في بداية الصيف توقع اخي الصغير الكثير الكثير ،فهو حديت على
الإدراك ، لم يتجاوز السادسه من عمره وهو كان من محبي مشاهدة
الاخبار ، وخصوصا الاخبار المحليه وما تحمله من العز والرفاهيه
في طياتها لكل مواطن من وطني الحبيب الغالي ،
صبغة الذهب ومنظر الذهب والموسيقى الذهبيه ما يخيم على تلك الاخبار .
والسؤال الذي كان دائما يطرحه اخي الصغير " احنا من هذا الوطن" طبعا هو يقولها انا ____ـي
واجيبه بابتسامه عريضه على وجهي تعم يا اخي العزيز نعم
ويظل يقفز وهو يقول انا انا ____ انا ____
المهم وحتى لا اطيل في التفصيل ، كلمة الصيف علقت امالا كبيره
في مخيلة اخي الصغير " ابن الاثرياء في وطن الاثرياء على ما اعتقد احدى العبارتين صحيحه " .
كان يربط الاجازه الصيفيه بالسفر والتسوق واللعب ، والاهم الاهم مدهش
الصديق في مهرجان دبي للتسوق " الذي سرق علقله "، يال روعة تفكيره كان يعتقد ان
هذه الاشياء والاحلام كلها ستتحقق في الصيف ، سيسافر من وطني ، سيشتري كل الاشياء التي
يريد ، سيلعب حتى يمل مع مدهش , سيسافر ويسافر ويسافر الى
بلدان اقل بروده من بردنا الغالي الثمن " فاتورة الكهرباء " ورطوبته المدهشه !!
سيضحك ويضحك ويضحك ، ويحكي لرفاقه كل ما شاهد في الصيف
ولا ننسى المخيمات الصيفيه الحلوه التي تقام في وطننا التي سيختم
بها رحلته من عالم ديزني الى عالم دبي ويلتقي الرفاق والاقارب هناك ،، ويال الصدمه ...
كانت مخيلات صيفيه وليست مخيمات ، يال المسكين الصغير
ابي ليس لديه اجازه ، وهذا اهون ما في الامر
يا اخي العزيز نحن نلبس الديباج ونأكل في اواني الذهب ونشرب
ماء الورد ، فمن اين لنا المبلغ الزهيد الذي نقضي به الصيف !!
لا هذا اهون ايضاً سيارة ابي الجديده موديلها لم ينزل الى الاسواق بعد
2005 م فكيف نسافر بدونها وهل هذا ممكن ، فهي خاصه ومضاده للرصاص !! ولا انسى ان السائق في اجازه !
هذا اهون ، جوازات السفر الخاصه بنا مفتوحة الصلاحيه وبما انا
سنسافر الى دوله شقيقه فلا داعي لها يا اخي العزيز !!
لا لا ابي لم يتعب في الحصول على الاموال فلدينا منجم ذهب ، والدليل انه حتى في ايام الاجازه
يخرج لينتظر الحافله التي تقله الى العمل ، مسكين هو على هذا
الحال منذ 30 عام ، فهو ليس مجتهد ولكل مجتهد نصيب
اعتقد ان اخي الصغير بدأ يفهم الموقف ، بعد تلك الشروحات ، الموجزه
لبعض الامور ولم اتوقع ذلك !
فقد تجهم وجهه الطفولي ، او هذا ما بدى لانه احظر ورقه وقلم
ومن حبه لهذا الوطن بعد تهويني للموقف المهيب ،
كتب انا _______ ، وبعد ان انتهى قطع الورقه ودموع عينيه تنهمر
من شدة السعاده طبعا طبعا ، فقد اضيف شخص الى محبي وطني
بالفطره او هذا ما بدى في نظري
لن يسافر ولن يشتري من الاسواق ولن يلعب ، ولكن هل سيحلم
اعتقد نعم ونشرة الاخبار هي الحلم المذهب
ملاحظه :-
اخي الصغير مازال يحب الوطن ويقف كلما سمع انشودته الغاليه
واذا اردتم سيوقع الاعتراف من دون تعذيب على انه محب لهذا الوطن