الساذجون في عالمنا العربي، وهم كُثر، ابتهلوا إلى الله العلي القدير أن ينجح باراك أوباما كرئيس للولايات المتحدة، لعلّ الخير والسلام والمحبة تأتي على يديه، ويكفي أن اسمه هو باراك حسين أوباما، أنريد أكثر من ذلك. ولكن من هو باراك أوباما؟
لم يكن ممكنا لهذا الشاب المغمور أن يصبح سياسياً من الدرجة العاشرة، دون دعم قوي من اللوبي “الإسرائيلي” في الولايات المتحدة، لا أن يكون سانتوراً لولاية ايلينوي، ولا مرشحاً لبلدية. فولاء من مثله يجب أن يكون مطلقاً إلى “إسرائيل” ويهود أمريكا، خصوصاً بارونات المال و وول ستريت. دعنا نتكلم بالحقائق، بالمقتطفات التالية:
* في مقابلة مع جريدة “لوس انجلوس تايمز” مع الرئيس الأمريكي كارتر، بعد الزوبعة التي أثارها اللوبي الصهيوني ضده وضد كتابه “فلسطين: سلام لا فصل عنصري”، قال كارتر “إن إجراء نقاش هادف في الولايات المتحدة هو حلم لا يمكن تحقيقه. لا يوجد مرشح واحد في أمريكا لمنصب حاكم ولاية أو عضوية في الكونغرس أو لمنصب الرئاسة الأمريكية يجرؤ أن يتفوه بما لا يُرضي “إسرائيل””.
* الأدميرال توماس مورر Thomas Moorer الرئيس السابق لهيئة أركان القوات المسلحة الأمريكية Washington Report 12 / 1999. P 124، لم أر أي رئيس، ولا يهمني من يكون، يستطيع مواجهتهم (اليهود و”اسرائيل”). إنه أمر يعطل التفكير. إنهم دائماً يفوزون بما يريدون. يعرف “الإسرائيليون” كل ما يدور كل الوقت، حتى وصلت إلى نقطة أصبحت لا أكتب شيئاً، لو يعلم الأمريكيون القبضة الحديدية لهؤلاء الناس على حكومتهم لربما حملوا السلاح. انهم مواطنون ليس لديهم أية فكرة على ما يدور.
* منذ بدايات سيرته السياسية في شيكاغو كان مؤيدوه من اليهود. ولقد عبر Obama أثناء حملته الانتخابية هذه عن امتنانه “للدعم من الأصدقاء من الكثيرين من الجالية اليهودية، والتي ترجع قديماً إلى أيام بداياتي في السياسة في شيكاغو”.
* ولا تربطه بطبقة السود الأمريكيين إلاّ بعض لونه، فهو من أم بيضاء انغلوساكسونية، ومن خريجي جامعة هارفارد، لا يعرف هموم الفقراء ولا السود.
* اختار أوباما نائباً للرئاسة هو جو بايدن، والذي وصف نفسه “أنا صهيوني، ليس ضرورياً أن تكون يهودياً لتصبح صهيونياً”. قال ذلك في مقابلة مع تلفزيون أمريكي، ويمكن مشاهدة المقابلة وتصريح جو بايدن هذا بفيلم قصير على الإنترنت بالرابط التالي:
dailynewscaster.com/2008/08/24/joe-biden-i-am-a-zionist
* قال جو بايدن في خطاب بتاريخ 28/9/2008 أمام المجلس الوطني اليهودي الديمقراطي: “أمضيت 35 سنة من حياتي أتعامل مع قضايا تخص “إسرائيل”. إن مساندتي ل”إسرائيل” تبدأ من معدتي، ثم إلى قلبي، ثم إلى عقلي. أعدكم، بل أتعهد لكم بأني ما كنت قبلت منصب نائب لأوباما لو كان عندي شك، وأعني أدنى شك، بأنه يشاركني الانتماء والولاء ل”إسرائيل”. أنا أضمن ذلك بكل بساطة، لأنها الحقيقة”.
* باراك أوباما في أول خطاب له بعد فوزه بالانتخابات: “إنني ممتن إلى الأبد إلى مدير حملتي الانتخابية ديفيد بلوف (يهودي) ورئيس استراتيجي الحملة الانتخابية ديفيد آكسلرود (يهودي)، لقد جعلتم انتخابي ممكنا..”. كانت كلفة حملته الانتخابية 600 مليون دولار، جاء معظمها من الممولين الصهاينة الأمريكان.
* كان أول تعيين لإدارته هو رام “إسرائيل” اماثيويل، وهو ليس يهودياً فقط، بل هو “إسرائيلي” لأب “إسرائيلي” كان ينتمي إلى جماعة ETZL الإرهابية، التي شاركت في مذابح دير ياسين بفلسطين. شارك متطوعاً في احتياط الجيش “الإسرائيلي” أثناء الحرب الأمريكية الأولى في الخليج، علماً بأنه كان بإمكانه التطوع مع الجيش الأمريكي آنذاك
* الكاتب “الإسرائيلي” يوري أفنيري كتب بمقالته بتاريخ 4/10/2008: “لقد استلمت رسالة بالإيميل من مواطن بريطاني يقول فيها: إذن فإننا سنستبدل اليهود من المحافظين الجدد بعهد بوش باليهود الصهاينة الذين حكموا في عهد كلينتون. ما الفرق بربكم؟”.
* عين أوباما Paul Volcher رئيس البنك المركزي في عهد ريغان كبير مستشاريه الاقتصاديين، وهو معروف بسياساته التي أدت إلى فكفكة القوانين الرقابية، مما نتج عنه الانفلات الاقتصادي الذي أدى إلى انهيار سنة 1987.
أجندة قوة النخبة الممسكة بزمام أمور أمريكا
البروفيسور كارول كويغلي Carroll Quigly وكان يدرس في جامعة جورج تاون في واشنطن، بالإضافة إلى كونه مستشاراً بوزارة الدفاع، كما ذكر روجر موريس في كتابه (شركاء في النفوذ) كان شديد الإعجاب بمؤسسة العلاقات الخارجية القديمة، التي يعتبرها جزءاً من المؤسسة المالية ونخبة رجال الأعمال الأنغلوساكسون، وهي القوى النافذة بين نيويورك ولندن، والتي اخترقت وتسيطر بعمق على النظام الجامعي والصحافة، وعلى كل ما له علاقة بالسياسة الخارجية.
ويضيف موريس بأن كويغلي كان يرى في مجلس العلاقات الخارجية الشهير شبكة دولية متناغمة، إن لم يكن شبكة تآمرية في المقام الأول. ومما كان يقوله كويغلي لطلبته، بأنه ليس هناك من فروقات بين برامج الجمهوريين والديمقراطيين، وهو وضع طبيعي في نظره. وهنا قال أحد طلبة كويغلي، معلقاً على التصويت في الانتخابات الرئاسية: “لن يهم إذن لمن سنصوت يوم الانتخابات الرئاسية في نوفمبر”.
بينا بوضوح أن مجلس العلاقات الخارجية هو إحدى قوى الظل الرئيسية في الولايات المتحدة، والتي ترسم سياساتها وترسل رجالاتها لتكوين اللجان والدراسات والتوصيات، وحتى “إعارتهم” إلى داخل الإدارات الأمريكية لينفذوا ما قاموا به من دراسات. بين كتاب نذر العولمة بطبعته الأولى أن نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية الاقتصادي منه والسياسي قام به “لجان الحرب والسلام” السرية، والتي انعقدت قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية لتخطط لنظام النفوذ الأمريكي بعد تلك الحرب، خلفاً لنظام النفوذ البريطاني وما قبله. ولقد نشأ عن توصياتها الاقتصادية اتفاقية بريتون وود ومؤسساتها، ومنها صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وكذلك المؤسسات الدولية والسياسية ومنها الأمم المتحدة.
عن كتاب : أزمة نظام
http://209.85.129.132/search?q=cache...&hl=ar&ct=clnk