المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Eng. Amr
و هل أصبحت الإشتراكية أمراً يعيب الإنسان؟
لن أخوض في هذا الموضوع , لأن الإشتراكية والعلمانية والليبرالية كلها مثل بعض , يقولون كلام كالعسل و عند التطبيق أسوأ من البصل .
ومن ضمنهم هذا الأديب كان اشتراكي وهذه أقواله الكفريه في متناول الجميع , وسوف أعرض لك بعضها وأريد منك تفسيرها على الطريقة الإسلامية !
و هل يعيبه أنه كان يعرف شخصاً ليس بمسلم؟
ليس عيبا معرفة شخص كافر , ولان العيب أن أتشرب أفكار هذا الكافر وأنفثها في مجتمع مسلم .
هل تمزح أم تريد إهانة الرجل لمجرد الإهانة؟
أنا لا أمزح ولايهمني نجيب بأي شيء , لاكن يحز في نفسي أن يمجد شخص يستهزأ بالله ورسله من بعض الإخوة الذين قد لايعلمون أقوال الرجل ويأخذونه
بحسن الظن .
كل العلوم التي تعلمتها أنت في مدرستك و في جامعتك هي إكتشاف غربي من أشخاص كفّار في رؤيتك فلماذا تتعلم منهم يا مؤمن؟
لا أسلم لك بما قلت , ولاكن ليكن فعلى الأقل أتعلم أشياء تفيدني وتفيد مجتمعنا المسلم , وليس أتعلم
الكفر والإلحاد والإستهزاء بالله ورسله والتنقص منهم وعم إحترامهم وأقلدهم في كل شيء حتى ولو دخلوا
جحر ضب !!؟
أتمنى أن لا نتحدث عن من أفادو العالم بأدبهم الشيق و شهد لهم الجميع، أم تريدنا أن ننصاغ لبعض اللحى الوهابية فقط؟
بل أتحدث عنه وأكشف للناس حقيقته بأنه يستهزأ بربي وخالقي ورازقي .
أما أنا فلا والله لا أريدك أن تنصاع للوهابية ولا للطماطم , ولاكن أريدك أن
تنصاغ لله جل جلاله وأن يكون لديك
غيره على ربك من أن يستهزأ به وينتقص منهم ويستخف به
وكذلك الأمر مع أنبياء الله ورسله , فقراءة رواية أولاد حارتنا فقط تكشف لك هذه الأمور وبجلاء تام .
المكرم Eng. Amr : ليكن بعلمك أني لا أكابر ولا أكفر الرجل معاذ الله ولاكني أحكم عليه من كتاباته وكلماته وخاصة ( أولاد حارتنا ) التي تحدث عنها الكثير حتى أنها منعت في مصر بل وحكم عليها بعض العلماء بأنها رواية كفريه إلحاديه , وهناك أنباء تتحدث أن نجيب قد تاب منها والعلم عند الله .
فإن كنت أخطأت أو أسأت الفهم فنورنا وعلمنا مانجهل بارك الله فيك وإلا
فالحق أحق أن يتبع .
هذه بعض أقوال نجيب
عن الله جل جلاله وسوف
أترك ماعداها من تنقصه للأنبياء والرسل والإستهزاء بهم :
في رواية الحب تحت المطر يُجري حواراً بين شخصين وفيه قال أحدهم : ( - حدثني أحد الكبار ( الشيوخ ) فقال : إنه كان يوجد على أيامهم بغاء رسمي.
- زماننا أفضل فالجنس فيه كالهواء والماء .
- لا أهمية لذلك ،
المهم هل الله موجود ؟ .
- ولم تريد أن تعرف ؟ .
- إذا قدر لليهود أن يخرجوا فمن سيخرجهم غيرنا .
- من يقتل كل يوم غيرنا !
- من قتل عام 1956 من قتل في اليمن من قتل في عام 1967 !
- لا أحد يريد أن يجبني
أهو موجود ؟ .
-
إذا حكمنا بالفوضى الضارية في كل مكان ، فلايجوز أن يوجد )رواية الحب تحت المطر : ص 38 -39.
ويقول في موضع آخر:(
اللعنة. منذا يزعم أنه عرف الإيمان؟.قد تجلّى الله للأنبياء، ونحن أحوج منهم بذلك التّجلي، وعندما نتحسّس موضعنا في البيت الكبير المسمى بالعالم فلن يصيبنا إلا الدوار).رواية ( ميرامار ) .ص33 .
ويسأله(منصور باهي) مستنكرًا أن تصيبه الحيرة وهو من جيل الإيمان؟
فيجيب ضاحكًا:(الإيمان..الشك..إنهما مثل النهار والليل، لا ينفصلان).رواية ( ميرامار ) . ص23.
أما (طلبه مرزوق) فيعجب منه عامر وجدي ويقول له:
(يخيّل إليّ أحيانًا أنك لا تؤمن بشيء. غير أنّه يدافع عن نفسه،فيجيب بحنق- وبعبارات تشفّ عن تصوره عن ذات الله تعالى-:
(
كيف لا أؤمن بالله وأنا أحترق في جحيمه) رواية ( ميرامار ) ص34
ويقول - قابيل- لأخيه، أيضًا:
"أؤكّد لك أنّ
جدّنا شخص شاذ، لا يستحقّ الاحترام، ولو كانت به ذرّة من خير ما جفا لحمه هذا الجفاء الغريب، إني أراه كما يراه عمنا – يقصد إبليس-، لعنة من لعنات الدهر..لقد نال هذه الأرض هبة بلا عناء، ثمّ طغى واستكبر )رواية ( أولاد حارتنا). ص71.
يقول نجيب على لسان راوي "أولاد حارتنا":
( أليس من المحزن أن يكون لنا جدّ مثل هذا الجد دون
أن نراه أو يرانا؟!.أليس من الغريب أن يختفي هو في هذا البيت الكبير المغلق وأن نعيش نحن في التراب؟!).رواية ( أولاد حارتنا). ص6
ويقول نجيب متحدثا عن
الله تعالى الذي رمز له بالجبلاوي:
(لماذا كان غضبك كالنار تحرق بلا رحمة؟.لماذا كانت كبرياؤك أحبّ إليك من لحمك ودمك؟وكيف تنعم بالحياة الرغيدة وأنت تعلم أننا نداس بالأقدام كالحشرات؟
والعفو واللين والتسامح ما شأنها في بيتك الكبير أيها الجبار!).رواية ( أولاد حارتنا). ص 55
(هذا الأب الجبار،كيف السبيل إلى إسماعه أنيني؟.أيها القاسي،متى يذوب ثلج قسوتك؟!).رواية (أولاد حارتنا). ص59
لقد كانت هذه الرواية بما فيها من وسم الإله بهذه الصفات الناقصة التي تنتهي بفنائه وانعدامه، متابعة لنيتشة الفيلسوف في أوهامه الإلحادية الباطلة0
وإلى ذلك أشار فيليب استيوارت في مقدمة ترجمته لأولاد حارتنا،وهذا
التوجه الإلحادي الغربي في السخرية والاستهزاء بالإيمان كان من أهم حيثيّات منح محفوظ جائزة نوبل الصادرة عن الأكاديمية السويدية لهذه الرواية.انظر. نجيب محفوظ في عيون العالم.محمد عناني وماهر شفيق فريد. ص 56. نقلا عن مجلة ( القصة ). يناير.1989
ولا شك أن هذا الهجوم الذي شنَّه نجيب على أعظم أصول الإيمان : الإيمان بالله تعالى ربًّا حميدًا مجيدًا رحيمًا، قد أدى إلى ردّة فعل عنيفة من الوسط الشعبي المسلم , يقول مؤلف محب لنجيب ومدافع عنه :
( 00عندما نشرت جريدة (الأهرام) شبه الرّسمية (أبناء الجبلاوي) بلغت الضّجة والهياج إلى الدّرجة التي لم يجرؤ فيها أي ناشر مصري على أن يُصدر الرواية في كتاب , وظلّت لسنوات تنتقل من يد إلى يد في طبعتها الصحفيّة) الطريق إلى نوبل 1988 عبر حارة نجيب محفوظ. 20 – 21.
ومما يؤكّد ما قد سبقت الإشارة إليه، من أنّ هذه الرواية تحمل مضمونًا عقديًّا منحرفًا ومضادًّ لمعاني الإيمان بالله، ما قاله
الناقد العلماني (
غالي شكري):
( إنّ نجيب محفوظ يرى أنّ "مشكلة الله" لا تدخل في نطاق العلم أو منطقة نفوذه، وهو في الوقت نفسه لا يُعلِّق المشكلة في مستواها الميتافيزيقي،
بل هو يؤكّد أنّ الله مات ، وهي
الحقيقة التي عاصرت العلم، وإنْ لم تكن حقيقة علميّة!. وهذا هو الفرق الكيفي بين عصور موسى والمسيح ومحمد وعصر العلم، أو هو الاختلاف الجوهري بين الدين والعلم في محاولة الكشف عن مأساة الإنسان. فبينما يصبح المطلق أو المجهول أو الجبلاوي أو الله ،هو الجدار النّفسي الذي يعتمد عليه البشر لحلِّ أزمتهم في عصر الدين،
يتهاوى هذا الجدار الإلهي من بعد العمر الطويل، إشارة إلى انعدام فاعليّته ، ليبدأ (عرفة) عصرًا جديدًا يعتمد فيه الإنسان على نفسه بمعونة السحر ,أو العلم. فالمنهج العلمي هو السبيل الثوري الوحيد أمام الطبقات الشعبيّة للوصول إلى السلطة، وتسويد النظام الاجتماعي العادل، الذي يخلع عن الإنسان نير العبوديّة إلى الأبد، ويتّسع له المجال للخلق، أو كما دعاه نجيب بصنع الأعاجيب. العلم إذًا هو الثورة الحضاريّة الشاملة التي سيشهد أبناؤه عصر الأعاجيب، والمجهول الذي يؤمن به البعض يبارك هذه الثورة،ما دام هذا المجهول هو اشتياق الإنسان الأبدي إلى مجموعة مجرّدة من القيم والمثل العليا، واشتياقه إلى حلّ طلاسم الوجود. فهذه المرأة العجوز التي جاءت إلى (عرفة)،وهمست له بأنّ (الجبلاوي) مات وهو راضٍ عنه، إنما تُمثّل ضمير هذا الشعب الذي صاح بنفسه :" لو خُيّرنا بين الجبلاوي والسحر لاخترنا السحر"(اولاد حارتنا ص551).الشعب إذًا إلى جانب العلم، إلى جانب الثورة، إلى جانب التاريخ. حتى ذلك الجزء الخاص بتكوينه الروحي عبر آلاف السنين يقف إلى جانب هذه القيم جميعها تعبيرًا صادقًا عن كونها هي بعينها مجموعة القيم"المطلقة" التي كانت تجذب اشتياقه إلى المجهول والمطلق. لذا تصبح أمنية عرفة هي إعادة الحياة إلى (الجبلاوي)، فليس التعبير هنا مرادفًا لعودة الإيمان بالله..كلا، وإنما هي الرسالة الحقيقية للعلم في اكتشاف أسرار الكون، وتحقيق مجموعة القيم المطلقة في حياة الإنسان.إنّ مجرّد التمنّي بإعادة الحياة إلى (الجبلاوي) هو اعتراف بموته، ولقد مات (الجبلاوي) القديم، المطلق بمعناه التقليدي الذي عرفته الأديان والفلسفات المثاليّة، وبدأ عصر العلم صراعه الجبّار مع الطبيعة والمجتمع على السواء).كتاب المنتمي. غالي شكري. 260 – 261.
يــتــبــع .