أخوتي
سبحان الملك العظيم الذي من عرفه خافه، وماأمن مكره قط من عرفه.
لقد تأملت أمراً عظيماً أنه عزّ وجلّ يمهل حتى كأنه يهمل فيرى أيدي العصاة مطلقة كأنه لامانع، فإذا زاد الإنبساط ولم ترعو العقول أخذَ أخذْ جبّار،وإنما كان ذلك الإهمال ليبلو صبر الصابر، وليملي في الإمهال للظلم، فيثبت هذا على صبره، ويجزي هذا بقبيح فعله.
مع أن هنالك من الحلم في طي ذلك مالانعلمه فإذا أخذَ أخذْ عقوبة رأيت على كل غلطة تبعة.
وربما جمعت فضرب العاصي بالحجر الدامغ. وربما خفي على الناس سبب عقوبته فقيل: فلان من أهل الخير فما وجه ماجرى له؟ فيقول القدر: حدود الذنوب خفية صار استيفاؤها ظاهراً.
فسبحان من ظهر حتى لاخفاء به، واستتر حتى كأنه لايعرف، وأمهل حتى طُمع في مسامحته، وناقش حتى تحيرت العقول من مؤاخذته. ولاحول ولاقوة إلاّبالله.
من كتاب (صيد الخاطر)
ودوم......
------------------
رب أخ لك لم تلده أمك