( بداية اعتذر عن الانقطاع الطارئ خلال هذا الاسبوع بسبب ظروف خارجة عن ارادتي وساتواصل معكم ان شاء الله... ويسرني ان اقدم لكم آخر كتاباتي الــ(fresh )..!!
===================================================
أصيب (سليم) بمغص شديد في بطنه ألزمه الفراش لمدة يومين متتاليين وبعدها أقنع نفسه بالذهاب الى المستشفى رغم أنه قد قطع على نفسه عهدا بعدم الذهاب الى هناك لكثرة ماسمع وقرأ عن الأخطاء الطبية فقد حدث ذات مرة أن راجع عيادة الاسنان لخلع ضرس العقل فأخطأ الطبيب وخلع له الضرسين المجاورين !!
وصل ( سليم المريض) الى المستشفى (سالما غانما) بعدما عانى كثيرا من التصرفات الطائشة لسائق التاكسي اضافة للروائح الكريهة التي جعلته يخرج رأسه من النافذة رغم حرارة الجو الخانقة !! بعد ذلك تنفس الصعداء فدخل المستشفى واقترب من مكتب المواعيد فلاحظ ازدحاما شديدا وطابورا حلزونيا لم يعرف له نهاية وفي تلك اللحظة تذكر مشهد بعض الآٍسيويين الذين يقفون أمام المقاهي لمشاهدة مباراة في الكريكيت أو فيلما هنديا من أفلام شاروخ خان..!! أخذ يتلفت يمينة ويسرة وشاهد رجلا طاعنا في السن يقف على أطراف الطابور حتى لايدهسه المراجعون فخطرت على باله فكرة (رهيبة) حيث ذهب اليه وأمسك بيده ثم صرخ في وجه الموجودين : ( ياناس ..ارحموا هالشيبة )! فانزاح الجميع من أمامه ظنا منهم أن سليم رجل طيب وخدوم ولكن تبين أن سليم رجل استغلالي من الدرجة الأولى فبمجرد وصوله الى شباك المواعيد قام بتقديم بطاقته على بطاقة العجوز وعندها أحس بالفرحة الغامرة على نجاح خطته الجهنمية ولكن فرحته لم تكتمل لأن موظف المواعيد كان يتحدث ( بهاتف المستشفى) مع زميله عن احدى المباريات وكأنهما محللان رياضييان فاستشاط (سليم) غضبا وهدد الموظف بابلاغ المدير كما تحجج مجددا بوجود الرجل العجوز معه فأخذ الموظف البطاقة على عجل وكتب عليها رقما معينا ثم طلب من سليم الا يريه وجهه مرة أخرى ..وفي الطريق شاهد سليم مجموعه من السيدات افترشن الأرض وكأنهن في رحلة برية ووضعن امامهن دلتي قهوة وشاي وصحنا من ( اللقيمات والخنفروش) وأخذن يتحدثن في مصائب فلانة وعلانة كل ذلك بسبب الزحمة على العيادة فأشفق على حالهن وأراد ان يمزح معهن فقال: ( ماتبون تلفزيون) ؟!! فأمسكت احداهن بنعالها ورمته في وجهه قائلة: ( زووول ياشبه البطيخة الخايسة) !!
فر (سليم) بجلدة حتى يجنب نفسه مشاكل ( العيايز) وبينما هو يسير سمع حوارا بين فتاتين تتحدث فيه الاولى عن أملها في الالتحاق باحدى الكليات الجامعية حتى يتسنى لها السفر مع صديقاتها (بلاممنوع ولايجوز) أما الثانية فكانت تندب حظها لانها سافرت الى دولتين فقط في حين أن صديقتها سافرت الى عدة دول بالقروض الميسرة طبعا..!!
لم يعبأ سليم بكلام الفتاتين وتابع بحثه عن مكان العيادة ولكن دون جدوى وفجأة رأى مجموعة من النسوة يهربن من احدى دورات المياة خوفا من شيء ما ..فوضع في اعتباره انهن شاهدن صرصورا ضائعا من أمه أو حشرة من الحشرات التي جاءت لتقضي اجازتها الصيفية في احدى المغاسل ولكنه اكتشف أن الأمر مختلف تماما حيث تبين أن أحد كبار السن مصر على الدخول مع زوجته حتى يحميها من أي عامل نظافة قد يتعرض لها كما حدث في احد المراكز التجارية مؤخرا!!
ابتسم (سليم) رغم مرضه ثم سمع ضجة كبيرة بين أحد الأطباء والممرضات حول جهاز مهم لحالة طارئة لم يتمكنوا من تشغيله لعدم المامهم به ونظرا لأن الفني قد خرج في اجازته السنوية ولم يعد..!!
المهم وصل صاحبنا الى العيادة فأخذ ينتظر دورة لفترة طويلة حتى اصيب بالضجر فلمح صبييين مراهقين يقلبان مجلة نسائية (مرت على الرقابة) وفجأة نشب بينهما شجار عنيف بسبب الهدية الموضوعه بداخلها فقام (سليم) من مكانه ونهرهما ثم أخذ منهما المجلة وجلس يتصفحها لوحدة لأنها تناسب سنه ومرت الساعات المتتالية والممرض لم يناد على اسم سليم فقام الأخير من مكانه وانفجر في وجه الممرض : (منذ ساعات وأنا قابع هنا ، الاتراعون حالتنا ومرضنا..هل انعدمت فيكم الانسانية ، فرد عليه الممرض بكل برود : عفوا ياأخ ..هناك خطأ في رقم الملف..فقد كتب لك موظف البطاقات نتيجة المباراة 2/صفر…والشيء الثاني والأهم أن هذه هي عيادة العيون لا الباطنية …صباح الخير..!!