السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخبار التي تتردد عن احتمالية افلاس هذه الشركات تجعل المرء يشعر بنوع من الصدمة,
فقبل هذه الأزمة ببضعة سنوات كان اقتصاد جنرال موتورز مثلاً كان يصل لاقتصاد دول بل ويتجاوز بعضها.
والآن تطالب بدعم عاجل لأن السيولة ستنفذ في غضون أسابيع ولن تنتظر تولي أوباما للرئاسة.
ما يثير فضولي فعلا, هو لماذا ندعمهم لتجاوز محنتهم؟
بل تجد من يسب ويلعن السياسات الأمريكية والظلم الأمريكي, وتجده مواظباً على تجديد سيارته سنوياً بموديل السنة من GMC أو chevrolet أو Ford ولا يكتفي بذلك بل عليه اختيار أكثر الأنواع فخامة ورفاهية.
هل ستشكل كارثة انسانية وتهديد شامل في مجتمعاتنا إذا اتجه المستهلكون للشركات اليابانية والألمانية؟
خاصة إذا علمنا بأن السيارات الأمريكية "المشهورة باستهلاك الوقود" مكروهة أوروبيا بسبب ارتفاع أسعار الوقود, وأيضاً حتى داخل أمريكا توجه المستخدم لسيارات أقل استهلاكاً وتحديداً تويوتا. وأننا في منطقتنا المنتجة للنفط قد نكون الممول الرئيسي لهذه الشركات حتى دون أن أرجع في ذلك لاحصائيات.
ليست دعوة لإعلان حرب
وإنما لتنفيذ حق مشروع في اختيار شركة السيارات. كما أنهم لهم الحق في اعتبار منع المساعدات الإنسانية عبر البحر لغزة ليست عملية قرصنة.
وهذه أخبار قد توصل الفكرة بصورة أدق لمن لم تصله:
ازمة صانعي السيارات "تؤثر على مجمل الاقتصاد الامريكي"
قال رئيس لجنة مجلس الشيوخ الامريكي التي تتولى درس خطة انقاذ 3 من كبرى شركات السيارات الامريكية من الافلاس ان صحة الاقتصاد الامريكي تعتمد على شركات صناعة السيارات.
واضاف السناتور الديمقراطي كريستوفر دود ان ترك فورد وجنرال موتورز وكرايزلر دون مساعدة يمثل مقامرة كبيرة بمجمل الاقتصاد الامريكي، مشيرا الى ان سقوط هذه الشركات سيؤثر سلبا على كل قطاعات الاقتصاد الامريكي.
كما انتقد دود الطريقة التي يتعامل بها الاحتياطي الفدرالي الامريكي (المصرف المركزي) مع ازمة الائتمان.
واعتبر دود ان "الموضوع لا يتعلق بانقاذ شركات خاصة عادية، ولو كان الامر كذلك فلتسقط، لكن الواقع ان هذه الشركات تعاني من ترتب ديون عليها وستسوء الامور بشكل كبير في حال لم تتمكن الشركات من دفع ديونها".
واضاف دود بأن الولايات المتحدة تعاني اليوم من الركود الاقتصادي بسبب "التصرفات غير المسؤولة في المجال المالي"، منتقدا وزارة المالية الامريكية التي حسبما افاد "اساءت استعمال سلطتها من خلال الموافقة على مشروع الانقاذ الذي بلغت قيمته 700 مليار دولار والذي وافق عليه الكونجرس دون ان يضع ما يكفي من الشروط تضمن حسن صرف هذه الاموال".
ومن المتوقع ان تستجوب اللجنة الخميس رؤساء شركات السيارات الثلاث قبل اتخاذ قرار بدعمها. واشار دود الى ان هناك 3 اسئلة يجب توجيهها الى الشركات قبل اتخاذ قرار المساعدة وهي: "هل فعلا الشركات في حالة لا تحسد عليها؟ وفي حال سقطت هذه الشركات ما هي ارتداداته على الاقتصاد؟ واخيرا وفي حال كانت العواقب وخيمة هل تقع مساعدة الشركات على عاتق الدولة؟".
وكان رؤساء الشركات الثلاث قد تعرضوا لانتقادات شديدة خلال جلسة الاستماع التي حضروها مؤخرا في الكونجرس والتي طغى عليها انتقادهم بمجيء كل واحد منهم بطائرة خاصة الى واشنطن بينما تتخذ الشركات الثلاث من ديترويت مركزا لها.
34 مليار دولار
وكان ريك فاجونر رئيس جنرال موتورز قد قال امام الكونجرس: "لقد وصلت الامور الى هذا الحد بسبب الاخطاء التي ارتكبناها".
يذكر ان كلا من كرايزلر وفورد وجنرال موتورز كانت قد تقدمت بطلب للحصول على مساعدات بمليارات الدولارات يصل مجموعها الى 34 مليار دولار يقولون انهم لن يتمكنوا من الاستمرار بدونها.
كما يشار الى ان حالة جنرال موتورز هي الاسوأ اذ اعلنت ان سيولتها ستنفذ في غضون اسابيع وانها لن تتمكن من الانتظار حتى يستلم الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.
على صعيد آخر انتقد بعض النواب الامريكيين الشركات للسياسات التي اتبعتها واشارت الى ان ازمة الائتمان والازمة الاقتصادية ليست وحدها الاسباب التي اوصلت الشركات الى ما تعاني منه حاليا.
وكانت الادارة الامريكية الحالية قد عرضت تسريع قروض لشركات السيارات وباستثمارات تحترم البيئة تصل قيمتها الى 25 مليار دولار، الا ان الديمقراطيين في مجلس النواب الامريكي عارضوا هذا الاقتراح.
BBCArabic.com |
وأيضاً:
BBCArabic.com |
وأيضاً:
BBCArabic.com |
وعيدكم مبارك