قام صديقنا صالح الغامدي بإرسال رابط لرسالة ستيف جوبز التي كتبها اليوم والتي يوضح فيها أسباب إبتعاد آبل عن الفلاش وعن شركة أدوبي ولم يجب على بقية الشركات التخلي عن هذه الأمور، حيث أثار جوبز بعض النقاط مثل ان الفلاش مملوك من قبل أدوبي وغيرها من الأمور والحقيقة ان ستيف “ينافق” نفسه فبعض من النقاط السلبية التي ذكرها مجرد أعذار او تبرير.
وللأمانة فإن بعض النقاط التي ذكرها ستيف صحيحة مثل تكاسل أدوبي وعدم بذل المزيد من الجهد لتطوير منصة الفلاش بشكل أفضل.
النقاط التي لا أتفق فيها مع ستيف جوبز:
النقطة الأولى التي أثارها ستيف هو أن فلاش “مغلق” وتعود مليكته بالكامل لشركة أدوبي التي تتحكم فيه بشكل كامل، وأخذ يذكر العديد من مآثر آبل وكيف انها ساهمت في العديد من معايير الإنترنت المفتوحة، معترفا في نفس الوقت بأن نظام الآيفون مغلق المصدر لكنه يستخدم معايير مفتوحة من أجل بناء التطبيقات.
إذا لم لا تقوم آبل التي تدعي بأن عملية التطوير مفتوحة المصدر وتستخدم المعايير بإطلاق حزمة المطورين لأنظمة آخرى غير الماك؟ حسنا لنفترض ان عملية التحويل ستكون صعبة إذا لم لاتسمح ببناء حزم التطوير من شركات آخرى بالعمل على أنظمة الآيفون؟ ام ان جوبز سيخبرنا بأن الماك يجب ان يكون منصة التطوير الوحيدة للآيفون لأنه أفضل وغيرها من المصطلحات التسويقية التي تأسر عشاق آبل.
محتوى الإنترنت والفلاش، جوبز بدأ في سرد العديد من المواقع الشهيرة التي تدعم تشغيل الفيديو على الفلاش مثل يوتيوب وبعض من محطات الفيديو الكبيرة في الولايات المتحدة، مضيفا رقماً كبيرا إلى المعادلة هو 50,000 لعبة تم تطويرها على الآيفون بدون إستخدام الفلاش.
حسنا ياستيف، كم عدد المواقع التي “لاتدعم تشغيل فيديو HTML5″ ؟ كم هو عدد الألعاب التي تم تطويرها بإستخدام الفلاش؟ أظن انها أكثر من عدد تطبيقات سوق برامج الآيفون كلها، ونقطة آخرى يجب التنبه إليها “كم عدد الألعاب التي حققت أرباحاً فعلية من سوق التطبيقات؟” فالأرقام مثل “50,000 الف ليست مهمة حين تكون أغلبها مملة ومجانية لأنك لو إطلعت على الألعاب الأكثر مبيعا ستجد أن العديد منها من تطوير شركات كبرى مثل EA او Gameloft وهي التي تجني الأرباح الحقيقية.
قضية اللمس، جوبز يقول بأن الفلاش لم يصمم من أجل دعم اللمس وانك بحاجة إلى الماوس من أجل التعامل مع برامج الفلاش، ولعله يقصد هنا “واجهة المستخدم الرسومية” التي بإمكان أي شركة “إعادة تصميمها” من أجل ان تناسب لمس الأصابع الذي يحتاج إلى مساحة كبيرة، ولكن ستيف لم يتطرق إلى هذه النقطة وإكتفى بالقول بأن “واجهة اللمس الثورية الخاصة بآبل” (ركز معايا…ثورية) لاتستخدم الماوس؟! وكأن بقية الهواتف سوى الآيفون تستخدم الماوس ولاتدعم اللمس، وللعلم فإن تعدد اللمس ظهر في 1982 قبل الآيفون بكثير.
ثم وجه سؤالاً إلى المطورين هو انهم في حالة ارادوا إعادة كتابة برامجهم فلم لايستخدمون تقنيات الويب الحديثة؟ أمر أظن انه متروك لحرية المطور وليس” لمزاج” شركة آبل او جوبز.
البرامج، النقطة الأخيرة التي ذكرها ستيف في رسالته هو أن أدوات التطوير من الطرف الثالث غالباً لاتستفيد من مميزات النظام كاملة كما هو الحال مع أدوات شركة آبل، وهو أمر بالإمكان المجادلة فيه قليلاً فالمطورون لايريدون ان يتخلوا عن حزمة آبل ولكن يريدون حرية الإختيار.
ستيف يجادل هنا بأن أدوبي لاتسعى لجعل أدواتها تقدم أفضل اداء على الآيفون بل تريد من برامجها ان تعمل على أي منصة فقط، وهو لن يسمح بذلك لأنه يريد من تطبيقات الآيفون ان تكون على أحسن حال (لأن هذا ينعكس على الإنطباع العام عن الآيفون).
النقاط التي أتفق معه فيها:
من ناحية آخرى فإنه لستيف جوبز الحق في إنتقاد أدوبي التي تأخرت في إصدار نسخة الفلاش للهواتف النقالة التي كان من المفترض ان تصدر في 2009 ولن نشفع لأدوبي هنا فتأخير أي منتج يقع على عاتق الشركة المطورة.
الآمان، حسنا قد لايكون فلاش صاحب سجل أمني نظيف، ولكن الماك ليس بأفضل حالاً فبشهادة العديد من المخترقين فإن أنظمة آبل سهلة الإختراق وليست بالتعقيد الآمني الذي تدعيه شركة آبل التي طالما حملت شعار “بدون فيروسات”.
إستهلاك الطاقة، بسبب أن الفلاش لايستفيد من العتاد في فك تشفير الفيديو فإنه يتسبب في الحاجة إلى تنفيذ عمليات برمجية معقدة تستهلك الكثير من الطاقة ولهذا فإن الفلاش يعتبر مستهلكاً كبيراً للطاقة وهو أمر يرجع في الحقيقة إلى كسل أدوبي من هذه الناحية فالشركة لفترة طويلة كانت تركز على الأجهزة العادية وفكرة الفلاش على الهواتف النقالة لم تأتي إلا قريباً.
تحديث (1) الأداء، طبعا حين نأتي على ذكر الأداء لعل الفلاش يتميز بالثقل على الهواتف النقالة مقارنة ببعض التقنيات الآخرى ومرة آخرى فالسبب هنا هو أدوبي.
الخلاصة وبدون زعل،،،
أعرف ان عشاق آبل قد لايعجبهم كلامي وسيشمر العديد من عشافق لآبل مثل صديقنا العزيز iKhaled عن ساعده ليدافع عن الشركة ولكن أحبب ان أختتم كل هذه المقالة ببعض الكلمات.
أولاً، هي أن الآيفون والآيبود أثبتا أنهما أكبر مصدر دخل لآبل منذ سنين لذلك فإن آبل تريد ان يكون لها التحكم المطلق في هذه المنصة لتعصرها إلى النهاية.
ثانياً، ستيف جوبز محق في شيء واحد، وواحد فقط وهو محاولة الإبقاء على آبل ومنتجاتها بجودة معينة ومن حقه إتخاذ الأمور التي يراها مناسبة له ولشركته ولكن حين يأتي رئيس آبل يحاول ان يجادل ببعض الكلمات ويدخل الأخلاقيات وكلمات المعايير المفتوحة وغيرها من الأمور التي تجعل المتعصبيين للمعايير يبكون فرحاً، فإن هذا مجرد نفاق وفي النهاية هو مجرد “ضحك على الدقون”….البيزنس مجرد بيزنس، لكن ستيف جوبز يريد ان تظهر آبل بمظهر الشركة الأخلاقية.
ثالثاً، يجب أن نعرف بأن أي شركة تحاول ان تحافظ على منتجاتها وتحقيق الربح ليست شريرة ففي النهاية الغرض من أي شركة هو الإستمرار في تحقيق الربح سواءاً كانت جوجل، مايكروسوفت أو آبل.
نصيحة آخيرة للمعلقين: كونك تستخدم منتجا من شركة معينة لايعني أن “المتحدث الرسمي” بإسم هذه الشركة فحين تموت هذه الشركة ومنتجاتها فإنك ستنتقل إلى شركة آخرى لأن هذه سنة الحياة لذلك لاتجعلوا “العصبية التقنية” تعميكم كالعادة ونرى حرباً ضروساً في التعليقات الأمر الذي سينتهي إلى سب وقذف دون أي نتيجة نهائية.
وفي النهاية أودعكم بمقطع لستيف جوبز يقتبس فيه من بيكاسو قائلا “الفنان الجيد ينسخ، والفنان المبدع يسرق” مضيفاً انهم سرقوا الكثير من الأفكار (وهو أمر سيفرح الكثير من عشاق مايكروسوفت ولينكس)
http://www.youtube.com/watch?v=CW0DUg63lqU
=======
منقول من تيدوز
http://www.teedoz.com/2010/%D8%B1%D8...4%D8%A7%D8%B4/
بصراحة مقالة رائعة أعجبتني وأحببت نقلها
يذكرني جونز وآبل بميكروسوفت قديماً حينما كانت تصدر نسخة من كل شئ وتفرضها على السوق بالإجبار وأرادت ان تستغل نظامها المنتشر في فرض الذات
فهي من تقول لمستخدميها وللعالم ما هو المقبول وما هو غير المقبول في البرامج والانترنت وفي كل شئ :looking:
وكانت النهاية مأساوية لها ورضخت وأنفها في التراب وبدأت تدعم ما يتفق عليه العالم كالمعايير القياسية وغيرها
فما هو مستقبل الشركة الأحتكارية رقم واحد في العالم آبل ؟
مع العلم اني مقتنع جداً بسياسة آبل وميكروسوفت في عصر السوق والربح منه قدر ما تشاء فهي حرة ولم تجبر أحد على شئ ( أتمنى من أصحاب المصادر المفتوحة يتحملوني قليلاً )