يالها من سعادة .. قالت لنفسها .. كانت سماعة التلفون بيدها بينما
الساعة كانت تشير الى الخامسة صباحا .. وقد انتهت لتوها من مكالمة فؤاد
حبيبها ..
اغلقت الهاتف .. وفي نفس اللحظة يخرج ابوها من حجرته ليراها جالسة في
الصالة ..
ردد الأب في طيبة .. بارك الله فيك يامريم .. قايمة حق الصلاة ..
جان قعدتي اخواتج بعد ..تنحنت مريم .. وقالت انشالله يايبه ..
وفي خطوات سريعة اشبه بالهرولة ذهبت مريم الى غرفتها والقت برأسها على الوسادة
ونامت ..
كانت مريم تحلم بالسعادة ..وبالرجل الذي يحميها ويسمعها .
لقد ضجرت من هذه الحياة الرتيبة ..
بيت متواضع فيه ثلاث بنات .. لم يكن يهمها تواضع مستواهم .. فما كانت
تنشده هو الراحة والأمان ..
لكن شيئا في نفسها كان يخيفها .. فعلا تحس بالامان عندما تكلم فؤاد ..
ولكن بمجرد وضع سماعة الهاتف فإن هذا الشعور يتلاشى ..
كان القلق باديا عليها وهي تحاور وسادتها الوحيدة .. هل هي سعادة زائفة ؟
كانت في كل ليلة تتكرر تلك المكالمات .. وتتكرر الكلمات .. لقد كانت حبوب مسكنة فقط ..
وعندما طرق الباب الرجل المنتظر كان هذا ماتحلم به مريم ..
عاشت يومها في حلم .... وفي الليل خيل اليها ان الموعد جاء وان التلفون
يرن
تكلمت وقالت .. النمرة غلط .. لاتتصل مرة ثانية .. ابدا انها لن تحتاج
الى حبوب مؤقته فذلك اصبح من الماضي ..
------------------
ان تضئ شمعة خير لك من أن تلعن الظلام
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة بويوسف يوم 16-04-2000]