هذه مقالة كتبتها في موقعي، ونقلتها هنا للنقاش، وهي إضافة مهمة إلى مقالة سابقة كتبتها في المنتدى بعنوان: المواقع الرسمية واجهات جميلة ومحتويات فقيرة.
من الغريب حقاً أن نرى الكثير من أصحاب المؤسسات الخاصة ومدراء المؤسسات العامة لا يدركون أهمية وفائدة المواقع، والبعض منهم قام بإنشاء موقع فقط لكي يقولوا فلان قام بإنشاء موقع، أو المؤسسة الفلانية لديها موقع، لكن ما فائدة هذا الموقع؟ الكثير من مواقع المؤسسات العربية تحتاج إلى إعادة نظر شاملة، فهي مجرد واجهات جميلة تغطي فقر المحتويات، لذلك أكتب هذه المقالة لأبين فوائد المواقع للمؤسسات.
أكبر وأهم فائدة للمواقع هي التواصل مع الزبائن أو الجمهور، فمن خلال الموقع يمكن للمؤسسة أن تعرف آراء جمهورها حول الخدمات والمنتجات التي تقدمها، وتتلقى آرائهم ومقترحاتهم وانتقاداتهم وتناقشهم، ويمكن للمؤسسة أن تنشأ مجتمعاً إلكترونياً يدور حول خدماتها ومنتجاتها، فمن خلال القائمة البريدية تستطيع إرسال آخر الأخبار عن منتجاتها وتجيب عن بعض استفسارات زبائنها وتقدم لهم معلومات وفوائد عديدة، ومن خلال البريد الإلكتروني يكون هناك تواصل مباشر بين الزبون والمسؤول في المؤسسة، وعلى المؤسسة أن توفر أكبر قدر ممكن من وسائل الاتصال، فلا يجب أن تخلو صفحة من عنوان بريدي للمراسلة، ويجب أن تكون هناك صفحة خاصة للاتصال توضع فيها أرقام هواتف المؤسسة وإن أمكن خريطة تبين موقع المؤسسة، وأسماء المسؤولين ومسؤولية كل شخص منهم.
ومن خلال الموقع يمكن للمؤسسة أن تجرب خدمة أو منتجاً جديداً على مجموعة مختارة من الزبائن دون الحاجة إلى تكاليف عالية، فتستمع إلى آرائهم وانتقاداتهم، وتعرف مدى نجاح السلعة الجديدة، فتقرر تسويق هذه السلعة على عامة الجماهير أو إلغاءها، وفي كلا الحالتين ستستفيد من تواصلها مع الزبائن وستوفر على نفسها تكاليف كثيرة قد تتكبدها نتيجة لفشل السلعة أو لعيب كان يمكن تفاديه لو تواصلت مع الزبائن.
الإعلان من خلال الموقع يقلص أيضاً تكاليف كثيرة، فالموقع كله يمكن أن يكون بمثابة إعلان عن المؤسسة، إلا أن تكلفته تقل بكل تأكيد عن كل وسيلة إعلانية تقليدية كالتلفاز والصحف والإذاعات، ومن خلال الموقع يمكن الوصول إلى زبائن كثر لا يمكن الوصول لهم من خلال وسائل الإعلان التقليدية، فالموقع يساعد على وصول اسم المؤسسة إلى كافة أنحاء العالم.
وتستطيع المؤسسة أن تقدم خدمات كثيرة لزبائنها، فتقدم لهم عروض تخفيضات على منتجاتها، وتجيب على أسئلتهم، وتضع هذه الأسئلة وإجاباتها في موقعها لكي يرجع لها باقي الزبائن، وتكتب لهم مقالات حول كيفية الاستفادة من منتجاتها وخدماتها وكيف استفاد بعض زبائنها من هذه السلع، والمؤسسات الحكومية تستطيع أن تتيح للجمهور إنجاز المعاملات مباشرة من خلال الموقع وهذا يقلص الكثير من التكاليف والوقت اللازم لإنجاز المعاملة بالأسلوب التقليدي وأيضاً يحرر المؤسسة وجمهورها من الروتين والإجراءات الطويلة، وتذكر أن هذه الخدمات تبقى في الموقع 24 ساعة وطول أيام الأسبوع، فهي لا تعترف بساعات دوام معين ولا بأيام الإجازة، وهذه لوحدها ميزة عظيمة.
هذه كلها فوائد للمؤسسات تجنيها من خلال الموقع، وبالطبع يختلف أسلوب استغلال الموقع في المؤسسات الحكومية عنه في المؤسسات الخاصة، فالأهداف العامة للموقع لدى المؤسسات الحكومية يجب أن يكون تقليل التكاليف، إلغاء الإجراءات الروتينية والتعامل مع الجمهور بمرونة وسرعة أكبر، والتواصل بشكل فعال معهم عن طريق الموقع، أما المؤسسات الخاصة فأهدافها تختلف قليلاً، فهي يجب أن تحرص على تكوين صورة إيجابية لها من خلال الموقع، تتواصل بشكل فعال مع الزبائن وتقدم خدماتها لهم من خلال الموقع وهذا يقلل التكاليف، الوصول إلى أسواق وزبائن جدد لا يمكن الوصول لهم من خلال الوسائل التقليدية، وغيرها من الأهداف.
الاستفادة من المواقع لا يحدها شيء سوى العقول التي تقوم على الموقع، هناك مجال واسع لإبداع أفكار جديدة لاستغلال الموقع والاستفادة منه، لذلك يجب على مدراء المؤسسات أن يعوا جيداً أن المواقع ليست مجرد واجهات جميلة، عليهم أن يدركوا أن المواقع وسيلة رائعة لتحقيق الكثير من الأهداف، وعليهم أن يربطوا بين كافة أقسام وموظفي المؤسسة وبين الموقع، فكل موظف وكل قسم يستطيع أن يقدم فائدة للموقع وبالتالي للزبائن والجمهور، لكن هذا الفكر من الصعب أن يحمله شخص يجهل التقنيات الحديثة، لذى يجب أن تثقفوا أنفسكم جيداً.