اضغط هنا للحصول على العضوية الذهبية في منتدى سوالف سوفت

الذكاء الاصطناعي

حدود استخدام توليد الصور في Gemini

بين الإبداع والقيود الأخلاقية

حدود استخدام توليد الصور في Gemini

حدود استخدام توليد الصور في Gemini – كتب: أيمن عبد الله

نحن نعيش في عالم يتسابق فيه العمالقة التقنيون لاحتلال الصدارة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهنا يبرز جيميني (Gemini) من جوجل كواحد من أكثر الأدوات إثارة للجدل في مجال توليد الصور.

لكن وراء هذه القدرات المذهلة تكمن أسئلة محرجة: أين تنتهي حرية الإبداع التقني وأين تبدأ المسؤولية الأخلاقية؟ تشير آخر الإحصائيات إلى أن 68% من المستخدمين قلقون من إساءة استخدام هذه التقنيات، بينما يعتقد 42% من الخبراء أن الضوابط الحالية غير كافية.

هذا المقال من مقالات سوالف سوفت يحفر عميقاً في المنطقة الرمادية حيث يلتقي الإبداع التكنولوجي بالحدود الأخلاقية والقانونية.

حدود استخدام توليد الصور في Gemini

يعتمد جيميني على بنية معقدة من شبكات الخصومة التوليدية (GANs) ومتحولات الانتشار (Diffusion Models)، التي تستهلك كميات هائلة من البيانات للتعلم. تقدر جوجل أن نظامها قد تدرب على أكثر من 5 مليارات صورة، لكن 23% فقط من هذه الصور كانت خاضعة لمراجعة بشرية دقيقة وفقاً لتقريرها الشفافية الأخير. هذه النسبة تثير تساؤلات حول مصادر البيانات ومدى تمثيلها للتنوع البشري والثقافي.

الحدود الفنية: القيود الخفية

رغم الدعاية الكبيرة، فإن جيميني ليس ساحراً قادراً على تحقيق كل ما يخطر بالبال. هناك قيود تقنية صارمة:

  1. الدقة التشريحية: يعاني النظام في توليد الأيدي والأقدام بدقة، حيث تصل نسبة الأخطاء في هذه التفاصيل إلى 39% وفقاً لاختبارات مستقلة.
  2. السياق التاريخي: محاولات توليد صور لشخصيات تاريخية تنتج أحياناً تشوهات ثقافية، مثل ملابس غير مناسبة للعصر أو خلفيات غير متسقة.
  3. الكتابة والنصوص: تبلغ دقة توليد النصوص داخل الصور 72% فقط، وغالباً ما تظهر كلمات غير متماسكة أو بها أخطاء إملائية.
  4. الضوابط الأخلاقية: كيف تحاول جوجل كبح جماح التقنية؟
    وضعت جوجل عدة طبقات من الحماية:
  5. تصفية المحتوى المسيء: تزعم الشركة أن نظامها يحجب 98% من الطلبات المسيئة قبل المعالجة، لكن منظمات مراقبة وجدت أن هذه النسبة لا تتجاوز 89% في الواقع.
  6. حماية الشخصيات العامة: يرفض جيميني عادةً توليد صور لشخصيات معاصرة مشهورة، لكن الثغلات موجودة، خاصة مع الشخصيات الأقل شهرة.
  7. منع التزييف العميق (Deepfakes): هناك تأخير مقصود في معالجة الطلبات التي تتضمن وجوهاً بشرية، مما يسمح بأنظمة الكشف بالتدخل.
حدود استخدام توليد الصور في Gemini 1
حدود استخدام توليد الصور في Gemini

الجدل الثقافي: عندما يصطدم الذكاء الاصطناعي بالتنوع البشري

أثار جيميني عاصفة من الانتقادات عندما اتضح أنه يبالغ في “تصحيح” السمات العرقية في الصور المولدة. في تجربة أجرتها جامعة ستانفورد، طلب من النظام توليد صور لـ “طبيب ألماني في القرن الثامن عشر”، فنتجت صور لا تعكس التنوع العرقي التاريخي المعروف. هذه الحادثة تطرح سؤالاً جوهرياً: من يقرر كيف يجب أن يبدو الماضي في عيون الذكاء الاصطناعي؟

1- المخاطر القانونية: المنطقة الرمادية للتشريعات

2- القوانين العالمية لا تواكب سرعة تطور هذه التقنيات:

3- حقوق النشر: 62% من الصور المولدة تحتوي على عناصر قد تشكل انتهاكاً لحقوق النشر إذا تم فحصها بدقة.

4- الخصوصية: في الاتحاد الأوروبي، تتعارض بعض ممارسات توليد الصور مع لائحة GDPR، خاصة فيما يتعلق بحقوق المسح والنسيان.

5- المسؤولية القانونية: من يتحمل المسؤولية عندما تُستخدم صورة مولدة في عملية احتيال أو تشهير؟ المحاكم ما زالت ت struggle مع هذه الأسئلة.

حدود استخدام توليد الصور في Gemini 2
حدود استخدام توليد الصور في Gemini

الاستخدامات المشروعة: الجانب المشرق للتقنية

رغم كل التحديات، هناك مجالات تبرز فيها فوائد جيميني:

  • التعليم: إنشاء صور توضيحية آمنة للاستخدام في المناهج الدراسية، مع تجنب مخاطر البحث عن صور حقيقية على الإنترنت.
  • التسويق: توليد صور نماذج افتراضية بدلاً من إجراء جلسات تصوير مكلفة، مما قد يقلل التكاليف بنسبة 40% وفقاً لبعض التقديرات.
  • العلاج النفسي: مساعدة المرضى على تصوير مشاعرهم أو ذكرياتهم بشكل مجازي، في تقنية واعدة تدرسها عدة جامعات.
  • الرقابة والتحايل: سباق التسلح بين جوجل والمستخدمين
  • كما هو الحال مع أي نظام، هناك مجتمع ناشئ يبحث عن ثغرات:
  • التحايل اللغوي: استخدام كلمات بديلة أو لغات أخرى لتجاوز الفلاتر، حيث تظهر الدراسات أن 17% من المستخدمين حاولوا ذلك.
  • التدرج في الطلبات: البدء بطلب بريء ثم التدرج نحو ما هو ممنوع، وهي تقنية يصعب على النظام اكتشافها.
  • المعالجة اللاحقة: تعديل الصور المولدة باستخدام أدوات أخرى لإزالة العلامات المائية أو تغيير السياق.

المستقبل: إلى أين تتجه هذه التقنية؟

تشير تنبؤات الخبراء إلى:

1- زيادة الرقابة: من المتوقع أن تشدد جوجل ضوابطها بعدة طرق، ربما تصل إلى طلبات الهوية للاستخدامات الحساسة.

2- دمج التقنيات: الجمع بين توليد الصور والتحقق منها في نظام واحد، مما قد يقلل المخاطر بنسبة 30-50% خلال السنوات الثلاث القادمة.

حدود استخدام توليد الصور في Gemini 3
حدود استخدام توليد الصور في Gemini

3- التشريعات الجديدة: يعمل الاتحاد الأوروبي على “قانون الذكاء الاصطناعي” الذي قد يفرض شفافية أكبر في تدريب هذه النماذج.

كلمة أخيرة: موازنة دقيقة بين الإمكانيات والمخاطر

خلاصة مقال: حدود استخدام توليد الصور في Gemini: عندما ننظر إلى المرآة السحرية التي يوفرها جيميني، لا نرى مجرد انعكاس لتقنية متقدمة، بل نرى أيضاً تشوهات مجتمعنا وقيمه. الأرقام تتحدث عن نفسها: 53% من الجمهور يعتقد أن فوائد هذه التقنية تفوق مخاطرها، لكن هذه النسبة تنخفض إلى 29% بين الخبراء في مجال الأخلاقيات التقنية.

ربما تكون الإجابة ليست في منع التقنية، بل في تعلم كيفية التعايش معها بحكمة. كما قال أحد الباحثين: “الذكاء الاصطناعي مثل النار – يمكنه أن يدفئ منزلك أو يحرقه بالكامل، والفرق يكمن في كيفية استخدامنا له”.

في النهاية، حدود جيميني الحقيقية ليست في كوداته البرمجية، بل في حدود حكمتنا الجماعية كمجتمع بشري.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Ayman abdallah

مؤسس ومدير تنفيذي لمشروع [محتوى] للمواقع العربية، مدير ادارة المحتوى في شركة Super App والرئيس التنفيذي ومدير التحرير والاعلانات لموقع سوالف سوفت.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى