لقي أمرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً **** وتقلبت في نفسه بعض الصور
فكأنه أغرى الفتى بنقودهِ **** لينال ما يرجوه في لمح البصر
قال:ائتني بفؤاد أمك يا فتى **** ولك الدراهم والجواهر والدرر
فجرى لعاب الطفل خلف بريقها **** وأهان في عينيه أوجاع القدر
ومضى يمني النفس في غاياتها **** وفؤاده بين السعادة والكدر
وإذا به في الدار يخطر واجماً **** ويداه ترتعشان يرقب في حذر
يتسلق الرأس الطري نوافذا **** يمتد في الغرفات يبحث عن أثر
فإذا بها في الركن تغمض جفنها **** ترتاح من تعب الطفولة والسهر
فمشى رويداً كي يمكن كفه **** منها ويقبس بين عينيه الشرر
ودنا فأغرز خنجراً في صدرها **** ورأى فؤاد الأم يرجف للنظر
فمضى به فرحاً يعانق طيفه **** يختال ما بين الترائب والحجر
لكنه من فرطِ سرعته هوى **** فتعفر القلب المعذب إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفر **** ابني حبيبي هل أصابك من ضرر؟
فكأن هذا الصوت رغم حنوه **** غضب عليه من السماء قد أنهمر
فاستل خنجره ليطعن نفسه **** طعناً ويبقى عبرةٌ للمعتبر
ناداه قلب الأم كف يدا ولا.. ****تطعن فؤاديَّ مرتينِ... أَنا بشر !!
__________________
أبتسم الأن ، فقد لا تقدر على ذلك غداً.