عواصم في 15 فبراير/ قدم رئيس الوزراء الفنلندي ماتي فانهانن اعتذاره عن الإهانة التي وجهت للمسلمين بنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد عليه السلام في بلاده على موقع إلكتروني متطرف، هذا في الوقت الذي زادت فيه حدت المظاهرات الإسلامية تنديدا بالإساءات الغربية المتوالية، فيما أعلن وزير إيطالي أنه سيرتدي قميصا رياضيا على الرسوم المسيئة للنبي عليه السلام، وقال إنه لا يرى في هذا أي استفزاز.
وقال فانهانن أقدم الاعتذار باسمي واسم الحكومة الفنلندية عن المساس بالمشاعر الدينية للمسلمين في فنلندا أيضا، وأوضح أن الشرطة فتحت تحقيقا بشأن نشر هذه الرسوم.
في سياق متصل قبل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي اعتذار الصحيفة النرويجية ماغازينت المسيحية، وأشار القرضاوي خلال استقباله وفدا نرويجيا ترأسه محمد حمدان رئيس المجلس الإسلامي النرويجي ونائب رئيس المجلس الكنسي أولاف داغ هاووغ، إلى أن قبوله الاعتذار مشروط بمصادقة الحكومة النرويجية على تعديل قانوني يجرم من يتعرض للأديان بالأذى.
هذا، وقد قدمت 57 دولة إسلامية مشروع نص إلى الأمم المتحدة يحظر ازدراء الديانات الأخرى، وتنص المسودة على "حظر حالات عدم تقبل الآخر والتمييز والتحريض على الكراهية والعنف التي تنتج عن أي عمل موجه ضد ديانات وأنبياء ومعتقدات, يهدد حقوق الإنسان والحريات الأساسية".
وتعتبر الوثيقة أن "الإساءة إلى ديانات أو أنبياء يتعارض مع حرية التعبير"، مشيرة إلى أنه تترتب على الدول والمنظمات ووسائل الإعلام "مسؤولية تشجيع تقبل القيم الدينية والثقافية واحترامها".
من جهة ثانية، بحث وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا حيثيات المشروع الأممي لحظر ازدراء الأديان.
وذكر الوزير المصري أن دول الاتحاد الأوروبي سبق أن اعترضت على قرار يدين ازدراء الأديان اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 101 عضو يوم 30 أكتوبر الماضي، معربا عن أمله في اعتماد قرار آخر بالإجماع وأن يوافق عليه الاتحاد.
وقد بحث سولانا سبل حماية الرموز الدينية ووسائل تطبيق المبادئ التي تضمنها بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وتم فيه التشديد على أن حرية الصحافة تتطلب حسا بالمسؤولية ويجب أن تحترم معتقدات ومبادئ كل الأديان.
وكان سولانا قد زار السعودية حيث التقى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز.
في غضون ذلك تتواصل في مدن عدة من العالم الإسلامي سلسلة المظاهرات المنددة بإساءة الصحف الأوروبية للرسول الكريم، فهاجم مئات المتظاهرين في إيران مبنيي السفارتين البريطانية والألمانية ورموهما بالقنابل الحارقة.
وفي باكستان اتخذ التنديد منحى عنيفا حيث لقي شخصان مصرعهما وأصيب نحو 15 آخرين في مظاهرات احتجاجية على ما قامت به الصحف الأوروبية في حق الرسول الكريم.
من جهة ثانية، أعلن عضو في مجلس الوزراء الإيطالي أنه سيرتدي قميصاً رياضياً ، طبعت عليه إحدى الرسوم المسيئة للرسول الكريم، وأفاد مكتب الوزير روبيرتو كالديرولي، إن الوزير موجود في مدينة ميلانو، وأنهم لا يعرفون ما إذا كان بالفعل قد نفذ تعهده بارتداء القميص.
وقال كالديرولي، وهو عضو في حزب رابطة الشمال المناهضة للمهاجرين، إنه لا يعتبر القميص مثيراً للاستفزاز.