(الموت من أمامكم والنار من خلفكم)
=======================
لا أعتقد أن مؤلفا أو مخرجا سينمائيا قد يصل به الخيال الى تصور ماحدث يوم أمس الأول في الولايات المتحدة من أحداث دراماتيكية لم يتوقعها احد في دولة تعتبر نفسها الأولى في كل شيء بما في ذلك النواحي الأمنية..!!
ان أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع حدوث هذه الكارثة على طريقة الأفلام الأمريكية ، اربع طائرات تختطف من مطاراتها وتتجه اثنتان منها الى نيويورك ويتعمد خاطفوها تدمير مبنى مركز التجارة العالمي عن بكرة أبيه معتقدين أن طائرة واحد لاتكفي فجاء دور الطائرة الثانية لتكمل المهمة المجهولة حتى الآن..!!
من يشاهد الهلع والخوف اللذين بديا على وجوه الناس يشعر بان هناك حربا فعلية قد وقعت في غفلة الجميع ، الناس تركض في الشوارع بحثا عن مأوى للنجاة ، ورجال الاطفاء بسياراتهم ومعداتهم يهرعون هنا وهناك لانقاذ مايمكن انقاذه..ناطحات سحاب مصممة ضد اشد انواع الزلازل تنهار كقطع من البسكويت في لحظات ، طائرة أخرى تتجه نحو مبنى البنتاجون في واشنطن لتسقط هي الأخرى بركابها المدنيين ، وطائرة رابعة تهوي غرب بنسلفانيا والأمور كلها خارج السيطرة!!
من يقرأ السطور السابقة قد يعتقد بأنني اتكلم عن دولة من دول العالم الثالث التي تكثر فيها مثل هذه الاحداث..ولكن الغريب ان يحدث ذلك في الولايات المتحدة الامريكية بامكانياتها وخبراتها واجهزتها الأمنية التي تراقب حتى النملة التي تسير على الأرض ولكنها تعجز عن مواجهة هذا السيناريو الذي لم يتوقعه احد..!!
عندما بثت وسائل الاعلام خبر هذه العمليات كنت نائما وقت العصر بعد عودتي من العمل فتلقيت اتصالا عاجلا بان اشاهد مايحدث في امريكا ، وما أن شغلت جهاز التلفاز وتنقلت بين القنوات اعتقدت انه فيلم من افلام العنف الأمريكية ،ولكني استغربت من تكرار نفس الفيلم في اغلب القنوات العربية والأجنبية ، وهذا مالم يحدث من قبل أن تنسق الفضائيات بين برامجها ، فلماذا هذا الفيلم بالذات ، ويبدو أن التعب والنوم قد أثرا علي قليلا ،فركزت في الخبر أكثرالى أن عرفت تفاصيل الأخبار وكأنني أحلم !!
ان الهجمات التي وقعت ليست وليدة يومها ويبدو انها عمل مرتب قصدت به امريكا من جهات غير معروفة حتى الآن والتي اعلنت الحرب في عقر دارها ، والمؤسف أن هناك بعض التصريحات التي القت بالمسؤولية على العرب كالعادة خاصة اسرائيل التي انطلقت دعايتها السوداء في كل مكان مستغلة الوضع لصالحها وتحريض الرأي العام العالمي ضد العرب ، ونأمل ان تساهم الدول العربية والاسلامية في دحض هذه الافتراءات التي يمكن أن تؤتي ثمارها العفنة في اي لحظة فتكون بعض الدول كبش الفداء لأي ضربة قادمة..!!
العالم لم يستفق من صدمته بعد والغالبية أدانت هذه الهجمات سواء الدول أو المنظمات ولكن يبقى السؤال الذي مازال مطروحا ..من الذي تجرأ على مهاجمة أمريكا بطريقة
( الكاوبوي) التي تعاملت بها مع دول كثيرة ؟ وماهي الطريقة التي ستتعامل بها واشنطن مع الجهات التي يثبت تورطها؟ وهل للعرب صلة في الموضوع؟ لاأتمنى ذلك وارجو الا تلعب الدعاية اليهودية لعبتها فتسكسب الجولة فهل سنترك لها المجال...؟
(عيسى)