عرف الإسلام الدولة الدينية ، والدولة المدنية ، ولم يعرف الدولة السياسية البحتة
ومع أن الرسول صلى الله عليه وسلم علم المسلمين كل شيء في حياتهم فإنه لم يتطرق أبدأ لبناء الدولة من بعده ـ أو كيفية تنظيم الحكم ، وهذا يدل على انتهاء مفهوم الدولة الدينية بوفاة الرسول، وترك للناس طريقة ادارة شؤونهم من بعده
الدولة الدينية تختلف عن الدولة المدنية في كثير من الجوانب منها
1- الدولة الدينية ، يختار رأسها الله ، أما الدولة المدنية يختار رأسها الشعب
2- الدولة الدينية يقف على رأسها الرسول وتنتهي بوفاته ، اما الدولة المدنية فيقف على راسها بشر عاديون
3- الدولةا لدينية تبقى يكون رئيسها متصل بالسماء ومحمي منها، بعكس المدنية ، ونرى عمر بن الخطاب واغتياله على يد أبو لؤلؤة،
4- طاعة رئيس الدولة الدينية فرض ديني، وهنالك العديد من الأأحاديث والآيات حول الأمر ، ولكن طاعة المحكوم للحاكم حسب حسب التزامه بالقوانين
5- المعارضون للدولة الدينية اما كفار أو منافقون ، ولكن المعارضون للدولة المدنية ( الرئيس ) ليسوا كفار وقد يلقون عقاب في الدنيا ولكن في الأآخرة لا عقاب لهم ان كانوا على صواب أو مبدأ ، والدليل على هذا ، أنا الصحابي سعد بن عبادة ، لم يبايع أبا بكر الصديق ، ولا عمر بن الخطاب ، واستمر طوال حياته معارضا لهم ولا يصلي بصلاتهم ، ولم يجرؤ أحد على تكفيره أو اتهامه بالفسق، ورغم علو مكانة أبو بكر لإن الاختلاف عليه من الصحابي لم يخرجه م الملة او التكفير ، وهذا يدل على جذر الدولة المدنية في هذا الأمر .
وهنالك الكثير من الفروق وهذا يدل على أن الدولة الدينية موجودة فقط بوجود الرسول ، أم الدولة المدنية بمرجعية إسلامية هي ألأساس في الدين ، وان كانت الدولة الدينية هي نوع خاص من الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية.
وهنالك الكثير من الشهود في حياة الرسول على وضع مبادئ وأسس للدولة المدنية منها مشاركة اليهود واحترام اصحاب الديانات الأخرى وعدم اجبارهم على التحول للدين الإسلامي أبدا ، بل كانوا يمارسون عاداتهم وتقاليدهم بدون اي مضايقات ، ولكن الدولة كلها ذات مرجعية إسلامية في قوانينها
__________________
بريدي :khalilme (at) hotmail.com
مطور: ASP.NET, Windows Phone , Desktop Applications