أخوتي
في هذا الزمن أعرض كثير من المسلمين عن اليوم الآخر، والتفتوا إلى الدنيا حتى ملكت قلوبهم وعقولهم وأصبح جمع المال من أي طريق كان أكبر همهم ومبلغ علمهم، فالحلال عند بعضهم ماحلّ باليد والجيب ولو كان حراماً. والحرام عندهم ماتعذّر عليهم أخذه، وهذا يدل على عدم خشية الله تعالى في قلوبهم وإعراضهم عن دين الله تعالى، ومن هذه المكاسب المحرّمة التي تساهل بها كثير من الناس هي التعامل بالربا ذلك المال الحرام الذي من أكله مستحلاًّ له فهو كافر والعياذ بالله، لأن تحريم الربا معلوم من الدين بالضرورة قال تعالى: { وأحلّ الله البيع وحرّم الربا} ولم يعلن الله تعالى ورسوله الحرب على من يفعل معصية كما أعلنها على آكل الربا، قال تعالى { فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله} وقال تعالى في حق من تبين له حكم الربا ثم عاد إلى العمل به: {ومن عاد فأوُلئك أصحاب النار هم فيها خالدون}
وقد قال: {الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه}.
فهل شئ أقبح من هذا، وهل بعد هذا الزجر من زجر لأولي الإيمان والبصائر، بل لقد فاق الربا في قبحه وحرمته أنواع الزنا كلّها.
قال: درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ستّة وثلاثين زنية في الإسلام} أخرجه الإمام أحمد بسند صحيح. فإذا كان هذا في درهم واحد فكيف بمن يأكلون الألوف بل الملايين؟؟!.
والربا هو كسب خبيث محرّم، وسحت لاخير فيه،ولابركة منه، بل يجلب الضرر والنقيصة في الدين والدنيا والحاضر والمستقبل على كل من شارك فيه وأعان عليه ورضيه بأي وجه من وجوه المشاركة.
ومن أضرار الربا:
==============
1ـ عدم قبول الصدقة من آكل الربا لأن كسبه خبيث قال تعالى : {ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون} وقال: {إن الله طيّب لايقبل إلاّ طيّباً}.
2ـ رد الدعاء قال: {أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة}.
3ـ نزع البركة من العمر ومن الكسب قال تعالى : {يمحق الله الربا ويربي الصدقات}.
4ـ أكل الربا سبب للحرب من الله ورسوله قال تعالى: {فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله}.
5ـ أكل الربا موجب للعن من الله ورسوله واللعن هو الطرد والإبعاد من مظان الرحمة، كما روى ذلك جابر رضي الله عنه فقال: {لعن رسول الله آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء}.
6ـ أكل الربا من أسباب سوء الخاتمة.
7ـ قال تعالى : { الذين يأكلون الربا لايقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}.
8ـ من مات وهو يتعامل بالربا فإنه متوعّد بالنار لقوله تعالى : {ومن عاد فأُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}.
والآن أخوتي بعد أن عرفتم حقيقة الربا الذي هو تطبيق قبيح لربا الجاهلية الأولى وتبين لكم حكمه وبعض أضراره وأخطاره على المرء نفسه في دينه ودنياه وآخرته وعلى المجتمع من كل جهة عاجلاً وآجلاً، فماذا أنتم فاعلون بعد ذلك في أموالكم؟؟ هل ستأكلون بها الحرام وتستثمرونها في الأعمال الربوية؟؟ أم تنقذون أنفسكم من النار ومحاربة الله ورسوله وتكونوا ممن يتّقي الله ويخافه ويتجنّب الربا بكل صوره؟؟
وتذكّرو دائماً قوله تعالى: {ومن يتّقي الله يجعل له مخرجاً} وقول الرسول {من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه}.
ويزاكم الله كل الخير.
ودوم........
------------------
رب أخ لك لم تلده أمك