شهد سوق الساعات الذكية العالمية انكماشًا ملحوظًا في الربع الأول من عام 2025، حيث تراجعت شحنات الساعات الذكية بنسبة 2% على أساس سنوي، مسجلة الربع الخامس على التوالي من التراجع.
يعزى هذا الانكماش بشكل رئيسي إلى تباطؤ السوق الهندية التي كانت مزدهرة في السابق، بالإضافة إلى انخفاض شحنات شركة آبل.
ومع ذلك، تظهر الصين نموًا لافتًا، خاصة في قطاع ساعات الأطفال الذكية، مما يشير إلى تحولات مهمة في ديناميكيات السوق.
الأسباب الرئيسية وراء تراجع شحنات الساعات الذكية عالميًا
تُشير التقارير الصادرة عن “كونتربوينت ريسيرش” إلى أن التباطؤ في سوق الهند، الذي كان المحرك الرئيسي للنمو، لعب دورًا حاسمًا في هذا التراجع العالمي. كما واجهت آبل، الرائدة في السوق، انخفاضًا في شحناتها للربع السادس على التوالي، على الرغم من أنها لا تزال تحتفظ بالصدارة مدعومة بقاعدة مستخدمي iOS المتنامية. في المقابل، سجلت سامسونج تراجعًا بنسبة 18% على أساس سنوي، ويرجع ذلك إلى الأداء المخيب للآمال لطرازاتها من الجيل السابق في الأسواق الرئيسية.
الصين تقود النمو ومستقبل ساعات الأطفال الذكية
في خضم هذا التراجع العالمي، برزت الصين كاستثناء لافت، حيث حققت نموًا مذهلاً بنسبة 37% في شحنات الساعات الذكية على أساس سنوي. يعود هذا النمو إلى الطلب المحلي القوي واستراتيجيات التسعير التنافسية للعلامات التجارية المحلية مثل هواوي، إيمو، وشياومي. وقد أدى هذا الأداء القوي إلى ارتفاع حصة الصين في سوق الساعات الذكية العالمية إلى أعلى مستوياتها منذ الربع الرابع من عام 2020.
كما يشهد قطاع ساعات الأطفال الذكية نموًا كبيرًا على مستوى العالم، وتتصدر إيمو هذا السوق بفضل منتجاتها ذات الأسعار المعقولة والميزات الغنية. يعكس هذا الاتجاه تفضيل الآباء المتزايد لتأخير استخدام الهواتف الذكية بين الأطفال، إلى جانب المخاوف المتزايدة بشأن تتبع مواقع أطفالهم. ومن المتوقع أن يستمر الطلب على هذه الساعات في الارتفاع نظرًا لقدرتها على تلبية احتياجات الأمان والمراقبة.
تحولات في تفضيلات المستهلكين وتوقعات السوق المستقبلية
يشهد سوق الساعات الذكية تحولًا ملحوظًا في تفضيلات المستهلكين، حيث يتجه المشترون بشكل متزايد نحو الطرازات ذات الأسعار الأعلى التي تقدم ميزات محسنة وقيمة طويلة الأمد. في الربع الأول من عام 2025، شهد قطاع الأسعار بين 100 و 200 دولار زيادة بنسبة 21% في الشحنات، مدفوعة بالطلب على وظائف الصحة واللياقة البدنية المحسنة. وعلى النقيض، شهد قطاع الساعات الذكية ذات المستوى المبتدئ، التي يقل سعرها عن 100 دولار، انخفاضًا بنسبة 17% في الشحنات، مما يشير إلى تحول في تركيز المستهلكين.
تتوقع التقارير انتعاشًا متواضعًا لسوق الساعات الذكية العالمية في عام 2025، مع نمو متوقع يبلغ حوالي 3%. ومن المتوقع أن يدفع هذا النمو شركات تصنيع الساعات الذكية إلى دمج مستشعرات صحية متقدمة وميزات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي حصول بعض الساعات الذكية على شهادات طبية إلى توسيع تطبيقاتها إلى ما هو أبعد من نمط الحياة واللياقة البدنية، مما يدفع نمو السوق بشكل أكبر.
وفقا لتفضيلات المستهلكين، من المرجح أن تتجه السوق نحو الطرازات الأكثر تميزًا التي تعطي الأولوية للوظائف والقيمة طويلة الأمد وتكامل النظام البيئي، مما سيشكل المشهد المستقبلي لصناعة الساعات الذكية.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
