بالإسلام أعزكم الله
لو جُمع لي العرب في صعيد واحد واستطعت أن أوجه إليهم خطاباً تسمعه آذانهم ، وتعيه قلوبهم لقلت لهم : أيها السادة ! إن الإسلام الذي جاء به سيدنا محمد العربي صلى الله عليه وسلم هو منبع حياتكم ، ومن أفُقه طلع صبحكم الصادق ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو مصدر شرفـكم وسبب ذكركم ، وكل خير جائكم - بل كل خير جاء العالم - فإنما هو عن طريقه وعلى يديه ، أبى الله أن تتشرفوا إلا بانتسابكم إليه وتمسككم بأذياله ولا تبديل لكلمات الله ، إن العالم العربي بحر بلا ماء كبحر العروض حتى يتخذ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إماماً وقائداً لحياته وجهاده ، وينهض برسالة الإسلام كما نهض في العهد الأول ، ويخلص العالم المظلوم من براثن مجانين أوربا - (الذين يأبون إلا أن يقبروا المدينه ويقضوا على ألانسانية القضاء الأخير بأنانيتهم واستكبارهم وجهلهم )) - ويوجه العالم من الانهيار إلى الازدهار ، ومن الخراب والدمار والفوضى والاضطراب ، الى التقدم والانتظام ، والأمن والسلام ، ومن الكفر والطغيان إلى الطاعه والإيمان ، وإنه حق على العالم العربي سوف يسأل عنه عند ربه فلينظر بماذا يجيب ؟!
لعشرين خلون من ربيع الأول سنة 1370 هـ أبو الحسن علي الحسني الندوي
كتبه بمكة المعظمة
من وصايا أساطين الدين والأدب والسياسة للشبان ص :251
جمع وإعداد عبدالله المزروع ، ط دارالمنارة جدة
مؤلفات الإمام الندوي باللغة العربية - طبعه على الشبكة العنكبوتية ابو حمد