برهة.. هنيهة
نقرأ مثل هذه العبارة:
((وقف برهة أمام الباب، ثم أنصرف مسرعاً دون أن يجرؤ على الدخول)).
والمستفاد من لفظة برهة هنا أنها تفيد لحظات قصيرة في الوقوف أمام الباب وهذا المعنى خلاف ما بنيت عليه لفظة برهة في الأصول ففي كتب اللغة ان البرهة تعني المدة الزمنية الطويلة وقد تصل إلى ما يقارب السنة، وقولنا: أقمت عنده برهة، يحمل معنى الإقامة سنة أو ما يقاربها.
واللفظة التي تحمل معنى المدة القصيرة من الزمن هي: هنية فالقول: وقف هنية أمام الباب يعني لحظات يسيرة وأقصى مدى زماني لها دون الساعة الواحدة.
أما للفظة التي تصلح لجميع الأزمان فهي ((حين) فهذه اللفظة تدل على وقت مبهم غير محدد.
قد يكون دقائق أو يطول ساعات.. وقد يستطيل أياما وأكثر.
ويمكن تحديد بعدها الزماني من خلال العبارة التي تنظيم فيها.
فالقول: وقف حينا ينتظر. يفيد المدة القصيرة. والقول مضى على حين انتظر يفيد مدة اطول والقول في أسلوب الطلب: انتظر إلى حين.
يحمل وقتا مبهما قد يطول وقد يقصر.
وبين لفظتي: حين – حينئذ، فارق دقيق في أسلوب الفصاحة.
ففي قولنا: استيقظت حين طلعت الشمس يكون الاستيقاظ وطلوع الشمس قد وقعا في زمان واحد، دلت عليه لفظة حين.
فإذا نحن استبدلنا لفظة /حين/بلفظة/حينئذ/ فقلنا طلعت الشمس وحينئذ استيقظت. يكون الاستيقاظ قد جاء متأخرا زمانا عن طلوع الشمس.
ومن هنا يتضح لنا أن أسلوب استعمال حينئذ الزماني يأتي للمباعدة بين وقتين. وهذه اللفظة مؤلفة من كلمتين حين، إذ،اما التنوين الذي لحق حرف الذال: حينئذ، فهو تعويض عن الجملة المحذوفة، فا الأصل في الجملة هكذا طلعت الشمس وحين إذ طلعت الشمس استيقظت، فحذفنا الجملة الثانية: طلعت الشمس وعوضنا بالتنوين: حينئذ، فصارت الجملة:
طلعت الشمس وحينئذ استيقظت.