخاص به نسبيا.

أيا كانت المسببات فإن النتائج واحدة و هي أن المطورين و المبرمجين لم يقبلوا على نظام بالم الجديد و على الرغم من الإبتكارات التي جلبها معه نظام Web OS إلا أنني أميل الى الإعتقاد بأنه لم يحصل على الفرصة المناسبة لتحقيق تلك المكانة التي تصورنا جميعا أنه سيبلغها. و خلال عام واحد, تحولت تلك الضجة الهائلة المفعمة بالكثير و الكثير من الآمال المشرقة لهذة الشركة التي علاها الغبار لفترة طويلة, تحولت الى أقاويل و شائعات تنتظر مستقبل مظلم ملئ بالغيوم لكيان لم ينعم بالسعادة طويلا. خلال الأيام القليلة الماضية فقدت الشركة إثنين من نائبي الرئيس وسط شائعات تتحدث عن رحيل جون روبنشتاين شخصيا عن الشركة و هي الشائعات التي سارع الرجل بتكذيبها و لكن أيا كانت كلماته فإنها لم تنجح في التغلب على هذا السيل من الشائعات و الأنباء التي ترجح أن الشركة تبحث عن مشتري و إن كان الواقع يقول بأن معظم الشركات الكبرى في هذا السوق في الوقت الحالي غير مهتمة بشراء كيان متكامل بقدر ما هي مهتمة بتطوير ما لديها بالفعل من هواتف و أنظمة جديدة تحتاج الى كثير من العمل لتشكيلها بدلا عن شراء نظام تشغيل جديد.

روبنشتاين تحدث عن أن بالم لديها القدرة على أن تكمل المسيرة وحدها و لكنها لن تتردد في بحث أي عروض جادة للإستحواذ عليها كما تحدث عن أن شركته تبحث إمكانية بيع نسخ من نظام التشغيل Web OS لشركات أخرى لاستخدام النظام في إنتاج أجهزة باسم هذة الشركات, كلمات لا تؤكد أو تنفي أي خطوة محتملة قادمة و لكنها تحمل في طياتها معنى وحيد و هو أن بالم في وضع سئ للغاية فعليا في الوقت الحالي. و في حين تبقى لدينا الكثير من التساؤلات عن تحول هذة الضجة الإيجابية التي صنعها نظام Web OS و ما لحق به من أجهزة بالم الى هذا الموقف الحرج الذي تجد الشركة نفسها فيه و عن مسؤولية الأشخاص و ظروف السوق نفسه عن هذا التحول, و نحن و إن كنا لا نعلم على وجه اليقين عما سيكشف عنه المستقبل القريب لهذة الشركة التي مرت بالكثير من الأوقات في تذبذب بين النجاحات و الإخفاق, إلا أننا نملك قناعة واحدة و هي أن ما سارت اليه الأحداث لم يكن بكل تأكيد هو أفضل مسار و أن بالم بالكثير من العمل و الجهد قد صنعت كنزا صغيرا و لكنها أساءت استغلاله لتعود من حيث بدأت ..

تحديث: أعلنت HP عن إتمامها صفقة شراء بالم في مقابل 1.2 مليار دولار ..

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

اقرأ أيضا:

‫4 تعليقات

  1. قصة رائعة، لا أحد يفكر في شراء كيان كامل مثلما يفكر في تطوير نفسه، إلا إن كان المشتري لديه نظرة تقلب الشركة 180 درجة

    1. @فراس,
      راحت بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالم

زر الذهاب إلى الأعلى