يدخل الفيلم مباشرة إلى موضوعه مع المشاهد الأولى حيث يتم إلقاء القبض على شاب هندى يدعى "رضوان خان" فى مطار فرانسيسكو للاشتباه، وعندما يسألونه يقول إنه يريد مقابلة "جورج بوش الابن" ليخبره أن اسمه خان.. وأنه ليس إرهابيا.
ومن خلال "فلاش باك" طويل نعرف حكاية الشاب من البداية، فقد ولد مصاباً بمرض التوحد فى قرية هندية، كان له أخ وحيد وأم رائعة علمته أول دروس التسامح، قالت له عقب اندلاع أحداث العنف الطائفى بين المسلمين والهندوس إن البشر نوعان فقط: أخيار وأشرار، وليس هناك أى تقسيم آخر من حيث اللون أو الدين.
سافر أخوه إلى أمريكا وعندما ماتت الأم أرسل إليه لكى يأتى إليه.
عمل "خان" مع أخيه فى تسويق مستحضرات التجميل الهندية، وتعرف بفتاة هندوسية مطلقة وتعمل كوافيرة ولديها ابن .
أحبته وتزوجته رغم أنه مسلم، وتبنى هو ابنها الوحيد وأعطاه اسمه، وعاشا أوقاتاً هادئة حتى وقعت أحداث 11 سبتمبر، وارتكبت أعمال عنف ضد القادمين من الشرق عموماً.
تحرش زملاء ابن زوجته بالطفل وضربوه حتى الموت، فأحست الزوجة بالندم لزواجها من شاب مسلم، وقالت له فى لحظة غضب "لولا ان ابنى حمل اسمك ما قتل"، وقالت له أيضاً: "قل للعالم كله إنك لست إرهابياً".
ولأنه يحبها، ولأن قدراته العقلية محدودة فقد فهم كلامها بشكل مباشر، وقرر أن يطارد الرئيس بوش الابن فى كل مكان يذهب إليه ليبلغه رسالة واحدة يقول فيها: "اسمى خان.. وأنا لست إرهابيا".
يتنقل من ولاية إلى أخرى، ويرتزق من إصلاح السيارات وهى المهنة التى تعلمها من والده، ويتم القبض عليه واعتقاله.
يواجه فى رحلته تطرف الأمريكيين والمهاجرين المسلمين على حدٍ سواء، ويتعرف على أسرة مسيحية ويساهم فى إنقاذها من الإعصار المدمر.
تنتهى مدة بوش الابن دون أن يقابله، وفى المشاهد الأخيرة ينجح فى إبلاغ رسالته للرئيس الجديد "باراك أوباما"، وتعود إليه زوجته بعد أن أنجز ما وعدها به.
ربما يمكن اختزال الكثير من التفريعات والإضافات، وربما يكون الفيلم متفائلاً أكثر من اللازم بأن رسالة التسامح وقبول الآخر والدفاع عن القادمين من الشرق التى لم تصل إلى "بوش الابن" سيتفَّهمها "أوباما"، ولكن الفيلم يتضمن مواقف إنسانية رائعة وذكية وتمس المشاهد فى أى مكان وزمان.
كما حمل الفيلم على كتفيه ممثلاً رائعاً ومتمكناً "شاه روخ خان" الذى قدم الأداء الجاد لشاب متوحد بدرجة مدهشة لا تخلو من الكوميديا، وأداؤه يذكرنا بقوة ويصمد للمقارنة مع أداء "داستين هوفمان" فى فيلم "رجل المطر".
"اسمى خان" يقدم سينما هندية بطعم أمريكي أكثر ذكاء وابتعاداً عن المبالغات "العبيطة".