السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولاً بالنسبة للمظاهرات لها جوانب سلبية وجوانب ايجابية ولكنها في كل الحالتين تبقى نوع من انواع التعبير عن الرأي حتى وإن كانت -تخريبية- ! واوضح انها انني لا اوافق على تخريب الممتلكات والتكسير ولكن عقلية البعض قد تدفعه لمثل هذه الاعمال الهمجية .
ثانياً لا الوم من قام بهذه المظاهره بل اجد لهم العذر بسبب غلاء المعيشة وارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية وحتى السلع الاساسية كـ الارز والحليب دون ادنى حراك من الحكومة وكأن الامر لا يعنيها ! وفي المقابل نجد المستفيدين والمطبلين والمتزلفين في صفحات الجرائد وشاشات التلفاز يرددون كـ الببغاوت "حكومتنا الرشيدة و حكومتنا الرشيدة" , لا اشك ان ولاة الامر يعنيهم امر المواطن المغلوب على امره وهم حريصون على توفير لقمة العيش للشعب ولكن وللاسف هناك من يستغل حلمهم وحكمتهم ليستأثر بـ خيرات البلد لنفسه غير آبه لحال الوطن والمواطن بل يعمل حتى على شفط جيوبهم وسرقة مافي ايديهم لـ يضعهم ( على الحديدة ) ! ليعملون بكد لتوفير ما يستر حالهم , وهنا لا ننسى التذكير بـ مجلس الشورى الحبيب والذي طوال فترة عمله لم نجد من وراءه سوى "الترزز" والـ "التشخيص" بلا فائدة تعود على المواطن , اجتماع اسبوعي للسواليف وطق الحنك وكأنهم يعيشون في كوكب آخر , وان رأينا منهم من يتحدث بجرأة وصراحة خرج لنا ليتحدث عن امور ثانوية قد يكون هي آخر ما يفكر فيه المواطن مثل موضوع "قيادة المرأة" وخلافه , اين هو الجريء وحبيب المواطن محمد بن زلفة الآن ؟ لماذا لا نقرأ تصريحاته واراءه حول غلاء الاسعار !؟ لماذا لا يخرج في كل قناة تلفزيونية وكل صحيفة ليتحدث عن ما يعانيه الشعب وما يمر به في الوقت الحالي كما فعل حين اشعل موضوع قيادة المرأة ؟؟.
عموماً لم يعد عذر ارتفاع اسعار السلع من بلد المنتج الواهي الذي يخرج لنا ليبرر بها ارتفاع الاسعار كل فترة وزير التجارة عذراً مقنعاً فـ حتى وان كان كذلك فـ اين يذهب ما نكسبه نحن من البترول , فـ هل كان ارتفاع البترول نقمة بلا نعمة ؟
لا ارى جدوى من رفع الرواتب الشهرية للموظفين فـ هذه هي اغبى وسيلة لكبح جماح الاسعار وايضاً لا يمكن الزام التجار على البيع بـ سعر معين فـ الاسواق حرة ولا يمكن الزامها , وايضاً من غير المنطق دعم السلع فـ سيستفيد التجار من ما تدفع الدولة ولن يسعوا لـ خفض اسعارهم , ولكني اعتقد ان الحل في ما قام به الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله وغفر له حين مرت البلد بنفس الازمة تقريباً من ارتفاع للاسعار وهو ترك الاسعار على حالها مع فتح جمعيات حكومية , ويتم تقييم متوسط الاستهلاك الشهري لكل فرد فـ مثلاً يكون الفرد يستهلك 1 كيلو من الارز و 1 كيلو من الحليب و 30 لتر من الماء , فـ يصبح بإمكان الفرد بكل كوبون الحصول على 1 كيلو ارز و 1 كيلو حليب و 30 لتر ماء في الشهر ! ويتم بيع الكوبون عبر منافذ حكومية محددة يتم تشديد الاشراف والرقابة عليها حتى لا يستغلها بعض اصحاب الانفس المريضة , ويكون بإمكان كل أب ان يقدم دفتر عائلته ويتم بيعه كوبون لكل فرد من العائلة فـ الاب الذي لديه 10 ابناء بالإضافة له وزوجته يحصل على 12 كوبون ! ويتم تقييم سعر الكوبون حسب الاسعار المناسبة للجميع وتدعم الحكومة فارق الاسعار من ميزانية الدولة , وبذلك نكون ضربنا عصفورين بـ حجر حيث وفرنا للمواطن لقمة عيشة واجبرنا التجار على خفض الاسعار وهو ما سيتسابقون عليه لإستعادة ثقة المستهلكين .
او من خلال طريقة اخرى وهي فتح متاجر حكومية تباع فيها السلع بـ نفس الاسعار السابقة وتدعم الحكومة الفارق من ميزانية الدولة , ولكنها سترهق الميزانية كثيراً بلا داعي وقد تدفع بعض الناس للشراء فوق حاجتهم الفعلية بما ان الاسعار اصبحت في متناول اليد ! .
وفي كل الحالتين سـ يكون هناك جوانب سلبية ومن اهمها ربما هي خسارة التجار وقد يشهر بعضهم افلاسه وصحيح ان هذا سيضر بـ إقتصاد البلد ولكن سنكون وفرنا حاجة فعلية للمواطن وفي كل دول العالم الاهم هو المواطن ثم المواطن ثم المواطن , فـ لماذا لا اهمية لنا في وطننا ؟
وعموماً من كل قلبي اتمنى ان نرى اي بارقة امل من الحكومة لتصحيح الاوضاع ولمعالجة كارثة غلاء الاسعار فـ الامر لم يعد يطاق وتجاوز حده بـ كثير .
وغداً سيكون اجمل بإذن الله ..
اعتذر عن الاطالة ولكن من زمن وانا انتظر فرصة لتفريغ مافي نفسي
قفلة :
(( انتي ما مثلك بـ هالدينا بلد ,, والله ما مثلك بـ هالدنيا بلد ))
مع التحية ..
__________________
اللهم أيما امرئ شتمني أو آذاني أو نال مني اللهم إني عفوت عنه, اللهم فأعف عنّي, اللهم إني عفوت عن عبادك فاجعل لي مخرجا أن يعفو عبادك عني .