ما هو واقع تطوير المواقع الآن؟ وكيف سيكون شكله في المستقبل؟ هذا الموضوع يحاول أن يقدم إجابة للسؤالين، فلنبدأ بإجابة السؤال الأول، ما هو واقع تطوير المواقع الآن؟ إجابتي على هذا السؤال تعتمد على الواقع الذي أراه في المواقع الأجنبية، ولا يعني ذلك أنني أقلل من شأن المواقع العربية، ما أريده هو أن نصل إلى حيث انتهت المواقع الأجنبية ثم ننطلق نحن لكي نحدد اتجاهاتنا بأنفسنا ونتقدم بأفكارنا وجهودنا، ليس من الحكمة أن نبدأ من الصفر ونكرر نفس الأخطاء التي وقع فيها غيرنا، فلنستفد من تجاربهم ولنتجنب الأخطاء ولنجرب أموراً جديدة ولنقع في أخطاء جديدة!
ومرة أخرى أنوه إلى أنني لا أريد تعقيد تطوير المواقع، بل أريد الإتقان، أريد أن أشاهد المواقع العربية وقد تفوقت على جميع المواقع.
الاعتماد على المعايير القياسية
لم تعد المعايير القياسية لتطوير المواقع مجرد أفكار مثالية بل فرضت نفسها على ساحة تطوير المواقع وأثبتت فائدة استخدامها، أصبحت المواقع الآن التي تعتمد على المعايير القياسية أكثر توافقاً مع مختلف المتصفحات ومختلف الأجهزة وأصبحت أقل حجماً وأقل تعقيداً وبالتالي أقل تكلفة، المعايير القياسية جاءت لتبقى معنا في السنوات القادمة وليست مجرد صرعة عابرة تنتهي في وقت قصير، الدعوة إلى المعايير القياسية بدأت منذ عام 1998م بمشروع WaSP ومن قبل ذلك كانت منظمة W3C تدعوا إلى اعتماد المعايير القياسية.
المؤسسات الكبيرة مثل IBM، مايكروسوفت، مايكروميديا، أدوبي، ياهو وعشرات المؤسسات كلها اتفقت على أن تدعم المعايير القياسية وبدأت فعلياً في دعم المعايير القياسية في منتجاتها، وليس لدينا خيار آخر سوى أن ندعم المعايير القياسية عند تطوير مواقعنا أو منتجات تتعلق بالمواقع كالمنتديات وأي نوع آخر من السكربتات.
رابط: ما هي المعايير القياسية
ماذا يمكنك أن تفعل؟
1) تعلم تقنيات المعايير القياسية وهي XHTML وCSS بشكل أساسي وتقنيات أخرى.
2) حول موقعك إلى المعايير القياسية.
3) ساهم في زيادة الوعي بخصوص المعايير القياسية.
التركيز على قابلية الاستخدام وقابلية الوصول
قابلية الاستخدام (usability) تعني أن نجعل مواقعنا سهلة الاستخدام، قابلية الوصول ( accessibility) تعني أن نجعل مواقعنا متاحة لأكبر قدر ممكن من الناس، سواء كان هؤلاء الناس يستخدمون أجهزة الحاسوب العادية أم هواتفهم النقالة أو الحواسيب الكفية، ويعني كذلك الاهتمام بأن نجعل الوصول إلى محتويات الموقع سهلاً لذوي الاحتياجات الخاصة كالمكفوفين والصم ومن يعانون من إعاقات حركية أو من ضعف شديد في البصر أو يعانون من عمى الألوان.
أحد زوار موقعي كتب تعليقاً على أحد المواضيع وفهمت أنه شخص مكفوف، راسلته لأطلب منه المزيد من المعلومات عن كيفية تصفحه للمواقع وما يعانيه من مشاكل في هذا المجال، فأخبرني أنه يستخدم الحاسوب كأي شخص طبيعي، وشارك في موسوعة ويكيبيديا وسجل فيها وقام بتعديل بعض المواضيع في الموسوعة، وأخبرني أنه يواجه صعوبة في تصفح المواقع العربية بينما المواقع الأجنبية أسهل تصفحاً بالنسبة له ولزملاءه، وأسعدني كثيراً حينما أخبرني أنه لا يواجه أي مشكلة في تصفح موقعي.
هذا موضوع يجب أن نهتم به كثيراً، للأسف أن الغالبة غافلون عن هذا الأمر، يجب أن نتعلم كيف نجعل مواقعنا أسهل استخداماً ويمكن الوصول لها بسهولة بغض النظر عن ظروف الزائر، إن فعلنا ذلك سيكون هذا في صالحنا وفي صالح المجتمع.
روابط:
Dive Into Accessibility
Acess Matters
Usability News
Alertbox - مقالات مفيدة حول قابلية الاستخدام.
ماذا يمكنك أن تفعل؟
1) تعلم أساسيات قابلية الاستخدام والوصول وطبقها في موقعك.
2) أشتري كتباً تتحدث عن هذه المواضيع واقرأها وطبقها.
3) ساهم في توعية الآخرين بأهمية هذا الجانب في تطوير المواقع.
تطبيقات الويب والبرامج الاجتماعية
تطبيقات الويب (web application) والبرامج الاجتماعية (social software) ليست أنواعاً جديدة من البرامج، بل هي قديمة قدم شبكة الويب نفسها، لكن الآن هناك اتجاه للتركيز على إنشاء تطبيقات تربط الناس وتستفيد من تبادل خبراتهم وجهودهم وأفكارهم، وتكون في نفس الوقت بسيطة سهلة الاستخدام، من أمثلة هذه التطبيقات del.icio.us لتخزين وتنظيم الروابط، Flickr لتخزين وتنظيم الصور، Ta-da Lists لإنشاء القوائم ومشاركة الآخرين بها، Basecamp لإدارة المشاريع.
كل هذه تطبيقات ويب، وبعضها يعتبر من البرامج الاجتماعية، المدونات والويكي والمنتديات تعتبر برامج اجتماعية أيضاً، وفي عالمنا العربي أعتقد أن أشهر البرامج الاجتماعية هي المنتديات ثم تأتي خدمات أخرى مثل خدمات الزواج (مع ما عليها من ملاحظات).
يجب أن نهتم بهذا المجال ونقوم بإنشاء تطبيقات ويب وبرامج اجتماعية، أما تطبيقات الويب فهي بديل جيد للبرامج التقليدية ولها ميزات كثيرة، كسهولة تطويرها وإضافة الخصائص لها، وكذلك إمكانية تشغيلها باستخدام المتصفح فقط وهذا يعني إمكانية الوصول لها من أي جهاز يحوي متصفحاً، أما البرامج الاجتماعية فميزتها أنها تستفيد من خبرات الناس وجهودهم وأفكارهم وتتيح لهم تبادل هذه الأفكار، ونحن نضيق على أنفسنا إن فكرنا فقط بالمنتديات أو مواقع الزواج، نحن بحاجة إلى بدائل عربية لخدمات del.icio.us وTa-da Lists وBasecamp، نحن بحاجة إلى مواقع ويكي متخصصة في مجالات كثيرة.
روابط:
Web application - ويكيبيديا
ماذا يمكنك أن تفعل؟
1) قم بتسجيل نفسك في الخدمات الأجنبية واستخدمها وتعرف عليها.
2) ساهم في إنشاء تطبيق ويب مثل ويكي متخصص.
3) حاول أن تقوم بإنشاء بديل عربي للخدمات الأجنبية المتوفرة حالياً.
المدونات
لا يضايقني شيء في موضوع المدونات كرؤيتي من يسميها "بلوق" أو "بلوغ" أو أي تسمية أخرى تحاول أن تلفظ الاسم الإنجليزي بحروف عربية، استقر رأي الكثير من أصحاب المدونات على تسمية مواقعهم بالمدونات، وهذا اللفظ يستخدم في المجلات التقنية الآن مثل PC Magazine الطبعة العربية، وويندوز وبعض الصحف، وهذه الكلمة فصيحة وتصف هذا النوع من المواقع بدقة، أتمنى أن نستخدم كلمة "مدونات" كما نستخدم كلمة المنتديات.
لماذا أتكلم عن المدونات مع أنني أدرجتها ضمن البرامج الاجتماعية؟ لأنها مختلفة، فمن أراد إنشاء موقع ما متخصص وبأسرع وقت فالمدونات هي أفضل وسيلة لفعل ذلك، يمكن لأي شخص إنشاء مدونة خلال ساعة أو أقل، وإن استخدم بعض الخدمات الجاهزة يمكنه إنشاء مدونة خلال دقائق، وليس بالضرورة أن تكون المدونات شخصية، بل يمكن أن تكون جماعية ومتخصصة في جانب معين، وهذا ما أريد رؤيته، مدونات متخصصة في مجالات مختلفة
ماذا يمكنك أن تفعل؟
1) قم بإنشاء مدونتك الخاصة وشارك الآخرين بأفكارك وخبراتك.
2) ساهم في إنشاء مدونة جماعية متخصصة.
الربط بين البرامج التقليدية وبرامج الويب
هذا أمر جديد نسبياً، وهي أن تكون البرامج التقليدية مرتبطة بشكل كبير بشبكة الويب، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك برمجيات Dashboard، وهي في الحقيقة صفحات HTML مصممة بتقنية CSS وتستخدم جافاسكربت للبرمجة، وبعضها تطبيقات فعلية مبرمجة بلغة Objective-C، وبعض هذه البرامج تتصل بالشبكة للحصول على معلومات معينة وعرضها للمستخدم الذي في الغالب لن يعرف أن ما يراه أمامه هو برامج مبنية على تقنيات الويب.
برنامج iTunes أيضاً يعتمد بشكل كبير على الشبكة، فالمتجر الإلكتروني لشراء الأغاني* الذي يراه المستخدم ضمن نافذة البرنامج ما هو إلا موقع لكن يستخدم تقنيات تجعله أكثر تفاعلاً من الصفحات العادية.
ماذا يمكنك أن تفعل؟
حقيقة أرى أن أغلبنا لا يمكنه أن يفعل شيء في هذا الاتجاه، أكتفي هنا بأن أطلب منك أن تقرأ عن هذا الموضوع، لعلنا في المستقبل نستفيد مما قرأنا.
* أرجو ألا يعلق أحدكم على موضوع الأغاني هذا، فهو مجرد مثال.
هذا هو الحاضر فماذا عن المستقبل؟
المستقبل القريب (ما بين ثلاث إلى خمس سنوات) لن يكون مختلفاً كثيراً عن الحاضر، سيستمر التركيز على المعايير القياسية وعلى زيادة سهولة استخدام المواقع والحرص على أن يكون الوصول لها سهلاً بدون أي عوائق بغض النظر عن ظروف الزائر، سنرى المزيد من البرامج الاجتماعية المتنوعة وسنرى الكثير من تطبيقات الويب، أما البرامج التقليدية ستبدأ في الاعتماد أكثر على ملفات XML لحفظ البيانات، وسنرى المزيد من البرامج التي تبنى على أساس تقنيات الويب، وستدخل تقنية SVG لتكون منافسة لتقنية فلاش ولتحل محل الكثير من الخدمات التي تعتمد على ملفات gif أو فلاش.