عالم أميركي من أصل مصري يفوز بجائزة علمية مرموقة
تكريم مصطفى السيد على مساهماته الجليلة في تكنولوجيا الجزيئات الصغرى
الرئيس بوش يقلد العالم الكيميائي المصري مصطفى السيد الميدالية القومية للعلوم للعام 2007.
من المحرر دنيال غوريليك
بداية النص
واشنطن،- حصل العالم الكيميائي مصطفى السيد على الميدالية القومية للعلوم، وهي أعلى جائزة علمية تمنحها الولايات المتحدة للعلماء المبرزين، وذلك على الأعمال التي قام بها في مجال الجزيئات الصغرى المعروفة باسم النانو وهي الذرات المتناهية الصغر.
وقد تلقى الجائزة في احتفال أقيم في البيت الأبيض يوم 29 أيلول/ سبتمبر بهذه المناسبة.
وقال السيد الذي يعمل أستاذا محاضرا في مادة الكيمياء ومديرا لمختبر ديناميكيات الليزر في معهد جورجيا للتكنولوجيا في أطلانطا عاصمة ولاية جورجيا الأميركية: "إنني سعيد جدا بل ومحظوظ لأنه أتيحت لي الفرصة لدراسة العلوم في أميركا. هناك العديد من الناس المتفوقين الذين يعملون في مجال العلوم في ربوع هذا البلد." وقد تميز السيد أيضا بتعاونه مع العلماء في مصر.
أكمل مصطفى السيد الذي ولد وترعرع في مصر، دراسته الجامعية للحصول على شهادة البكالوريوس في جامعة عين شمس بالعاصمة المصرية القاهرة. وحضر إلى الولايات المتحدة لمتابعة الدارسات العليا والتحق فيما بعد بهيئة التدريس بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس في العام 1961.
وقال الرئيس بوش في كلمة ألقاها في مراسم التكريم "إننا فخورون بتكريم جيل جديد من العلماء الذين يكافحون من أجل التفوق، والأشخاص الذين غيروا باكتشافاتهم أميركا والعالم." وأكد أن "هذا يعد يوما هاما بالنسبة لبلدنا لأنه يذكّر الناس بأن العلم والابتكار والإبداع هي من الأمور الحاسمة الأهمية لمستقبلنا، وبأن التعليم الجيد هو أيضا هام لذلك المستقبل."
وكان الكونغرس الأميركي قد أنشأ الميدالية القومية للعلوم في العام 1959. ويمنح الرئيس الميدالية سنويا للأشخاص الذين يقدمون مساهمات حيوية في العلوم الطبيعية والبيولوجية والهندسية. وكان مصطفى السيد ضمن ثمانية أشخاص فازوا بالميدالية للعام 2007.
وكان الرئيس الراحل جون إف كنيدي قد منح أول ميدالية، في العام 1962، لمهندس طيران ولد ونشأ في المجر هو تيودور فون كارمان. وقال عندها إن الولايات المتحدة تقدر الإنجازات العلمية لمواطنيها من مختلف الأصول القومية والعرقية.
رائد في تكنولوجيا النانو (الجزيئات الصغرى)
يركز مجال تكنولوجيا النانو على الاستفادة من الخواص الفريدة والمذهلة أحيانا للمواد المتناهية الصغر التي تصغر قطر الشعرة البشرية بألف مرة. وبهذه الأحجام، يمكن أن تتحول الأجسام الصلبة إلى مواد سائلة والمواد اللاشفافة تصبح مواد شفافة، والمواد العازلة تغدو مواد موصلة للكهرباء.
وبحجم النانو يمكن أن يصير البلاتين مادة تساعد على تسريع التفاعلات الكيميائية دون أن تُستهلك في هذه العملية. وقد كشف السيد أن شكل جزيئات النانو يمكن أن يؤثر على نشاط العامل المساعد أو المحفز أيضا.
وينطوي إنتاج العديد من المواد الكيميائية الصناعية على توفر العامل الحافز. واستغلال شكل جزيئات النانو لخلق عوامل مساعدة أكثر كفاءة وفعالية يمكن أن يحسن فاعلية الكفاءة التصنيعية ويجعل إنتاج العديد من المنتجات أسهل وأرخص.
وفي العام 1996، طور مصطفى السيد وزملاؤه طريقة لتوليد جزيئات النانو من البلاتين من أشكال مختلفة وأثبتت هذه الطريقة أن شكل (مكعب أو هرم) من هذه الجزئيات المتناهية الصغر يمكن أن تؤثر على نشاط المحفز.
ثم توسعت هذه الطريقة لاحقا إلى معادن أخرى، مما أتاح للعلماء دراسة كيف يؤثّر الشكل على الخواص الكهربائية والكيميائية لمجموعة متنوعة من المواد متناهية الصغر. ومنذ ذلك الوقت، تمكن العلماء من استحداث معادن من مجموعة متنوعة من الأشكال مثل: كرة النانو وحبة أرز النانو (جزئيات نانو على شكل حبة أرز).
ويفيد محلل من مؤسسة بي سي سي للأبحاث أن السوق العالمية لتكنولوجيا الجزيئات الصغرى أو النانو قدرت في عام 2007 بـ 11.6 بليون دولار. ومن المقرر أن ترتفع إلى 12.7 بليون دولار بنهاية العام 2008. وتشكل المواد المتناهية الصغر 87 في المئة من المجموع الكلي لسوق تكنولوجيا النانو في العام 2007.
تعزيز العلاقات المصرية الأميركية
أشرف مصطفى السيد على أكثر من 100 تلميذ من طلبة الدراسات العليا وطلبة دراسة ما بعد الدكتوراه. وأبلغ السيد موقع أميركا دوت غوف أن إحدى الطالبات اللاتي درسن على يده وهي منى محمد، قد عادت إلى مصر وأصبحت مديرة لمختبر في المعهد القومي لليزر والعلوم المحسنة التابع لجامعة القاهرة. ويدرس لدى منى نفسها عدة طلبة وقد أصبحت مصدرا يرجع إليه في كاشفات تكنولوجيا النانو بالنسبة لزملائها في المنطقة.
وتقوم المؤسسة القومية الأميركية للعلوم بتمويل مجهودات السيد الخاصة بالتعاون مع العلماء في مصر؛ حيث يقوم سنويا باصطحاب 20 من أساتذة تكنولوجيا النانو الأميركيين إلى مصر لحضور مؤتمر يدوم بين أربعة أو خمسة أيام للتباحث مع نظرائهم المصريين.
وقال السيد إن تعاون أميركا العلمي مع البلدان الأخرى يمثل قوة عظيمة لها. وأعرب عن أمله في أن يتمكن من تعزيز العلاقات بين العلماء الأميركيين والمصريين ويرجو أن يستمر مشروع المؤسسة الوطنية للعلوم.
أما الأشخاص الآخرون الذين فازوا بالميدالية القومية أيضا لعام 2007 فهم: روبرت جي ليفكويز وبيرت دبليو أومالي (في العلوم البيولوجية)، وليونارد كلينروك وأندرو جي فيتربي (في الهندسة)، وفاي أجزينبيرغ-سيلوف وتشارلز سليتشتر وديفيد وينيلاند(في العلوم الطبيعية).
مزيد من المعلومات حول الميدالية القومية للعلوم متاح على الموقع الإلكتروني لمؤسسة العلوم القومية على الشبكة العنكبوتية.
نهاية النص
المصدر الموقع الرسمي للحكومة الأمريكية.
__________________
الأفضل أن تموت وأنت تقاتل من أجل شيئ ما أو أن تعيش من أجل لاشئ.
وكيف بك إذا كان ما تقاتل من أجله شيئ نبيل ؟.