لا بدّ انّك سوف تواجه في حياتك حربا ضروسا
لا عوادة فيه من النقد الآثم المر
و من التحطيم المدروس المقصود و من الاهانة المتعمّدة
ما دام انّك تعطي و تبني و تؤثر و تسطع و تلمع
و لن يسكت هؤلاء عنك حتّى تتّخذ نفقا من الأرض
أو سلّما في السماء فتفرّ من هؤلاء
أمّا و أنت بين أظهرهم فنتظر منهم ما يسؤك و يبكي
عينك و يدمي مقلتك و يقض مضجعك
انّ الجالس على الأرض لا يسقط و الناي لا يرفسون كلبا ميّتا
لكنّهم يغضبون عليك لأنّك فقتهم صلاحا أو علما أو أدبا
فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتّى تترك مواهبك و نعم الله عليك
و تنخلع من كل صفات الحمد و تنسلخ من كل معاني النبل
و تبقى بليدا غبيّا صفرا محطّما مكدودا هذا ما يريدون بالضبط
اذا فاصمد لكلام هؤلاء و نقدهم و تشويههم و تحقيرهم
و كن كالصخرة الصامتة المهيبة تتكسّر عيها حبّات البرد
لتثبت وجودها و قدرتها على البقاء
انّك ان أصغيت لكلام هؤلاء و تفاعلت به
حقّفت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك و تكدير عمرك
ألا فاصفح الصفح الجميل 000 ان نقدهم السخيف
ترجمة محترمة لك و بقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتعل
انّك لا تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء و لن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم
لكنّك تستطيع أن تدفن نقدهم و تجنّيهم بتجافيك لهم و اهمالك لشأنهم
و اطراحك لأقوالهم
ان كنت تريد أن تكون مقبولا عند الجميع محبوبا لدى الكل
سليما من العيوب عند العالم فقد طلبت مستحيلا
------------------
~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*
قل لمن ادعى في العلم فلسفة *** علمت شيئا وغابت عنك أشياء