أظهرت مصادر مقرّبة من سوق الهواتف الذكية أن شركة آبل مارست ضغطاً تنافسياً على شركة سامسونج دفعها إلى إعادة التفكير في استراتيجية إطلاق سلسلة هواتفها المرتقبة Galaxy S26.
تطلّعت سامسونج في البداية إلى رفع سعر الهاتف الجديد نظراً لتكاليف التصنيع المرتفعة، لكن التهديد المتزايد من آيفون جعلها تختار تثبيت السعر أو تجنّب الزيادة الحادة. في المقابل لجأت إلى تقليص بعض المواصفات لتتمكّن من الحفاظ على هامش ربح مقبول، دون أن تبدو أجهزة السلسلة أقل جاذبية بشكل واضح للمستخدمين.
كذلك، تكبّدت سامسونج ارتفاعات ملحوظة في تكاليف المكونات الأساسية مثل شرائح المعالجة والذاكرة والكاميرات. وقد أشارت تقارير إلى أن تكلفة الشرائح ارتفعت بنحو 12 ٪، والوحدات البصرية بـ 8 ٪، وذاكرة DRAM بـ 16 ٪. في هذه الحالة كانت الشركة أمام خيارين: زيادة السعر أو تحمل تكلفة التصنيع المتزايدة.
لكن بفضل الضغوط التنافسية من آبل، اختارت وضع حدّ للزيادة وتحويل بعض التكاليف إلى تخفيضات في المواصفات. هذا التغير في المسار يعكس أن حرب الأسعار في السوق الراقية لا تتعلق فقط بالابتكار والمواصفات، بل أيضاً بإدراك العلامات الكبرى أن السعر عامل سياسي وتسويقي بقدر ما هو فني.
هل تحدد آبل سعر هاتف سامسونج الرائد القادم
على مستوى المواصفات يتوقّع أن تأتي سلسلة Galaxy S26 بتحديثات أقل جرأة مما اعتاد المستخدمون عليه من سامسونج، ربما مع تصميم أقل تميّزاً أو اعتماد على مكونات أقل تكلفة في بعض الأسواق. ويُقال إن سامسونج قد تؤجّل بعض الابتكارات أو تزوّد بعض النسخ بمواصفات أدنى مقابل الحفاظ على السعر. تلك الخطوة تفتح تساؤلاً لدى المستخدم: هل سوف يُخيّب الإصدار القادم من سامسونج من ناحية “القيمة مقابل السعر”؟ أم أن القرار يُعدّ حيلة ذكية لتعزيز المبيعات ضمن منافسة شرسة؟
من جهة أخرى، يمكن النظر إلى سياسة سامسونج كإشارة إلى أن آبل لديها تأثير ليس فقط على تصميم الهواتف أو التجربة، بل حتى على استراتيجيات التسعير لمنافسيها. فحين تشكو سامسونج من “مشاكل الأسعار” في إعلانها المالي، فإن سبب المشكلة لا يقتصر على تكاليف التصنيع، بل على البيئة التنافسية التي تجعل رفع السعر مخاطرة كبيرة. وبهذا تصبح معادلة الهواتف الرائدة اليوم: ماذا يقدم الهاتف الجديد؟ وما السعر الذي لا يدفع المستخدم إلى خيار بديل؟.
وعليه، إن كنت تنوي شراء Galaxy S26 عند إطلاقه، فالأفضل أن تتابع المواصفات النهائية بعناية ولا تفترض أن كل ما كان متوقعاً قد تلقّيته. انتبه ما إذا كانت هناك تغييرات حقيقية في الكاميرا أو الشحن أو الشاشة، وهل السعر «مثبّت» فعلياً أو أنه يستهدف الإبقاء على جاذبية. فالسوق اليوم لم يعد فقط عن «أعلى مواصفات» بل عن «أفضل سعر مقابل ما تحصل عليه».
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
