بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين ... إمام المتقين ... وعلى آله وصحبه أجمعين ....
في الآونة الأخيرة كثرت في سوالف تحديداً قضية الشتائم وقلة الأدب بين الأعضاء في كثير من الأحايين ...
ومن المعلوم أن من غُلب في الحجة لجأ إلى الصخب والسبِّ والشتم إذ أنَّه ضعيفٌ في منطق الرجولة وأسلوب الحوار وليس لديه حجَّةٌ أو علمٌ أو دراية بالموضوع الذي يدخله ...
فتراه مغلوباً في كل حوار ويشبه في ذلك النساء اللواتي جعل الله عاطفتهنَّ تغلب على عقولهنَّ فلا يتكلم بعقل ولا حجَّةٍ بل يجعله التعصُّب الأعمى لفكرته أو للشخص الذي وُضع تحت الدراسة يشتم كلَّ من خالفه ....
وهذا أول ماتراه اعلم أنَّه لايبغي الحقَّ ولا يطلبه ...
بل يريد إظهار ذاته أو جعل كل النَّاس يتبنُّون فكره وهذا مخالف حتى لشريعة الإسلام إذ ((لاإكراه في الدِّين قد تبيَّن الرشد من الغي ))
وهذا دليل شرعي على أنَّه لايجوز لأحد إجبار الناس على تبنِّي فكرٍ معيَّنٍ ((أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين))
ولكن موضوع الجزية وغيرها لايخالف حريَّة اعتناق الدين مع أن الله تعالى ذكر بآيات صريحة أنه لايقبل من الناس بعد أن جاء الإسلام اعتناق غيره من دين ((إنَّ الدين عند الله الإسلام ...))
((ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ))
وعن نفسي أقول دخلت حوارات في موضوع الجهاد وغيره هنا في سوالف وكان الحوار يبدأ بالنقاش العلمي الشرعي والأدلة مما جعلني أنجذب لأعطي ماأعلمه وأناقشه مع الآخرين ولكن !!!
رأيت فيما بعد أن بعض الرويبضات والأقزام قد تطاولوا فأفسدوا المواضيع بقلَّة أدبٍ تنمُّ على ضعف إيمان وعلى عدم خشية من الله تعالى فهم لايرجون لله وقاراً لأنَّهم نسوا أن النت وإن لم يخضع لرقابات البشر أنَّه خاضع لمراقبة الله تعالى ((مايلفظ من قولٍ إلاَّ لديه رقيبٌ عتيد))
أقول بملئ الفم لله الحمد رأيت كثيرين جداً من أعضاء سوالف يحبونني ويحترمونني ولله الحمد وأسأل الله أن تكون انعكاساً لمحبة الله تعالى وأسأله أن يحبني ومحبته هي الكنز الحقيقي ....
أشهد الله أني لم أدخل حوارات إلا لنصرة الله ورسوله ودين الله ....
كثيرون أضافوني المسنجر من سوالف ويقولون يا أبو الجود شتموك يا أبو الجود كذا ...
رد عليهم ...
مع أني أقول دائماً:
لساني صارمٌ لاعيب فيه ******** وبحري لاتكدِّره الدلاء
ولو شئت رددت ولكن
يطالعني السفيه بكلِّ قبحٍ ****** فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهةً فأزيد حلمــــاً ****** كعود زاده الإحراق طيباً
ووالله ماضرَّني كلامهم بشيء ولكن نفعني في الآخرة فمن يشتمني يحبني جداً لأنه يؤثرني على نفسه بالحسنات فيأخذ من حسناته ويهديها إليَّ ويحمل عنِّي من سيئاتي التي أثقلت كاهلي ...
وبالعموم أورد ماقاله عليه الصلاة والسلام (أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربض الجنَّة لمن ترك المرء وهو محق)
والمراء هو الجدال الذي لاطائل منه لا لإحقاق حق وإبطال باطل بل فقط لإظهار الذات أو محاولة التغلب على الآخر بالحجة دون طلب الحق ....
وأتذكر قصة أبي بكر حين جائه رجل يشتمه ويخطؤ عليه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم لأبي بكر فلمَّا همَّ أبو بكر بالدفاع عن نفسه بالحق تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشى ...
ومن حقي شرعاً أن أردَّ على من شتمني بنفس كلمته العوراء قال تعالى ((فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم))
ولكن أترفع عن هذا لأنني لو فعات هبطت إلى مستواه الدنيء ...
وهذا بمثابة شرح مفصل مختصر لموقفي ممَّن شتمني وأخطأ علي والله أعلم ...
أبو الجود