الرياض 9 ربيع الآخر 1427هـ الموافق 7 مايو 2006م واس
في صورة معبرة عن تلاحم شعب المملكة العربية السعودية وقيادته في نسيج واحد ، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ أيده الله ـ كلمة إلى إخوانه وأخواته وأبنائه وبناته المواطنين والمواطنات فيما يلي نصها:
إخواني وأخواتي ، وأبنائي وبناتي شعب المملكة العربية السعودية الأبي سلمهم الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
تلقيتُ بكل امتنان رسائلكم ، وبرقياتكم ، واتصالاتكم ، وما نشرتموه في وسائل الإعلام المختلفة والتي عَبّرتْ عن مشاعركم النبيلة تجاه أمرنا القاضي بتخفيض سعر البنزين والديزل.
ولقد جاءت كلماتكم حاملة في أعماقها أسمى المعاني الوطنية ، التي تُجسدُ صور التلاحم مُتمثلة في ولاءِ المواطن السعودي تجاه دينه ثم وطنه.
ولا غرابة في ذلك ، فأنتم أبناء وأحفاد الرجال الشرفاء الأوفياء ، الذين سطروا ملحمة التوحيد والوحدة ، خلف قائدهم الموحد الملك عبدالعزيز ـ رحمهم الله جمعيا ـ . ومن كان سلفهُ عَضداً لملحمةٍ كتلك ، لا بُدَ وأن يكون ـ بمشيئة الله ـ ساعداً فاعلاً من سواعد هذا الوطن ، يَبذلُ لِرفعته وشموخه كل غال ونفيس في سبيل أمنهِ ووحدتهِ واستقراره، مُستعيناً بالله ومُتوكلاً عليه.
فلكم مني أسمى معاني الود والتقدير على مواقفكم النبيلة.
أيها الإخوة والأخوات الكرام:
ليعلم كل مواطن كريم على أرض هذا الوطن الغالي ، بأنني حملتُ أمانتي التاريخية تجاهكم ، واضعاً نصبَ عينيً همومكم ، وتطلعاتكم ، وآمالكم ، فعزمتً متوكلاً على الله ، في كل أمر فيه مصلحة ديني ثم وطني وأهلي. مُجتهداً في كل ما من شأنه خدمتكم. فإن أصبتُ فمن الله وتوفيقه وسداده ، وإن أخطأتُ فمن نفسي ، وشفيعي أمام الخالق ـ جل جلاله ـ ثم أمامكم اجتهاد المحب لأهله الحريصُ عليهم أكثر من حرصه على نفسه.
إن ما قمتُ بهِ لا يعدو إلا أن يكون تفهماً لهمومنا المشتركة ، وتعبيراً عن آمالنا الواحدة ، وتطلعاتنا جميعا لمستقبل زاهر ـ بحول الله وقدرته ـ نُعبرُ فيهِ جميعاً كشعبٍ لمملكةِ التوحيدِ والوحدةِ والإنسانية ، عن لحمةِ الجسدِ الواحد ، والروح الواحدة ، والإرادة الصلبة الواعدة ـ بعون من الله ـ .
إنني من مكاني هذا ، أعدكم بأن أسعى لخدمتكم في كل أمر فيهِ صلاحُ ديننا ودنيانا .. هذا وعلى الله توكلتُ ، وبه استعنتُ ، وإليه أنيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود