لم يعد لدي عبد الستار عبيد من شيء يفعله سوي أن يرفع يديه الي السماء ويبكي. وقال عبيد انه بات وحيدا بعدما قتل مسلحون في بغداد ابناءه ليصبح ضحية أخرى لانزلاق العراق نحو كابوس.
وقال عبيد (54 عاما) خارج مستشفي سجل فيه وفاة اثنين من أبنائه وبينما كان يحمل كفنيهما فوق سيارة من أجل تشييعهما انني وحيد الآن. ليس لدي أبناء .
وقتل علي (28 عاما) وثائر (27 عاما) الاحد خلال ذكري الاربعين لشقيقهما محمد والذي قتل هو الآخر مع عمه واثنين من ابناء عمه الشهر الماضي. ومن بين نحو 100 عراقي أحصت وسائل الاعلام مقتلهم أمس كان ثائر وعلي مجرد رقمين وربما لم يكونا حتي مجرد ذلك حيث أن الكثير من مثل حوادث القتل تلك لا يتم الابلاغ عنها في بلد انهارت فيه دواوين السلطة. وفي مقابلة بالمصادفة مع مراسل لـ رويترز سلط عبيد الضوء علي الكارثة التي حلت بعائلته بطريقة نادرا ما يمكن للاحصائيات فعلها في ظل الظلام الذي يلف العراق. وقال عبيد بالامس كانت هناك ذكري الاربعين لابني وشقيقي وابنيه والذين قتلوا قبل نحو 40 يوما .
وأضاف وخلال المراسم في المساء جاء بعض المسلحين.. نحو 20 مسلحا. لم يهتموا حتي بتغطية وجوههم. كانوا يحملون بنادق كلاشنيكوف ومسدسات .
وتابع قوله توسلت اليهم وقلت.. ارجوكم لا تقتلوا أحدا. نحن ما عملنا شيئا. ما الذي فعلناه لنستحق هذا.. لكنهم لم يستمعوا الي وقتلوا ولدي الآخرين وفروا .
وقال عبيد وهو سني متقاعد انه لا يدري لماذا هوجموا. واذا كان يعرف فلن يقول ولكنه بكل تأكيد ليست لديه أي ترتيبات للعودة الي بيته ثانية والي الأبد. ويعد حي الدورة الذي يسكن فيه بجنوب بغداد من بين أشد المناطق اضطرابا بالعاصمة العراقية حيث تبتز عصابات طائفية الاموال وتطرد السكان من منازلهم في شكل من أشكال التطهير العرقي. وقال عبيد فر كل من كانوا في العزاء وتركوني وحيدا مع الجثتين. استدعيت الشرطة للمساعدة ولكنها لم تأت .
وتابع بقيت وحدي طوال الليل. وبقيت الجثتان هناك حتي الصباح .
ومضي يقول الان فقدت ثلاثة أبناء أحدهم لديه خمسة أطفال والثاني لديه بنتان والثالث لديه ابن وبنتان. انني وحيد الآن. لقد قتل جميع أبنائي ولا أدري ماذا سأفعل مع كل هؤلاء الاطفال
نقلاً عن موقع أخبار العراق ..