ثتاؤب
حسام كراسنه
جميعنا نتثائب عند الملل وعند النعاس وحتى في وقت الفراغ، وغالباً في المحاضرات الصباحية، فيبدأ الطالب من الصف الأخير بالتثاؤب ثم تنتقل إلى زميله الذي بجانبه ثم الذي أمامه حتى تصل إلى أول طالب وتنتقل إلى المحاضر نفسه، وتشبه طريقة سقوط قطع “الدومينو” المصفوفة على شكل متسلل، فهي بحاجة إلى “لكشة” من أحد طرفيها حتى تتهاوى جميعها.
كما يصاحب التثاؤب إغلاق للعينين، أي أنها تنتقل بشكل أعمى لتعدي الجميع، فمبجرد التفكير أو قراءة كلمة “تثاؤب” تجد فكيك كفكي تمساح، وإن نظر إليك شخص نال نصيبه من رؤية مناظر “غريبة” كمن ينظر إلى “مغارة”.
هذه العدوى العمياء ليست في التثاؤب فقط، فحالنا كعرب كذلك، فعدوى الغرب تنتقل إلينا بشكل سريع، فقد تثائبنا بلباسنا “إذا أُعتبر لباس من أساسه”، ولغتنا التي أصبحت نصف مفرداتها بالانجليزية “عربيزي”، وبطعامنا فبمجرد تناول وجبة في مطعم يحمل ماركة أجنبية فهو شيء كبير بالنسبة لنا، وكذلك بالغناء…. الخ، كل شيء أصبح تقليد أعمى.
بالرغم من هذا التثاؤب، إلا أن العلماء أثبتوا بأن له فائدة، فالتثاؤب يعمل على طرد ثاني أكسيد الكربون ويعمل على إدخال الأكسجين، لكننا لغاية الآن “كعرب” لم نستنشق أي ذرة فائدة، فكل ما لدينا هو ثاني أكسيد التقليد.
الحل، أن نحاول استنشاق ذرة علم ومعرفة منهم، أو أن نضع أيدينا على أفواهنا.
http://5rbashat.net/?p=287