في حديث لم يغب عن الذاكرة………إلا بمقدار تجاهلي……..وجدت ترنيمة لاهوت يدعو إلى الكفر………شئت بها النسيان وماشاء الله يكون…..وكلما ضعف إيماني تذكرتها……..كره طفلٍ لصوت الرعد…….تقرأه عرّافة من بغداد……….أزعم أني كنت طفلا بما احتويته من وبل البراءة……….وبسيلٍ جارفٍ تدفعه الجرأة…….سألتها : (حجيّة وش راح يصير لي بالمستقبل…..!!؟؟ )……..أخذت يدي وتلمّستها وأخذت أنا أرقب وجهها بكل مايحتويه من تجاعيد وأخضر نقش……….ولم تزل هي تمسك بيدي حتى رأيت ملامحها قد تغيّرت……….أفزعتني رغم جرأتي………..وأزالت بكارة براءتي ……….وأخذت أردد من خوفي (قل هو الله أحد,الله الصمد ,لم يلد ولم يولد,ولم يكن له كفؤا أحد) ………فنهرتني وأمرتني بعدم القراءة……….تسمّرت عيناي ………وازداد نبضي………وبحثت عن من ينقذني منها………..فلم أجد إلا ذلك الأب الذي ضاقت به الحلول فلجأ للسحر……….ثم تاب وإلى ربه أناب……….فلم أزل في وسط الذهول ……….حتى قالت……وقالت……وقالت………وفهمت ماتقول………وأصبح ذلك الموقف وتلك الكلمات شيء تختزنه الذاكرة……….وتضيق به حتى تكاد تلفظه بكوابيس ليل……..وأضغاث أحلام……….وتمر بي السنين والسنين…….ولكني مازلت أذكر كل كلمةٍ من كلماتها……….أتذكرها بقسوتها……….بسوادها………بتشاؤمها.
قالت:لك طريق ستسلكه مرغما ……..وعندما تريد أن تنهيه فهو حتفك……!!
الآن أقول في ضعفي: (كذب المنجمون ولو صدقوا) ولكن ماذا لو أنهم صدقوا…….!!؟؟
وفي قرارة نفسي أقول:ليتني لم أذهب,ليتني لم أسمعها.
ولكني موقن بأنه لايعلم الغيب إلا الله سبحانه,ولكني أرى نفسي في ذلك الطريق.
فإن صدقت....فرحمة الله واسعه....وإن لم....فكذب المنجمون...والله المستعان على ضعفي.
دعواتكم