يخشى قادة غربيون في صحراء شمال الكويت من عاصفة ترابية جديدة ستهبّ مساء اليوم الاثنين أو صباح غد الثلثاء، شبيهة بعاصفتين شهدتهما هذه الصحراء في الاسبوعين الماضيين، وأدتا الى عناء شديد لأكثر من 170 الف جندي اميركي وبريطاني هناك، وتسببتا في مشاكل لوجستية ضخمة خصوصاً صيانة المعدات وحركة المروحيات.
وقال خبير في ادارة الارصاد الجوية الكويتية لـ"الحياة" ان 䘭زاماً من السحب بدأ يتكاثف فوق الكويت مساء السبت وصباح الاحد ينذر بمنخفض جوي عميق تصحبه عواصف رعدية قد تتبعها رياح شمالية قوية بسرعة 70 الى 80 كيلومتراً في الساعة. وقال: "اذا لم تهبط أمطار بكمية كافية خلال المنخفض وبقي سطح الصحراء جافاً فإن هذه الرياح التي ستتبعه كفيلة بتكرار الغبار الكثيف الذي شهدته الكويت خلال الاسبوعين الماضيين".
وتعتبر العواصف التي يختلط فيها المطر بالغبار ظاهرة طبيعية ويُطلق عليها في الكويت اسم "السرايات" اي العواصف التي تسري ليلاًً. وقال الخبير: "تأتي السرايات في نيسان (ابريل) عادة لكنها جاءت هذه السنة قبل موعدها. وهناك عواصف البوارح التي تأتي عادة في حزيران (يونيو) وتصنعها رياح شمالية قوية جافة، وقد شهدنا في الشهر الحالي الظاهرتين معاً وفي غير موعدهما، وهذا نادر".
وكانت العاصفة التي هبّت الاسبوع الماضي مصدر ضيق كبير للقوات الغربية، وتسرّب الغبار الدقيق الى الاجهزة والمعدات الحربية ومحركات اكثر من 500 مروحية قتالية ترابط هناك، ودخل الغبار قدور الطهي واجهزة الكومبيوتر وفرش الجنود وخلق مشكلة معنويات كبيرة للقوات التي انشغلت لأربع وعشرين ساعة في عمليات التنظيف وحدها. وأرغمت الزوابع 3 طائرات عمودية كانت في الجو مساء الثلثاء الماضي على الهبوط اضطرارياً عندما انخفض مدى الرؤية من 5 كيلومترات الى 5 امتار في غضون ثوان. وقال طيارون ان الظروف نفسها لو تكررت خلال العمليات الحربية داخل العراق فسيحرم الجنود من اي دعم جوي وستكون كثير من اجهزة الرصد والتهديف غير مجدية.
وقال ضابط من المارينز الاميركيين كان خدم في القطب الجنوبي لصحافيين: "هذه اكثر بيئة عدائية أشاهدها في حياتي"، في حين ذكر عسكريون ان وحدات الارصاد الجوية في الجيش الاميركي، التي كانت تعنى اساساً برصد التيارات الهوائية تحسباً لاطلاق العراقيين اسلحة كيماوية، صارت اكثر اهتماماً الآن بفهم مناخ الكويت والظروف التي تتكوّن فيها الزوابع الترابية فجأة. كذلك صار مطلوباً تحديد "نافذة" مناخية بين منخفضين جويين مدتها ايام عدة كموعد ممكن لبدء العمليات التي ستكون المروحيات الخمسمئة اساسية في تنفيذها.
ويزيد التأخير في العمليات العسكرية من مشكلة مناخية اخرى هي ارتفاع درجة الحرارة، وكانت درجة الحرارة في الكويت امس 27 درجة مئوية وهي تطابق معدل الحرارة لشهر آذار (مارس). واشارت تقارير الى ان الجندي الاميركي يستهلك 5 ليترات من ماء الشرب يومياً عدا ما يتضمنه الطعام من سوائل، لكن الحرارة في نيسان (ابريل) تبلغ 32 درجة مئوية ما يعني الحاجة الى 8 ليترات يومياً.
وفي ايار (مايو) تتجاوز الحرارة 38 مئوية مما يعني مشكلة كبيرة في توفير المياه للجنود في الخطوط الامامية خصوصاً ان البنية التحتية للعراق لا توفر موارد مائية نظيفة وبكميات كافية، كذلك سيتعرض الجنود الغربيون القادمون من مناطق باردة لخطر ضربات الشمس اكثر بكثير من الجنود العراقيين.
منقول عن الحياة
اللهم نسألك باسمك الأعظم أن تننصر إخواننا المجاهدين في كل مكان...إنك القادر على ذلك جل شأنك