........... همسة في اذن مسافر .............
.
الحمدلله حق حمده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده…….. وبعد
فها هو الصيف قد اقبل بحرارته الافحة ورياحه المغبرة وهاهي جموع المسافرين الهائلة تزدحم في المطار هربا من هذا الضيف الثقيل , واننا لنستغل هذه الفرصة لنهمس في آذان اخواننا المسافرين بهذه الكلمات الصادقة التي لم يكن الباعث عليها الا حبهم والحرص على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم ..
اخي المســـــافر :
لقد حبا الله بلاد المسلمين بمصايف خلابة تملأ رحابها الخضرة والجداول المترقرقة والنسمات المنعشة مع السلامة في الدين والدنيا ، ومع هذا يصر كثير من المسافرين على الذهاب الى بلاد الكفار والاقامة فيها دونما ضرورة تدعوا لذلك مثل علاج وطلب علم دنيوي يفتقر اليه المسلمون ، وفي هذا اعظم الضرر على المسلم فهو يشاهد معالم الكفر ظاهرة مع شيوع المنكرات والفواحش علانية ، والرضا بالاقامة في مثل هذه البلاد من اعظم انواع الركون الى الظلمة ، وقد قال تعالى ( ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار ) كما ان في مخالطة الكفار والانبساط اليهم في الاحاديث ومجالستهم والسكوت على كفرهم دليلا على موادتهم ، وقد قال تعالى ( لا تجد قوما يمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم ) وعلاوة على ذلك فسبل الفساد والرذيلة متاحة في تلك البلاد ، بل وتحظي بحماية القانون !! وهذا ما يغري ضعاف النفوس من المسلمين – وحاصة الشباب – بالانغماس في هذه الرذائل والمحرمات لا سيما مع ضعف الوازع الديني وغياب الرقابة الاسرية الحازمة .
اخي المســـــافر :
بينما بيوت الآلاف من المسلمين في افريقيا جوعا ، وبينما يتعرض كثير من اخوانهم في شتى بقاع المعمورة لأعنف صنوف الارهاب والتنكيل بسبب دينهم – وما احداث ( الشيشان ) عنا ببعيد – نقول في ظل هذه الظروف الماساوية يبعثر كثير من المسافرين الاموال الطائلة في ديار الكفار – فقد قدر احد خبراء السياحة الاموال التي ينفقها السياح في احد الدول الخليجية في سفراتهم في عام واحد بنحو بليوني دولار !! انه لمن المؤسف حقا ان يرمي بعض السفهاء تحت اقدام الراقصات كمية من الدولارات تكفي لكسوة عشر فتيات مسلمات يعانين من شظف العيش وقسوة الفقر ، بينما يضيع اخلرون على موائد القمار اموالا طائلة تكفي لتجهيز عشرات الموائد التي يحلم بها ملايين الجوعى في افريفيا وغيرها …فوا اسفاه !!
اخي المســــــافر :
لتتذكر قول الفاروق عمر : إخشوشنوا ، فإن النعم لاتدوم ، ولنتذكر اننا مهما حاولنا ان نفر من شمس الصيف المحرقة فانها –لامحالة – ستدركنا في يوم تشيب فيه الغلمان ، حين تكون على بعد ميل من الرؤؤس ، والعرق قد الجم الافواه ، حينذاك لن تستطيع خطوط الطيران العالمية جمعاء ان تنقذنا منها ، والناجي يومئذ من كان في ظل الرحمن بعمله الصالح يوم لا ظل الاظله .
ان النفس محاحة واياك ان تطلق لها العنان في كل ما تشتهي فانها توردك المهالك :
والنفس كالطفل ان ترضعه شب على ………… حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
وخالف النفس والشيطان واعصهما …………. وان هما محضاك النصح فاتهم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد…………. وينكر الفم طعم الماء من سقم
واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة فلاح يوم 24-06-2000]