أعد الله عز وجل لعباده المتقين درجات عالية في الجنة ، لا تنال إلا 
بالتقوى والعمل الصالح والعبادة الخالصة ، وقد لا يكفي عمر الإنسان 
لنيل درجة من هذه الدرجات ، فاختص الله أياماً وليالٍ معدودة يضاعف 
فيها الأجر لمن أراد أن يحظى برضوان الله ويتقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة . 
ومن هذه الأيام المباركة العشر الأوائل من ذي الحجة التي فضلها الله 
على سائر أيام العام ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : [ ما من 
أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر] قالوا : 
ولا الجهاد في سبيل الله قال : [ ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل 
خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك شيء] (أخرجه البخاري) . 
ومن فضل هذه الأيام : 
============= 
أ . أن الله تعالى أقسم بها مما يدل على أهميتها وعظيم قدرها ، قال 
تعالى : (والفجر وليال عشر) (سورة الفجر 1-2) . 
قال ابن عباس ومجاهد إنها عشر ذي الحجة . 
ب . أن النبي صلى الله عليه وسلم أشاد بفضلها كما تقدم في الحديث الصحيح . 
جـ . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث فيها على العمل الصالح 
لشرف الزمان وشرف المكان . 
د. تحتوي هذه الأيام على يوم أكمل الله فيه الدين وأتم نعمته على هذه 
الأمة وهو يوم عرفه ، وصيامه يكفر ذنوب سنتين ، ويليه يوم النحر وهو 
أول أيام عيد الأضحى المبارك وهو كذلك يوم الحج الأكبر الذي ذكر في 
أوائل سورة التوبة ، ويجتمع فيه من الطاعات والعبادات ما لا يجتمع في 
غيره . 
هـ. فيها الأضحية والحج . 
وينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يغتنم هذه المواسم ويشغلها 
بالطاعة لله وذكره وشكره ، والقيام بالواجبات على أحسن ما يمكن 
القيام بها ، والابتعاد عن المنهيات ، والتعرض لنفحات الله ليحوز رضاه ، 
ومن أفضل ما يعمله المسلم والمسلمة في هذه الأيام : 
================================= 
1. أداء فريضة الحج ، وهو أفضل ما يعمل فيها ، لقوله تعالى في كتابه 
الكريم : (وأتموا الحج والعمرة لله ) ، ويقول رسول الله صلى الله عليه 
وسلم : [ العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له 
جزاء إلا الجنة ] وغيره من الأحاديث الصحيحة . 
2. صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها ، وبالأخص يوم عرفة ، عن أبي 
سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه 
وسلم : [ ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم 
وجهه عن النار سبعين خريفاً ] (متفق عليه ). 
وروى مسلم رحمه الله عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم 
قال : [ صيام يوم عرفه احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله 
والتي بعده ] رواه مسلم . 
3. التكبير والذكر في هذه الأيام لقوله تعالى : ( ويذكروا اسم الله في 
أيام معدودات ) (الحج:28) . 
وقد فسرت هذه الأيام بأنها أيام العشر من ذي الحجة ، واستحب 
العلماء لذلك كثرة الذكر فيها لحديث ابن عمر رضي الله عنهما وفيه : [ 
فأكثروا من التهليل والتكبير والتحميد ] . 
وذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر وعن أبى هريرة رضي الله عنهما 
أنهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر فيكبروا ويكبر الناس لتكبيرهما ، 
4. التوبة والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب حتى يترتب على الأعمال 
المغفرة والرحمة ، فالمعاصي سبب البعد والطرد ، والطاعات أسباب 
القرب والمحبة ، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي 
صلى الله عليه وسلم قال : [ إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ما 
حرم الله عليه ] (متفق عليه) . 
5. كثرة الأعمال الصالحة من نوافل العبادات كالصلاة والصدقة والقراءة 
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك فإنها من الأعمال التي 
يضاعف فيها الأجر في هذه الأيام . 
6. ذبح الأضاحي ووقتها بعد صلاة العيد يوم النحر وحتى آخر أيام 
التشريق الثلاثة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى 
خطب يوم عيد الأضحى : [ إن أول نسكنا في يومنا هذا أن نبدأ بالصلاة 
، ثم نرجع فننحر ، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ، ومن ذبح قبل 
الصلاة فإنما هو شيء عاجله لأهله وليس من النسك في شيء ] 
(أخرجه البخاري) .
				
			 
			
		 
			
				
			
				
			
			
				
__________________
احساسي لا يوصف عندما استمع إلى خلجات صوتك العذب الذي يسري في عروقي وبختلط في بدمي ويعزف في اذناي أجمل ألحان الوجود وأحلى أغنيات الكون