تبدو المشكلة الأساسية لدى الكثيرين منا، هو أنهم يحسبون بأن المواقع لا يتم تقييمها إلا بحسب (السكربت) ، ثم الشكل والفكرة! ناهيك عن أن الكثيرين يفتقدون للنظرة الإدارية السليمة في ادارة الأموال ويغلب الظن على الواقع!
هذه المشكلة ليست صغيرة، ولها أبعاد كثيرة وكبيرة، نراها تنعكس يومياً على مستوى مواقعنا، وعلى طريقة إدارتها. وربما تكون لهذه المشكلة علاقة سلبية مباشرة تحد من ارتفاع قيمة مواقعنا المادية، وتحد من انجاز أعمال تبشر بمستقبل جيد ومكان لائق لنا على شبكة الإنترنت، وربما للسبب نفسه، والمشكلة ذاتها، دور كبير في جعلنا ندور في حلقة ضيقة للغاية لا يوجد بها سوى منتديات، ودردشة وأدلة مواقع، نستخدم فيها جميعاً سكربتات جاهزة لا تتعدى مئات الدولارات، أو ربما نسرقها حتى!
وتستطيع أن ترى ذلك جلياً من خلال من ردود البعض الذين يعتقدون بأن مليون ريال مثلاً، من الممكن أن تجعله يعمل موقعاً عالمياً يهز الدنيا كلها! أو الذين لا يرون في موقع (معكم) سوى فكرته التقليدية، وطريقة برمجته الشبيهه لهذا الموقع أو ذاك.
ليس هذا فحسب، بل ان البعض يعتقد بأنه كان على الإتصالات السعودية أن تعمل بالعشرين مليون هذه موقعاً بنفسها، وأن هذا كان ليكلفها مبلغاً أقل حتى، نظراً لحجم ملائتها المالية والوظيفية. لقد نصّب نفسه إدارياً واستراتيجياً وأدخلها في المعمعة فوراً ، وأنه هو الذي "يعرف الكفت" دون أن تكون لديه أية معلومات حول الأمر. بل لم يخطر على باله مثلاً لماذا لم تخصص قوقل المليار و600 مليون دولار التي دفعتها في شراء (يوتوب) لتطوير موقعهم الخاص بالفيديو وهي التي بالتأكيد لا تنقصها لا الملائة المالية ولا المهارة في التطوير. أو ولم يخطر على باله لماذا ياهو اشترت flickr ولم تطور برنامجها القديم Yahoo photos
أصحاب مواقع صغيرة أو متوسطة أو حتى كبيرة، لكنهم لم يجربوا الدخول لعالم الأعمال والشركات على أوسع أبوابه، فيغلب الظن على الواقع، ويؤدي ذلك للبقاء في نفس الدائرة (الباسئة) "اللي ما تأكل عيش"
نصيحتي للجميع، هي التالي:
الذكي من ينتبه لمثل هذه العقود، فينشط ويزداد حماسة، ويفهم سوق الإنترنت العربية ويقيمّه ويعرف مكامن القوة والضعف فيه، وبالتالي يعرف من أين تؤكل الكتف، ويدري أن المنتديات والسكربتات وخدمات البرمجة والتصميم وبعض المواقع والأفكار "ما تأكل عيش" ، وأنها البداية فقط ، ليلحق على حصة من الكعكة بدلاً من أن يندب حظه أو يشتم المواقع العربية أو يحسد مكتوب أو يتهم الاتصالات السعودية!
.
.
.
حول الموقع نفسه، أعتقد أن هدف شركة الاتصالات السعودية من وراءه هو كسب تجمع يدين لها بالحب والولاءعلى الإنترنت، بعد أن فشلت في الحصول عليه خارجها. هم لا يريدون تقديم محتوى عربي متميز بقدر ما يريدون شبكة ترفيهية تقرب إليهم فئة الشباب والفتيات أكثر. هذا ما أعتقده والله أعلم، ومثل هذا الهدف، يستحق أن يدفع لأجله أكثر من 20 مليون حتى. كما لا أعتقد أن مسؤولية مكتوب تقف عند تطوير الموقع فحسب، فتطويره لمرة واحدة وتسليمه، لا يستحق هذا المبلغ بالتأكيد
لكن يبقى السؤال الذي لم أجد له على إجابة بعد: كيف تعمل مكتوب بيديها، موقعاً ينافس موقعها؟ أين مفهوم تعارض المصالح هنا، وهل كانت العشرين مليون أو جزء منها هي ضريبة هذا التضارب؟ أو أن مكتوب غير مهتمة بالمستخدم السعودي ولم تكسبه أساساً في موقعها حتى تخشى خسارته؟
للجميع التحية