منذ إطلاقه في نوفمبر 2022، تحوّل تطبيق ChatGPT من أداة ذكية لكتابة النصوص إلى منصة ضخمة تضم ملايين المستخدمين أسبوعيًا، تتطور بسرعة نحو أن تكون جزءًا لا غنى عنه في حياتنا الشخصية والمهنية.
في عام 2024، شهدنا تعاونًا مع آبل في خدمة الذكاء التوليدي، وظهور GPT-4o بصوت، وإطلاق نموذج Sora المتقدم لتحويل النص إلى فيديو. أيضا، تخلّصت OpenAI من بعض الوجوه القيادية في خلافات داخلية، على وقع قضايا قانونية تتعلق بحقوق التأليف والتحول إلى الربحية.
ومع تصاعد المنافسة الدولية، ازدادت الضغوط على OpenAI لتعزيز علاقاتها مع واشنطن وتوسيع بنيتها التحتية، خاصة مع استعدادها لجولة تمويل ضخمة.
الميزة الأهم في ChatGPT ليست فقط قدرتها على فهم اللغة الطبيعية، بل قدرتها على التكيف مع أسلوب المستخدم وتفضيلاته بمرور الوقت. هذا التخصيص الذكي جعل التجربة أكثر سلاسة وواقعية، حتى أن بعض المستخدمين أصبحوا يعتمدون عليها في صياغة رسائلهم، وضع خططهم، أو حتى توليد أفكار لمنتجات جديدة.
ومع إضافة ميزات جديدة مثل التصفح المباشر، توليد الصور، وتحليل البيانات، اتسعت دائرة استخداماتها لتشمل قطاعات لم يكن أحد يتوقعها.
- اقرأ ايضا: شركة OpenAI توسّع شراكتها مع Oracle
إطلاق GPT-5: ذكاء أعمق وتحكم أقل
في أغسطس 2025، كشفت OpenAI عن GPT-5، أحدث إصدار من تقنية الذكاء الاصطناعي، الذي يعمل كـ”موجّه لحظي” يختار الذكاء الأنسب لكل طلب. رغم ذلك، أُبقيت النماذج السابقة متاحة لتلبية اختلاف احتياجات المستخدمين، مثل GPT-4o وGPT-4.1. وتقدّم GPT-5 أوضاعًا جديدة مثل “السريع” و”المفكّر”، لتوفير حرية الاختيار بين السرعة والدقّة بحسب رغبة المستخدم. حدثت مشكلات في بداية الإطلاق، تمثلت في سلوك غريب لنظام التوجيه أثّر على أداء GPT-5، لكن استُجِيب سريعًا بإصلاحات وزيادة في حدود الرسائل لعملاء Plus، إضافة إلى إلقاء مزيد من الضوء على أي نموذج يؤدي الرد.
استراتيجية OpenAI تتخطى النموذج الواحد
التحوّل لا يقتصر على التطور التقني فقط، بل يشمل استراتيجيات واسعة. فقد بدأت OpenAI إتاحة نماذج مفتوحة المصدر لأول مرة منذ GPT-2، مع إطلاق نماذج gpt-oss-120b المُخصصة للاستخدام على أجهزة GPU فردية، وgpt-oss-20b الخفيفة لأجهزة الحاسوب المحمولة. كذلك وسّعت خدماتها لتشمل المؤسسات الحكومية—حتى مقابل دولار واحد للعام الكامل—مما يعكس رغبتها في التغلغل في بيئة العمل الرسمية.
إلى ذلك، وصلت شعبية ChatGPT إلى ما يقارب 700 مليون مستخدم نشط أسبوعيًا، في نمو هائل يعكس ثقة واسعة به. في المقابل، طرحت OpenAI أدوات جديدة مثل مكتبة الصور встро داخل التطبيق، منحت المستخدمين جميع إبداعاتهم في مكان واحد، وبدأت في إعداد منصة اجتماعية خاصة بها كخطوة مستقبلية.
تطبيق ChatGPT اليوم: قوة ذكية في متناول يديك
تطوّر تطبيق ChatGPT اليوم ليس مجرد تحسين برمجي، بل انتقل إلى مرحلة من التفوق الذكي والسياسات المتقدمة. GPT-5 يمثل قفزة نوعية في الأداء، بينما حافظت OpenAI على نماذج قديمة لمنح المستخدمين ما يناسبهم. استراتيجيات الانفتاح، التعاون الرسمي، وتوسيع قدرات المستخدمين، كلها تضع OpenAI في موقع قوي في عالم الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضاً تعرضها لتحديات متزايدة على صعيد الثقة والأمن والاختلافات التنظيمية.
بالنظر إلى المستقبل، يتوقع الخبراء أن تتوسع قدرات تطبيق ChatGPT لتشمل التكامل مع الأجهزة الذكية، العمل في وضع عدم الاتصال، وربما حتى توفير واجهات صوتية طبيعية بالكامل. كل ذلك يجعل من الواضح أن هذه التقنية لم تعد مجرد أداة كتابة ذكية، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من البنية الرقمية لحياتنا اليومية.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
