لن أبكي
على أبواب يافا يا أحبائي
وفي فوضى حطام الدور, بين الردم والشوك
وقفت وقلت للعينين
قفا نبك
على أطلال من رحلوا وفاتوها
تنادي من بناها الدار
وتنعى من بناها الدار
وأن القلب منسحقا
وقال القلب:
ما فعلت
بك الأيام يا دار؟
وأين القاطنون هنا؟
وهل جائتك بعد النأي هل جائتك أخبار؟
هنا كانوا
هنا حلموا
هنا رسموا مشاريع الغد الآتي
فأين الحلم والآتي؟
وأين همو؟
ولم ينطق حطام الدار
ولم ينطق هناكَ سِوى غيابهمو؟
وصمت الصمت والهجران
وكان هناك جمع البوم والأشباح
غريب الوجه واليد واللسان, وكان
يُحومُ في حواشيها
يَمُد أصوله فيها
وكان الآمر الناهي
وكان.. وكان..
وغص القلب بالأحزان
(ب)
أحبائي:
مسحت عن الجفون ضبابة الدمع الرمادية
لألقاكم وفي عيني نور الحب والأيمان
بِكُم,بالأرض,بالإنسان
فواخجلي لَوَاني جئت ألقاكم
وجفني راعشٌ مبلول
وقلبي يائس مخذول
وها انا يا أحبائي هنا معكم
لأقبس منكمو جمرة
لآخذ يا مصابيح الدجى من زيتكم قطرة
لمصباحي. وها أنا يا أحبائي
إلى يَدِكمْ أمد يدي
وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي
وأرفع جبهتي معكم إلى الشمس
وها انتم كصخر جبالنا قوة
كزهر بلادنا الحلوة
فكيف الجرح يسحقني؟
وكيف اليأس يسحقني؟
وكيف أمامَكمْ أبكي؟
يمنا بعد هذا اليوم لن أبكي
فدوى طوقان
------------------
بوووووم