سلوى: تمهلوا.. فالقرني لن يقيم دعوى ضدي!
قرأت ما كتبه الدكتور عبدالرحمن العشماوي في زاويته دفق قلم بتاريخ الاثنين 14 شعبان 1428 والعدد 12751 بعنوان (هكذا هزموا اليأس) الذي من خلاله تحدث عن كتابي المتواضع. وكم أسعدني أن يطرز هذه الحروف الثمينة الدكتور العشماوي - حفظه الله -.
كلمات كان لها وقع الغيث حين يغشى الأرض العطشى، أنا لا أكتب هذا المقال لأقدم دعاية مجانية لكتابي وإنما أكتبه لأهمس في أذن كل إنسان يلقي الأحجار في طريق الآخرين ويحارب نجاحهم أن تمهل والتقط أنفاسك فيوماً ما الحجر الذي رميته سيرتد إليك!
إلى هؤلاء الذين احتفوا بكتابي على طريقتهم الخاصة فقالوا إنه نسخة مقلدة من كتاب الشيخ عايض القرني (لا تحزن)!!! وقالوا إنني اقتبسته من كتابه تماماً!
إلى الذين قالوا: بإن الشيخ عائض القرني سيرفع دعوى قضائية بحق مؤلفة كتاب (هكذا هزموا اليأس).
أقول لهم: أنا لن أدافع عن نفسي لأن كل إنسان لبيب يعرف أن كتاب لا تحزن يدور حول مفهوم الحزن وكيفية طرده من النفس المؤمنة من خلال نصوص الكتاب والسنة وقول السلف وأقوال الحكماء والأشعار وما إلى ذلك مما تضمنه من جواهر الحكمة والأدب.
أما كتابي (هكذا هزموا اليأس) فهو يدور حول مفهوم اليأس وكيفية محاربته وعدم الاستسلام له أيضاً من خلال نصوص الكتاب والسنة، بالإضافة إلى أنه يرتكز على سرد تجارب للعظماء وقصص إنسانية وحكايات واقعية حارب أصحابها اليأس وانتصروا عليه، كما أنه يهتم ببناء النفس المحطمة بزرع بذور الأمل فيها..!
الدكتور عائض القرني لا نحلم بمثل عطاءه فرويدكم يا من لم تقرأوا قول النبي صلى الله عليه وسلم حين حدث أصحابه ببعض من رآهم يعذبون بالبرزخ وكان منهم رجل مستلقٍ لقفاه، وآخر قائم عليه بكلوب من حديد أي: (الحديدة المعوجة الرأس التي ينزع بها اللحم من القدر مثل الخطاف)، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه؛ وجه هذا الرجل المستلقي (فيشرشر شدقه) أي يشق طرف الفم ويقطعه (إلى قفاه) من الخلف ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثلما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب، حتى يعود ذلك الجانب كما كان، ثم يعود إليه فيفعل به مثلما فعل المرة الأولى فلما سأل النبي عليه أفضل الصلاة والسلام عن سبب تعذيبه أخبرته الملائكة، إنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق... إلى نهاية الحديث.
وحتى فقط أبرهن لهؤلاء أن الشيخ القرني لن يقيم دعوى قضائية ضدي، وإنني لم أسرق كتابه وحاشا لله أن أفعل، وليعلموا أيضاً أنه ما من أحد نصبهم محامين في قضية خاسرة...!!
فقد أرسل إلي الشيخ خطاب شكر بعد أن أهديته نسخة من كتابي وهو وسام أعلقه بكل فخر على صدري، كيف لا وهو من شيخ فاضل نتعلم منه!
وفقنا الله وإياكم إلى صالح القول والعمل.
سلوى العضيدان- محافظة الغاط