هل مثلث برمودا البحري هو موقع عرش إبليس ؟ هل هو فعلا مثلث الشيطان ؟ قد لا نتمكن من الإجابة على هذا السؤال قبل أن نقرأ مايلي :
تقع منطقة برمودا في منطقة البحر الكاريبي غرب المحيط الأطلسي وتتكون من حوالي 300 جزيرة ، وتبلغ مساحتها 490كم2 ، والمأهول منها فقط 30 جزيرة وعاصمتها هاملتون . وقد أسميت برمودا بالمثلث لأن جزرها تتشكل من ثلاثة أضلاع من أقصى جنوب فلوريدا الأمريكية غربا إلى جزيرة بورتريكو ومن تلك الجزيرة شرقا إلى جزر برمودا .
وقد استوطنها البشر في العام 1609 إثر تحطم باخرة بريطانية على مقربة من سواحلها ، مما حدا بركابها وطاقمها إلى استيطان تلك الجزر بعد أن فقدوا سبل العودة إلى أوطانهم .
وتعتبر منطقة برمودا البحرية من أكثر مناطق العالم غموضا وغرابة لكثرة مايكتنفها من ظواهر غير طبيعية وغير مألوفة، إضافة لكثرة أعداد السفن والطائرات التي اختفت في تلك المنطقة في ظروف وأجواء شديدة الغموض لم يوجد لها تفسير عميق واضح حتى الآن، عدا بعض التفسيرات العلمية المرتبطة بالدوامات المغناطيسية التي تتوالد من الحركات المتعارضة للتيارات المائية، فبعضها علوي وبعضها سفلي مما يشكل نقطة عقدية تؤثر على أجواء الملاحة البحرية والجوية فحسب.
وقد كان المكتشف كريستوفر كولومبس - الذي قام برحلة الإستكشاف الشهيرة إلى أمريكا - أول من تناول في مذكراته بعضا من المشاهد والمواقف الغريبة التي عاينها خلال رحلته في منطقة برمودا ، كحركة البوصلة التي كانت تشير إلى دلالات غريبة وغير مفهومة.
وقد أصدر المؤلف شارل برليتز Charles Berilts في عام 1962 كتابا عن مثلث برمودا، استعرض فيه ما شهده هذا المثلث خلال نصف قرن من حوادث غامضة لم يجد لها أحد من تفسير. فهناك بواخر ضخمة تختفي بركابها، وطائرات عسكرية ومدنية تتلاشى في السماء وهي تتأهب للهبوط ، دون ظهور عواصف أو تغيرات في الطبيعة، ودون العثور حتى على حطام تلك السفن أو الطائرات ؟!.
ويذكر أن العام 1973 قد شهد غرق أكثر من ستمائة يخت وباخرة صغيرة في عرض الشواطيء الأمريكية غالبيتها ضمن نطاق المثلث بالذات.
وخلال عدة سنوات تكررت الحوادث الغامضة للسفن والطائرات وفقد المئات من المسافرين والملاحين تماما دون أي أثر يشير إليهم، ولعل من تلك الحوادث، حادثة إختفاء الباخرة الإنجليزية (ماري سيلست) ، فقد تم العثور عليها فيما بعد سليمة دون أن تمس بأذى باستثناء ركابها وبحارتها الذين اختفوا، وكانت عنابر الباخرة ماتزال معبأة بالمؤونة المختلفة وخزانات المياه العذبة لازالت مليئة، كما عثر على سجل الباخرة الملاحي مفتوحا وفيه ملاحظات القبطان العادية حول الرحلة، فيما بقيت حقائب المسافرين وامتعتهم ومجوهراتهم في أماكنها لم تمتد إليها يد العبث ولم يظهر على السفينة أي أثر للتخريب أو التحطيم ، ومع ذلك وجد المحققون ورجال البوليس شيئا مهما مفقودا وهو الألة السدسية التي يستفاد منها في قياس زوايا وارتفاع الشمس وخطوط العرض والطول التي تفيد الربان.
مما سبق ما الذي يمكن أن نلاحظه .. ؟ بالنسبة لي فقد لاحظت أمورا كثيرة ، يصعب سردها في هذا المقام ، وتشير غالبيتها إلى وجود قُوى غير مرئية ، لا يمتلكها من مخلوقات الله التي نعرفها على الأرض سوى (العفريت ) من فئة الجن ، وهو شيطان جبار من جند ابليس له قدراته المميزة ولكنه لايُرى ، أما بالنسبة للتفسيرات العلمية فهي تفسيرات صحيحة بلا شك، ولكنها ظاهرية تتحدث عن الأثر ولا تتحدث عن البواعث .
ولعلي أتذكر هنا حادثة اختفاء طائرة البيشكروفت بونانزاBeechcroft Bonanza التي كانت تطير في عرض بحر الأندروز ، ثم فجأة فقدت إتصالها الإذاعي لتستعيده بعد أربع دقائق ، ليلاحظ ملاحوها أنهم يحلقون فوق ميامي !! بفائض (850) ليترا من الوقود ، وهي الكمية المفترض حرقها بين الأندروز وميامي !! هذا الإنتقال العجيب من الأندروز إلى ميامي وعبر تلك المسافة في غضون دقائق ، ألا يذكركم بجن النبي سليمان حين طلب منهم أن يُحضروا إليه عرش الملكة بلقيس من اليمن إلى فلسطين ؟ قال تعالى : ( وقال عفريت من الجن انا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ).
عن جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ان عرش إبليس على البحر ، فيبعث سراياه فيفتنون الناس …. ) . وفي مسند أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لإبن صائد : (ماترى ) ؟ قال : أرى عرشا على البحر حوله الحيات ، فقال النبي ( صدق ذلك عرش إبليس ).
تُرى .. هل مثلث برمودا البحري هو موقع عرش إبليس ؟
الله أعلم ????