بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسوله الذي اصطفى، أما بعد؛
تحية من عبق الأرجوان لعباد الرحمن، إخوتنا في ديار الإيمان، في كل بقعة من بقع المآسي والأحزان ..
في الحقيقة، جاء طرحي لهذا الموضوع تعبيراً عن إحساس وجداني متجذر في أعماق قلبي، ولا أرى أن الوقت ما يزال يحوي متسعاً لتأجيل الحديث والدعوة لهذا الأمر ..
نعلم تماماً ما أنعم الله تعالى على إخوتنا المرابطين في أرض فلسطين، في أرض العراق، وأفغانستان، وفي كل بلاد الإسلام .. كلهم يتحملون الأوجاع والمصائب والكوارث، من أجل ماذا؟ من أجل حماية حرية الأوطان، من أجل إرضاء ربهم الرحمن .. هؤلاء في الحقيقة في نعمة ما داموا مؤمنين بأن القضية التي يواجهونها هي ليست شائكة تماماً ، وإنما هو ابتلاء على امتداد الزمان .. سخّرهم الله جنوداً له في تلك البقاع .. ومن المفترض أن يكونوا موضع غبطة بدلاً من الأسى .. من المفترض أن يكونوا مثالاً وقدوة يحتذى للجهاد في سبيل نصرة ظاهر الأديان ..
ليس هذا ما جئت لأتحدث حوله .. إن ما دعاني للكتابة هو أن نلقيَ نظرةً متأملةً إلى حال بلادنا ، البلاد التي يدّعي أبناؤها أنها بلاد الإسلام والإيمان ..
من جانب آخر، على عكس ما نراه من ثبات المجاهدين وطلبهم لنيل رضا الله .. نرى في جانب آخر انحلالاً خلقياً واجتماعياً ودينياً في كل بلاد المسلمين ..
هذا يشتم ذاك ،، هذا يكفر بالله وفي العلن ،، هذا يسب الذات الإلهية ،، وذاك ينهي عن الصلاة ،، بل وذاك يفصل بين الصلاة والزكاة .. قلوبنا متفرقة .. قلوبنا ليست مشغولة بذكر الله .. مشغولة بالقيل والقال .. مشغولة بالحديث عن آخر أخبار غزة .. وآخر أخبار الفنانين والفنانات كذلك ..!
دعونا نرجع إلى مصدر عزتنا ،، قال الله جل علاه في كتابه الكريم: " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " ....
رب العباد، خالق الأكوان، يرشدنا إلى منهج وسنة من سننه تبارك وتعالى في خلقه ! إنه يخبرنا أنه سبحانه - العزيز القدير - ، لا يغير ما بقوم حتى.... حتى يغيروا ما بأنفسهم !
هل حاولنا اتباع نهج تقويم الأخلاق؟ نهج الإصلاح الذاتي؟ هل اتبعنا سنة نبينا ..! بل هل نفّذنا حتى ما دعا إليه ربنا في كتابه المنزل ؟؟!
وبعد ذلك هل اتخذنا مبدأ " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " أساساً لحياتنا ؟ باعتباره من أعظم قواعد الإصلاح في المجتمع، ومن أجود ثمار الإيمان ..!
نحن تركنا الله .. وتركنا كتابه ،، تركنا سنة نبيه ،، قلنا: سمعنا وعصينا .. ! كيف نريد أن يكون الله معنا؟ كيف ينصرنا الله على عدونا ونحن أساساً لم ننصره؟!
هل تكون نصرة الله تعالى ونصرة دينه بالجهاد فقط؟ ليس كذلك على الإطلاق .. إصلاح الأمم هو الحل الأول والأخير ..
هذا ما قام به " نور الدين زنكي " ، هذا ما اتبعه " صلاح الدين الأيوبي " .. هذا ما أرشدنا به رسولنا الأعظم ، وهذا ما لم نفعله ، بل ما همّشناه في حياتنا وتركناه عمداً ..
كلامنا كذب، تعاملنا خش وخداع، نساؤنا متبرجات، أطفالنا مشبعون بحب الذات وحب المنكرات من صغرهم بدلاً من أن يكونوا مشبعين بسلامة الفكرة وصحة البدن والعقل، المعلمون والمربون لم يعودوا في المرتبة التي حازوها منذ أقدم العصور .. المؤمنون باتوا لا يؤمنون بأسس عقيدتهم .. انتشرت الأفكار الباطلة ،، انتشر الضلال تحت ستار حرية الرأي .. عم الفساد تحت ستار حرية العمل والقول ..
إذاً، فقط انظر حولك نظرة متمعنة وستدرك ما أقول .. وكما يقال أن الكلام وحده في الدين لا يفيد، لأن الحديث لا يغير أمراً سيئاً إلى أمر جيد دون أفعال صالحة ..
دعونا الآن من النظر إلى الجانب المظلم ، ولنبدأ بحث جانب الغد المشرق ..
هل يملك أي منكم أي اقتراح للبدء في مناهج الإصلاح ؟؟! قد يرى البعض مثلي أن هذا المنهج يبدأ بحملات التوعية مبنية على أساس ديني دون ظاهر كذلك .. لأن الناس اليوم لم تعد تتقبل الدين كما في السابق .. يجب أن نبدأ باستخدام العقل ثم الوصول إلى الدين ..
الموضوع موضوع نقاشي أتمنى الوصول به إلى الهدف المرغوب ..
أتقبل أي رد سواء كان ضمن محورية الحديث أم خارجها .. الردود خارج نطاق الموضوع كاملاً أتمنى من المشرفين متابعتها كي لا يتحول الموضوع عن مساره ..
أرق التحيات، أشرف السمهوري