أولاً أرجو أن لاتقيس على عماد لأنه بالفعل كأهل الكهف منفي في بلد بعيد لايستطيع في أي حال التعاون مع مجموع عمل عربية على أرض الواقع ، فيما أنتم يامن تعيشون في بلادكم فلديكم إمكانيات كبيرة لاستثمار : كثرة العدد + كثرة الاختصاصات + كثرة مستوى البطالة ( مع الأسف ) + تقنية الانترنت ، للخروج بابتكارات عجيبة جداً جداً خصوصاً و أن ما يحتاجه المستخدم العربي لايعرفه و لن يستطيع بلوغ المستوى الأمثل فيه إلا العربي حصراً .المشاركة الأصلية كتبت بواسطة k8ncom
و كما نلاحظ مثلاً فإن مايكروسوفت لم تحقق نجاحها منقطع النظير في البلاد العربية إلا حين استعانت بفريق عمل عربي لتعريب ويندوز 3.11 و لولا هذه الخطة الذكية جداً لربما جاء طرف ثالث لمنافسة مايكروسوفت في البلاد العربية خلال السنوات الماضية .
إذن هذا توكيد عملي على أن العربي هو الأقدر على تلبية احتياجات المستخدم العربي بنسبة كبيرة من الأجنبي أو المستشرق الذي قد لايرى الواقع كما هو هنا .
اكتفت مايكروسوفت بابتكار خاصية قلب اتجاه واجهة ويندوز من اليمين إلى اليسار ثم تركت باقي الأمور لفريق عمل عربي .
إذن هذه نتيجة رقم 1 : العربي هو الأقدر من كل النواحي لتقديم أعمال تتناسب مع طبيعة المستخدم العربي .
و ننتقل الآن للخطأ الشائع و يتلخص بمثل معروف و مشهور باللهجة المصرية : خيّم على شمعتك تقيد و ربما يلتقي هذا المثل مع حديث منسوب للرسول عليه الصلاة والسلام : استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان .
و في الواقع فهذا القول المأثور أو المثل الشائع ليس خاطئاً بل صحيحاً 100% ، إلا أن تطبيقه بالشكل الخاطئ يؤدي بالكثيرين إلى التقوقع و الانطواء على الذات بحيث لايريد أن يكشف أمام أحد أي مسألة يفكر فيها أو يسعى إلى تطبيقها و ربما يجد نفسه أخيراً عاجزاً عن المسير إلى الأمام فيهملها فيخسر مرتين :
الأولى : أنه أضاع الفكرة أو الابتكار ، لأنه بقي وحيداً حبيس أفكاره و مستوى علمه المحدود ولم يحاول الاستفادة من أفكار الغير التي ربما تعطيه سماداً مناسباً هو أحوج ما يكون إليه لتكبر الفكرة و تنمو بسرعة مناسبة .
ثانياً : أضاع وقتا و جهداً كبيرين دون فائدة في حين كان يمكن توفيرهما لو أنه استعان بمجموعة من الأصدقاء الثقات .
و الأمثلة على ذلك كثيرة .
إذن النتيجة رقم 2 تقول : لا تنغلق على نفسك و لايدفعك الحذر الشديد إلى تحطيم أعمالك و أفكارك التي تدور في رأسك بل حاول إيجاد شركاء تثق فيهم ليعملوا معك سواء في تنمية الفكرة أو تطبيقها .
و يأتي بعد ذلك مشكلة النضوج المتأخر لدى الكثيرين ، و هذه المشكلة تبلورت تماماً في الإنترنت العربي بشكل خاص .
فكثيراً ما تجد شخصين أو 3 أو 4 يجلسون و يتباحثون فيما بينهم على تكوين فكرة موقع جديد أو عمل جديد في الإنترنت ، ثم ينفض الاجتماع ليبدأ لسان حال كل منهم يقول : ماحاجتي لفلان و لفلان و زيد و عبيد ؟؟
أنا بمبلغ بسيط جداً أشتري دومين و اقوم بتركيب سكريبت كذا و كذا و أصبح صاحب الموقع أو صاحب هذه الفكرة و أبقى دونما شريك مرتاح لا ينغص عليّ عملي أحد .
و بعد الاجتماع الأول أو الثاني كأقصى حد ، ماذا سنرى ؟؟
سنرى أن الأربعة ( الذي اجتمعوا سابقاً ) افتتح كل منهم موقعاً خاصاً به و صار أول عدو أو خصم أو منافس له هو الثلاثة الذين اجتمع بهم سابقاً.
مما يؤدي إلى انهيار أي فكرة منذ لحظة تكوينها ..
و بذلك نرى أن سهولة النشر في الإنترنت تغري شريحة كبيرة من المستخدمين إلى الإسراع في التطبيق ، و هذه السرعة أو التسرّع يودي بهم إلى نسيان الغاية الأساسية .
فليس إنشاء موقع أو نشره هو الغاية، بل هو الوسيلة للوصول إلى غاية معينة و محددة لاتتحقق إلا بالتعاون بين الأربعة هؤلاء .
و هذا يظهر بجلاء في أي فكرة يتم طرحها في المنتديات بحيث أسهل أمر يكتبه أول المتحمسين : أنا مستعد لتقديم مساحة و دومين لهذ الفكرة . و هو يظن نفسه أنه قدمّ كل شيء و النجاح مضمون.
و لو نظرنا الآن في الإنترنت العالمي ( أو ) العربي بشكل خاص لنرى أي المواقع الناجحة تماماً ؟
هل هي ياترى التي تعتمد الجهد الفردي فقط ؟
أم التي تعتمد الجهد الجماعي ؟؟
وسنرى الجواب بالتأكيد أنه مامن موقع ( أو فكرة ) يحقق نجاحاً إلا إذا كان جهداً جماعياً خالصاً .
( و لاننسى أنه لكل قاعدة شواذ في ظروف معينة ) .
إذن النتيجة الثالثة تقول : احرص على تكوين فريق عمل كامل لتطبيق أي فكرة تريد لها الاستمرار و النمو باضطراد نحو النجاح .
أخيراً أرى أن تقديم أفكارك يكون إلى مَن تثق .المشاركة الأصلية كتبت بواسطة k8ncom
و ابدأ بأخيك أو والدك أو والدتك و حتى أخواتك ، أو معلمك في الثانوية أو المعهد أو الجامعة ، ثم تتسع الدائرة شيئاً فشيئاً ، لتجمع حولك أولئك الذين تجد لديهم نفس الاهتمام و تثق فيهم ، و بعدها سترى أن المركب ستسير بنور الله طالما كانت الفكرة سليمة و ممكنة و لم تبخل عليها من الحماس و الجهد و الإصرار على النجاح ببلوغ الهدف المنشود .
و السلام عليكم
عماد الدين