البقاء للغة الانترنت الأساسية رغم انتشار لغات البرمجة النشطة..
مطورو برامج الويب يدعون لقيام تجمع عربي لإصدار برامج نشر باللغة العربية
الرياض @نت ـ تحقيق ـ حمد البدراني
أكد عدد من مطوري برامج النشر والسكربتات العربية والمعربة على ان تطوير المواقع وبرمجتها قد اخذ حيزا كبيرا في اهتمامات القائمين على المواقع العربية اذ لايخلو موقع من المواقع من تلك البرامج القائمة على لغات مثل PHP وCGI وASP وغيرها من البرامج التي تتميز بالتفاعلية والابهار وتحقيق متطلبات فنية لم تكن ممكنة باستخدام لغة الترميز المترابط HTML.
واوضح عدد من هؤلاء الذين جمعتهم الرياض@نت في هذا التحقيق الأول من نوعه وشارك به عدد من المطورين والمعربين المعروفين في ساحات الانترنت العربية امثال "زاجل" و"المطور العربي" و"ابي منار" و"فوجا" ان تعريب وكتابة السكربتات امران مختلفان عن بعضهما فالأول يقتصر على تعريب برامج وسكربتات بلغات متعددة وتعديلها ليمكن لاصحاب المواقع العربية استخدامها في مواقعهم بما يتوافق وخصوصية ومتطلبات النشر باللغة العربية والآخر يقتصر على كتابة سكربتات مماثلة لاتقل عن السكربتات الأخرى الأجنبية ولكنها عربية الأصل وتتوافق مع متطلبات النشر العربية.
وابدى بعضهم اسفه لاقتصر الفكر البرمجي العربي حاليا في معظمه على تعريب البرامج من دون التفكير في كتابة وبرمجة برامج وسكربتات باللغة العربية لتحقيق طموحات المواقع العربية ونفوا في حديثهم ان يكون الاهتمام المتزايد بلغات البرمجة النشطة لمحتويات الويب يهدف في الأساس إلى الغاء استخدام لغة الانترنت الأساسية HTML باعتبارها لغات تهدف إلى تحسين اظهار شكل النصوص والمحتوى من خلال المتصفحات.
مزايا وعيوب اللغات النشطة
وقال زاجل المشرف على موقع زاجل الشهير بسكربتاته الخاصة بجلب محتويات المواقع الأخرى من اخبار وخدمات اخرى إلى المواقع العربية التي تستخدم تلك السكربتات اضافة إلى تقديمه عددا من البرامج الخاصة التي قام بكتابتها مثل برنامج معرض الصور www.zajil.cc في تعليقه على الاهتمام العربي الكبير في المنتديات والمواقع العربية بلغات اكثر تفاعلية من لغة HTML وهل هو بداية الخروج من سيطرة تلك اللغة الأساسية في الانترنت حاليا قال ان سبب التركيز على مثل هذه اللغات يرجع إلى أنها تعمل على بيئات تشغيل مختلفة أهمها الويندوز واليونكس دون الحاجة إلى برامج وسيطة كما هو الحال مع الـ asp على اليونكس إضافة إلى مجانية استخدامها مبينا "ان القول بأن ذلك هو محاولة للنفاذ من سيطرة لغة الـ HTML كلام غير دقيق لأن كل هذه اللغات تقوم بالتعامل مع معطيات معينة لإنتاج نص html ليظهر لك كما تراه من خلال المتصفح".
ويؤكد المطور العربي www.arabbuilder.com من جانبه ان لغة HTML لغة رائعة وأكبر دليل على ذلك نجاحها وانتشارها السريع في بداية تكون شبكة الويب إلا أنها نشأت أصلا كلغة لإظهار الصفحات على المتصفحات" وهي تفتقر إلى الأدوات المنطقية اللازمة لإدارة مواقع ويب التفاعلية مثل برامج الحوار على الويب وهذا هو سبب ظهور تقنيات تطوير مواقع الويب مثل نظام CGI ولغة البرمجة PHP مشددا على انها لا تستبدل لغة HTML أبدا و لكن يمكن القول بأنها تتحكم بها لتظهر شفرة HTML في المكان المناسب وبالصورة المناسبة أي أنهما يعملان مع بعضهما البعض. وعبر محمد العمران الشهير بلقب "ابي منار" عن عدم اقتناعة بان المستخدم سيكون في غنى عن لغة HTML العريقة" كما انك لا تستطيع فصل اللغات المذكورة عن لغة الاتش تي ام ال فالكل مكمل لبعضه وتستطيع القول ان الـ PHP لا تستطيع الاستغناء عن HTML فيما تستطيع الأخيرة فعل ذلك". بيد انه اوضح "إذا كنا نتكلم عن استخدام كامل للغة html فإن المستخدم أو صاحب الموقع يريد لموقعه أن يكون تفاعلياً ومتجدداً بقدر الإمكان وهذا الشيء لا يتم باستخدام كامل للغة HTML الجامدة التي تعتمد كثيراً على مجهودات المستخدم ومدى قدرته على التحديث المستمر وهذا الشيء لا يشكل عائقاً أمام الـ PHP والـ CGI اللتين توفران كل ذلك بمجهود أقل بكثير وفي وقت قصير".
ويؤكد فوجا www.fuga.ws الكلام السابق بقوله ان لغة HTML هي اللغة الأم في التصميم ولا يمكن الاستغناء عنها أبدا فجميع برامج التطوير تعتمد عليها في العمل موضحا ان الاهتمام بلغات البرمجة CGI و php و ASP لانها لغات برمجة تفاعلية "تجعل المواقع متطورة ومواكبة لعصر الإنترنت وتجعل الموقع تفاعليا مثل امكانية مشاركة زوار الموقع في الموقع من خلال المنتديات ودفاتر الزوار واعلام الزوار بعدد الزوار الذي وصل اليه الموقع وجميع هذه الأمور لا تتم إلا بإحدى لغات البرمجة التفاعلية PHP و CGI و ASP هذا ماينقص محاولات التعريب والبرمجة وحول ماذا ينقص الكثير من محاولات التعريب العربية لبرامج النشر على الانترنت وهل الضعف فيها بسبب ضعف البرامج الأصلية المعربة ام قلة الاهتمام من المطورين لاضافة المزيد اليها وتطويرها ؟ اوضح زاجل ان هناك الكثير من برامج النشر الإلكتروني القوية والمجانية على الإنترنت" لكن يظل معظم تعاملنا مع هذه البرامج مجرد تعريب دون النظر لتطوير هذه البرامج كي تفي بمتطلباتنا ولا ننسى أن كثيرا ممن يقومون بتركيب هذه البرامج على مواقعهم هواة ليست لديهم المعرفة الكافية للتعامل مع أبسط المشاكل التقنية "مؤكدا ان الحل في "أن يتبنى فريق تطوير عربي مهمة تطوير برنامج نشر إلكتروني عربي 100% يأخذ بعين الاعتبار متطلبات اللغة العربية والمستخدم العربي".
كما قدم المطور العربي رأيا قريبا من الرأي السابق عندما قال يعتقد الكثير من معربي البرامج بأن العملية تقتصر على تعريب الكلمات الأجنبية في البرنامج الأصلي ولو كان الأمر كذلك لاحتجنا إلى مترجم لا لمبرمج مشددا على ان "تعريب البرامج يجب أن يشتمل على الكثير من الخطوات التي تتطلب خبرة واسعة في البرمجة والتصميم لإظهار الصفحات بصورة يقبلها الجمهور العربي فهنالك تغييرات يجب أن تجرى على منطق البرنامج والكيفية التي يعمل بها مثل تلك التي تتطلب عرض الصفحات بصورة ملائمة من اليمين إلى اليسار ومراعاة أنواع الخطوط التي يستخدمها البرنامج فقد تكون نسخها العربية رديئة أو غير متناسقة عند الإظهار والكثير من الاعتبارات الأخرى".
ومضى قائلا "أعتقد بأن البرامج العربية يجب أن تخضع إلى قدر أكبر من مراقبة الجودة وذلك عن طريق إرسالها إلى المحترفين في هذا المجال لإجراء الاختبارات والتجارب العملية والإبلاغ عن الأخطاء أو المشاكل ويجب ألا تطرح البرامج العربية إلا بعد أن تستوفي جميع متطلبات المستخدمين وتصبح خالية تماما من الأخطاء إلا ما غفل عنه".
من جهته رفض ابو منار في اجابته على هذا السؤال وجود ضعف في البرامج المعربة كبرامج المنتديات وقال "ليس هناك ضعف في البرامج الأصلية بل هو ماذكرت من قلة الاهتمام بتطوير هذه البرامج اضف إلى ذلك وجود عوامل اخرى اعتقد انها السبب في كل ما يعانيه المطور مثل عدم وجود معاهد متخصصة بل أقسام بل حتى ليس هناك ما يشير لهذه اللغات بشكل أو بآخر فلا يمكن ان تتصور مدى تلهف الكثيرين على تطوير أنفسهم بمنهج علمي صحيح ومدروس ولكنهم يصطدمون بهذه المعضلة" ومضى قائلا "لا اعلم ما المانع من توفير أقسام متخصصة بهذه المعاهد لتعليم هذه اللغات التي ستقبض بيدها على مستقبل تطوير المواقع في المستقبل القريب كما لا يوجد مؤسسات وشركات تتبنى وترعى المواهب والكفاءات وتطورها".
وقدم فوجا رأيا قريبا من رأي ابي منار عندما اجاب على سؤال الرياض@نت بقوله "أعتقد ان البرامج المتوفرة ليست قليلة وضعيفة لكن هذا يعود بالدرجة الأولى للمعرب والمطور وعدم امكانيته من تطوير البرنامج أو تعريبه أو عدم مقدرته على تنصيبه".