جعل الله تعالى قيام الساعة ووقتها مجهولا عن البشرية كلها لحكمة عظيمة،لو تدبرها الانسان لتغير حاله وتبدل مقامه من المعصيه الى الطاعه ومن الشر الى الخير ، ومن السخط الى الرضا ، ومن الظلمات الى النور ، فان وقوع الساعه غيب والأمر العظيم الذي يؤمن الانسان بوقوعه،ولكن لا يدرى متى يفوجؤه، ويحل بساعته،ويجعل الانسان مترقبا قلقا باستمرار وذلك يدفعه الى الاستعداد لهول المفاجئه.
يقول الاستاذ سيد قطب-رحمه الله-:
"المجهول عنصر اساسي في حياة الانسان وفي تكوينهم النفسي ،فلابد من مجهول في حياتهم يتطلعون اليه،ولوكان كل شيء مكشوفا لهم وهم بهذه الفطرة-لوقف نشاطهم-وأسنت حياتهم،فوراء المجهول يجدون،فيحذرون،ويأملون،ويجربون،ويتعلمون،ويكشفون المخبوء من طاقاتهم وطاقات الكون من حولهم،وتعليق قلوبهم ومشاعرهم بالساعه المجهوله الموعد يحفضهم من الشرود،فهم لا يدرون متى تأتي الساعه،فهم من موعدها على استعداد دائم،ذلك لمن صحت فطرته واستقام ،فأما من فسدت فطرته واتبع هواه فيغفل ويجهل ، فيسقط ومصيره الى الردى".
من كتاب:اليوم الآخر في ظلال القرآن