قالت : انتظرت طويلا !
قلبي يتقطع والكلام يقف عاجزا امام جفاف حلقي فأجاوبها بسلسلة من الصمت
قالت : تعبت .. !
بكى قلبي .. قلت لها لاتيأسي واصبري ..
اقف ذاهلا اما صبرها وقوتها الى الآن .. لكن لاغير اصبري تجفف دموع قلبي وربما قلبها ..
قالت : الى متى ..
وكأنها تربعت داخلي ورأت كلماتي خالية من اي معنى .. كلمات خارج الزمن ..
قالت مرة اخرى : الى متي ..
اصبحت اغرق في صمتي فلا اعرف جواب .. سكت ثم .. واصلت السكوت ..
كنت اعلم بالسراب .. اعلم انه راحل ومع ذلك لم اخبرها .. تراها تعلم ..
ام انها تنتظره ..
فهل يحي السراب عطشان في الصحراء .. نعم لايرويه لكنه قد يزيد من قدرته على الحياة ..
على مواصلة السير في طريق مجدب ومقفر ..
هذا السراب يمده بالحياة من غياهب مجهولة الى ربما لانهاية .. لكن السراب لن يستمر وسيختفي يوما ..
قلت في نفسي .. يجب ان اختفي انا ايضا مع السراب فكيف لي بعد ذلك ان اواجه اسألتها ..
قالت : وهل ستتركني انت ايضا ؟
ايقنت انها متغلغلة في اعماقي .. امسكت يدها ... سرت حرارة الحياة اليها ..
ابتسمت لها .. رأيت ابتسامة شاحبة منها .. مشينا ومشينا .. والسراب
امامنا يختفي يوما بعد يوم ..
------------------
ان تضئ شمعة خير لك من أن تلعن الظلام
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة بويوسف يوم 07-05-2000]